تواجه عوائد السندات الكندية استثناءً واضحًا مقارنة بالاتجاه العالمي المتزايد؛ يُعزى ذلك إلى التهديد الوشيك للتعريفات الجمركية التي تخطط الإدارة الأمريكية المقبلة بقيادة دونالد ترامب لفرضها على السلع الكندية، مما يتوقع أن يؤثر سلبًا على نمو الاقتصاد الكندي .
ويقوم المستثمرون بتسعير تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة، مما يساعد على تجنيب السندات الكندية أسوأ ما في موجة البيع العالمية، وذلك وفقا لشبكة بلومبرج.
وظل معدل السندات الكندية لأجل 10 سنوات أقل من 3.5% منذ يوليو، بينما يقترب العائد على السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات من 5%، في المملكة المتحدة، يرتفع هذا المعدل ليقترب من 5% أيضًا، وهو الأعلى منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008.
وأوضح استراتيجي أسعار الفائدة في بنك مونتريال لبنيامين رايتزس، أنه من المرجح أن تؤدي التعريفات الأمريكية الشاملة على السلع الكندية إلى قيام بنك كندا بتخفيض أسعار الفائدة بشكل أكبر، مما يساهم في ضعف إضافي كبير للدولار الكندي.
وقال رايتزس: "إن الخطر الوشيك للتعريفات الأمريكية على الصادرات الكندية يُلقي بظلاله على التوقعات الاقتصادية ويحافظ على انخفاض عوائد السندات نسبيًا".
بينما قال رئيس استراتيجية أسعار الفائدة في أمريكا الشمالية في مجموعة رويال بنك أوف كندا المصرفية لجيسون داو، قام بنك كندا بتخفيض تكاليف الاقتراض بمقدار نصف نقطة مئوية في اجتماعين متتاليين خلال أكتوبر وديسمبر، في حين أن تقرير الوظائف الكندي القوي الأسبوع الماضي دفع المتداولين إلى تقليص رهاناتهم على تخفيضات أسعار الفائدة، إلا أن عوامل أخرى من المتوقع أن تُعيق النمو وتدعم الحاجة إلى مزيد من التيسير النقدي، تشمل الرياح المعاكسة الأخرى للاقتصاد الكندي إعادة تعيين معدلات الرهن العقاري والتباطؤ المحتمل في الهجرة .
وكتب "داو" في رسالة بالبريد الإلكتروني: "لقد عانى الاقتصاد الكندي في العامين الماضيين من معدل نمو أقل من الاتجاه العام، بينما كان الاقتصاد الأمريكي مرنًا"، مما أدى إلى تسعير السوق لمزيد من التيسير من البنك المركزي الكندي في المستقبل المخاطر المتعلقة بالتعريفات غير مؤكدة، وفي الوقت الحالي لا يبدو أن الأسواق تأخذها في الاعتبار عند تحديد العوائد النسبية، مضيفا أن مع ذلك، فإن رئيس وزراء كندا جاستن ترودو -الذي أعلن في 6 يناير الجاري عن نيته الاستقالة من منصبه- يستعد لفرض تعريفات مضادة .
في الوقت ذاته، قالت دانييل سميث، رئيسة وزراء مقاطعة ألبرتا الكندية، بعد زيارتها لـ"مار-إيه-لاجو"، إنه يجب على الكنديين الاستعداد لمواجهة التعريفات الأمريكية بمجرد تولي ترامب الرئاسة، دون استثناءات للنفط .