صعدت إسرائيل في الساعات الأخيرة من هجماتها الدامية ضد قطاع غزة، ما أوقع شهداء وجرحى، وذلك تزامنًا مع اقتراب التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، يجلب الهدوء للشعب الفلسطيني، الذي يشهد حرب إبادة جماعية منذ 467 يومًا.

وقال مكتب الإعلام الحكومي بغزة، الثلاثاء، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تستغل هذه الفترة، التي تشهد حديث متزايد عن اقتراب التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، لإيقاع أكبر قدر من الأضرار والخسائر، خاصة في المناطق التي شهدت قصفًا مكثفًا وتدميرًا واسعًا.

استمرار المجازر

ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 46.645 شهيدًا، إلى جانب 110.012 مصابًا، بحسب آخر المعطيات الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية بغزة في اليوم الـ466 للعدوان.

وفي أعقاب ذلك، استشهد 18 فلسطينيًا، وأصيب آخرون، مساء أمس الثلاثاء، في قصف للاحتلال الإسرائيلي على دير البلح ورفح في قطاع غزة، بحسب وسائل إعلام فلسطينية.

كما استشهد سبعة فلسطينيين، وأصيب آخرون، جراء قصف إسرائيلي طال مخيم النصيرات، فيما أطلقت آليات الاحتلال النار شمال شرق المخيم، وفقًا للمصدر ذاته.

وفي جنوبي النصيرات، استشهد ستة فلسطينيين، وأصيب 7 آخرون، بينهم رئيس قسم التمريض في مستشفى العودة، جراء قصف الاحتلال منزلًا هناك، كما أوردت وسائل إعلام فلسطينية.

وفي ظل الأحاديث المتزايدة عن إمكانية الإعلان عن وقف إطلاق النار في القطاع، أكد مكتب الإعلام الحكومي بغزة، أن الاحتلال يتبع أسلوبًا مبيتًا لإيقاع مزيد من المجازر، مضيفًا "ومن خلال تجارب سابقة نؤكد أن الاحتلال لا يتوانى عن ارتكاب المجازر والجرائم بحق شعبنا الفلسطيني حتى في ظل الحديث عن وقف إطلاق النار، مستغلاً هذه الفترة لإلحاق أكبر قدر من الأضرار والخسائر، خاصة في المناطق التي شهدت قصفًا مكثفًا وتدميرًا واسعًا".

وطالب مكتب الإعلام الشعب الفلسطيني، بأن يكون في حالة تأهب تام أثناء التنقل بين المناطق والمحافظات وأماكن النزوح وأخذ المعلومات والإعلانات ومواعيدها من مصادرها الفلسطينية الرسمية، وتجنب التحرك في المناطق المدمرة أو التي تشهد قصفًا مكثفًا، خاصة في الساعات التي تلي الإعلان عن وقف إطلاق النار، حيث قد يكون الاحتلال قد نصب كمائن أو عمل على تفخيخ بعض الممتلكات لإيقاع المزيد من الجرائم ولزيادة الأضرار.

وفي الضفة الغربية، استشهد ستة فلسطينيين، فضلًا عن إصابة ثلاثة آخرين إثر قصف الاحتلال مخيم جنين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، التي أوضحت أن أربعة من الشهداء نقلوا إلى مستشفى "جنين" الحكومي.

ويُشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ السابع من أكتوبر 2023، حربًا مدمرة ضد قطاع غزة، خلفت أكثر من 156 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وصعد الاحتلال من هجماته على الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن استشهاد 854 فلسطينيًا، منذ السابع من أكتوبر 2033، بحسب معطيات الصحة الفلسطينية.

اتفاق وقف إطلاق النار

وأكدت حركة حماس، الثلاثاء، أن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وصل إلى مراحله النهائية ويجب استمرار التشاور مع قادة فصائل فلسطينية حتى إتمامه، موضحة أنها أجرت سلسلة من الاتصالات والمشاورات مع قادة الفصائل الفلسطينية؛ لوضعهم في صورة التقدم الحاصل في المفاوضات الجارية في الدوحة.

وفي المقابل، أكدت إسرائيل، الثلاثاء، أن الصفقة المحتملة المرتقبة مع حركة حماس "تدريجية وليست جزئية"، موضحة أن الولايات المتحدة تريد