اللبناني إسكندر ألعازار.. شاعر وجداني تأثر بالشعر الأوروبي
الكاتب الصحفي والشاعر العثماني إسكندر العازار هو أحد أعلام النهضة، حيث يشهد تاريخه بالدفاع عن القضايا العربية كمقاومة الأمير عبد القادر والثورة العربية الكبرى.
ولد اللبناني ألعازار في 17 ديسمبر 1855 ببيروت، وتعلم في مدارسها، وفي سوق الغرب درس الفقه والاقتصاد، وعمل كاتبًا ثم مديرًا في محلّات ماليّة، ثم عيّن عضوًا في محكمة التجارة، وأرسلته الدولة العثمانية إلى باريس ليفاوض وزارة المالية الفرنسية في توحيد الدَّين الفرنسي، وأصدر صحيفة عربية في باريس.
كان ألعازار خطيبًا ممتازًا، تميّز بسلاسة أسلوبه، وشدّة تأثيره، كما عمل صحفيًا، فحرّر في صحف ومجلات كثيرة منها "التقدم"، و"مصر المحروسة"، و"لسان الحال"، و"الأحوال"، و"البرق"، و"الوطن" وغيرها، وله مقالات كثيرة في السياسية والشؤون العامة، كما كتب أيضًا قصصًا مسرحية وتمثيليات، فله عدة روايات تمثيلية، وأشعار.
ومن تمثيلاته "حرب البسوس"، و"من رامَ معاندة الأنثى فليأت لندمغ جبينه"، و"مجاعة رومية"، و"من أشقى الأزواج؟"، و"حواضر البيت".
اشتهر إسكندر ألعازار في كتاباته بفصول قصيرة نقدية، وكان يكتب تعليقاته على بعض حوادث عصره بأسلوب فكه، وينشرها في جريدة "البرق" الأسبوعية، بعنوان "حواضر البيت" و"ترلي ترلي".
ووصفه معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين، بشاعر وجداني، تأثر بالشعر الأوربي، وبشعراء الرومانسية خاصة، حتى لتجد فيه نفسًا من لامرتين، أثّر بشعره، كما أثّر بنثره، وبحضوره أيضاً، وكانت كتاباته في صحيفة الأخطل الصغير (البرق) تصنع تيارًا أدبيًا.
عرفت عبارته العربية بالتماسك والرصانة، كما عرف بخياله الطلق، وإن كبحته البحور والقوافي التي التزم بها، وإن استطاع أن يرقعها في قطع وقصائد وموشحات عبرت عن تموجات نفسه، وخصوصية مشاعره.
توفي في مسقط رأسه ببيروت في 14 يناير 1916.