رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أبو خليل القبَّاني.. رائد المسرح العربي

15-1-2025 | 13:53


أبوخليل القباني

همت مصطفى

 من أعلام سوريا رائد المسرح العربي ورائد المسرح الغنائي العربي، فهو كاتب وملحن وشاعر مسرحي سوري،، واحد من أبرز رواد المسرح العربي وأحد المؤسسين الأوائل للفن المسرحي في الوطن العربي، وترك بصمة كبيرة في تطوير المسرح العربي والشعر الغنائي، حيث ألف العديد من الأغاني والمقطوعات الموسيقية، وكان يقدمها ضمن عروضه المسرحية، ما جعل عروضه مزيجا بين الموسيقى والدراما،  ويُعتبر رائد المسرح في العالم العربي إنه «أحمد أبو خليل بن محمد آغا بن حسين آغا آقبيق» ولقبه الشيخ «أبو خليل القبَّاني».

عائلة عريقة

ولد أبو خليل القباني في 15 يناير 1833 بحي «باب سريجة» بدمشق عام في سوريا لأسرة دمشقية عريقة ، يتصل نسبها بأكرم آقبيق الذي كان ياور «مستشار» السلطان سليمان القانوني، وأحد أجداده هو شادي بك آقبيق أحد أفراد عائلة آق بييق التركية المعروفة، من مدينة بورصة إلى الجنوب من إسطنبول، والتي هاجر أفراد منها إلى دمشق في القرن الثامن عشر بصفة ضباط في سلك الانكشارية القبيقول، وحازت على مالكانات في قرية جديدة عرطوز ومزارع جونية، ثم لُقِّب في عهده بالقبَّاني لأنه كان يـملك قبّان في باب الجابية نسبة إلى القبابـين التي كانت بذلك الزمان ملكاً لفريق من العائلات في كل حي من أحياء دمشق.

وأبو خليل القباني، هو عم توفيق القباني والد الشاعر السوري نزار قباني، وكذلك عم أمهِ فايزة آقبيق أيضا.

تعلم القراءة والكتابة في الكتاتيب ثم التحق بالمدرسة الابتدائية وداوم على حضور حلقات الدروس بالمدارس وفي الصالونات التعليمية بالبيوت، وحين كبر عمل بمهنة القبان مثل عائلته والتي اشتهرت بلقب «القباني» نسبة لتلك المهنة.

بداية المسرح السوري والعربي
يعتبر أبو خليل القباني أول من أسّس مسرحاً عربياً في القرن التاسع عشر في دمشق، وقدِم عروض مسرحية وغنائية وتمثيليات عديده منها «ناكر الجميل» و «هارون الرشيد» و «عايده» و «الشاه محمود» و «أنس الجليس» وغيرها، أعجب أبوخليل القباني في بداياته بالعروض التي كانت تقدم في مقاهي دمشق مثل الحكواتي ورقص السماح وكان يستمع ويتابع نوات موسيقى ابن السفرجلاني وكذلك تلاقى القباني مع الفرق التمثيلية التي كانت تمثل وتقدم العروض الفنية في مدرسة العازرية في منطقة باب توما بدمشق القديمة.

رائد المسرح العربي.. يؤسس فرقته

قدم رائد المسرح العربي القباني أول عرض مسرحي خاص به في دمشق عام 1871م، بعنوان «الشيخ وضاح ومصباح وقوت الأرواح» ولاقت استحسان الناس وإقبالًا كبيرًا، وتابع الناس  العروض المسرحية لـ «القبَّاني» وحقق نجاحاً كبيًرا.

 أسس «القبَّاني» فرقته المسرحية، وفي عام 1879م، وقدم في سنواته الأولى حوالي 40 عرضا مسرحيا وغنائيا وتمثيليات اضطر  «القبَّاني»  بالاستعانة بصبية لأداء دور الإناث في البداية مما استنكره المشايخ فشكوه إلى والي دمشق، ولاقى صعوبات في البداية وتوقف عن عروضه المسرحية إلى حين عودة مدحت باشا إلى ولاية دمشق حيث سهّل له متابعة العمل المسرحي.

واشتهر «القبَّاني» وعرف بعروضه المسرحية الجميلة التي يقدمها وحقق نجاحًا كبيرًا واضعا الأسس للمسرح العربي، وأصبح رائدا للمسرح السوري والعربي  ونجحت مسرحياته في دمشق

سافر «القبَّاني»  مع مجموعة ممثلين فنانين وفنانات سوريين إلى مصر حاملا معه عصر الازدهار للمسرح العربي، والذي هو رائده، وكذلك مؤسس المسرح الغنائي حيث أدى مسرحية «أنس الجليس» عام 1884 فازداد شهرة أكثر.

وتتلمذ على يدي  أبو خليل القباني الكثير من رواد المسرح بعذ ذلك  وسافر إلى العديد من البلدان واقتبس بعد ذلك من الأدب الغربي قصصًا عالمية عن  المسرحي  الفرنسي كورنيه «Corneille»،  وهو من أعظم المسرحيين الكلاسيكيين الغربيين، وقدم «القبَّاني»  عروضًا مسرحية كثيرة، ومسرحيات عالمية.

عاد «القبَّاني»  إلى دمشق متابعًا مسيرته في ترسيخ أسس المسرح العربي وقدم العديد من مسرحياته وتخرج وتتلمذ علي يد«القبَّاني» وفرقته المسرحية أهم أعلام المسرح العربي،  وفي دمشق ما زال المسرح المعروف باسمه مسرح القباني قائما في أحد أحياء دمشق حتى اليوم.

ترك «القباني» تراثًا موسيقيًا هائلًا من موشحات وأغان شعبية وألحان مسرحية بالإضافة إلى أعمال أدبية وفنية، ومن تلاميذه الموسيقار محمد كامل الخلعي و«عبده الحامولي

سافر«القبَّاني» إلى إسطنبول وإلى الولايات المتحدة وقد عاد «القباني» إلى دمشق في عام 1900م بعد أن أقدم خصومه على حرق مسرحه في القاهرة فقرر إعتزال المسرح.،  وفي سنواته الأخيرة دون أبو خليل القباني مذكراته  تاركًا لنا أُسس وبداية المسرح العربي.

ألحان أبو خليل القباني
موشح «برزت شمس الكمال... من سنا ذات الخمار» على مقام الحجاز وإيقاع جفتة جنبر 48/4، موشح «ما احتيالي يا رفاقي» من مقام الحجاز وإيقاع الأقصاق 9/8،

موشح «اشفعوا لي يا آل ودي» من مقام الهزام وإيقاع جفتة جنبر، موشح «رصع اللجين بياقوت في الحناجر» من مقام الرست وإيقاع المصمودي الكبير 8/8،

موشح «يا غصن نقا مكللًا بالذهب»، موشح «بالذي أسكر»، موشح «يا من لعبت به شمول» من مقام الرست وإيقاع الفالس أو يوروك 3/4.

موشح «شادنٌ صاد قلوب الأمم» من مقام عجم عشيران وإيقاع سماعي دارج 3/4، موشح «كيف لا أصبو لمرآها الجميل» من مقام شوق أفزا وإيقاع الأقصاق.

قد «يا مسعدك صبحية»، قد «صيد العصاري»، قد «يا طيرة طيري يا حمامة... وديني لدمّر والهامة» وهي من ضواحي دمشق على ضفاف نهر بردي، قد «يا مال الشام» .

أعمال  عن أبو خليل القباني
هناك العديد من الأعمال ومن أهمها مؤلفات أدبية و أعمال فنية عن العلامة السوري الشيخ أبو خليل القباني، ومنها  الكاتب السوري والروائي المسرحي سعد الله ونوس في نص «سهرة مع أبو خليل القباني»، والروائي خيري الذهبي في الملحمة التلفزيونية «أبو خليل القباني» من إخراج إيناس حقي.

وخصص الدكتور والباحث الموسيقي سعد الله آغا القلعة حلقة من برنامجه «العرب والموسيقا» للحديث عن أبو خليل القباني مستضيفًا حفيده صباح قباني.

رحل أبو خليل القباني  عن عالمنا أثر إصابتهِ بمرض الطاعون في عام 1903م، ودُفِن بدمشق، لكنه سيظل باقيا كأيقونة المسرح العربي مؤسسا له وائدا للمسرح للعالم العربي .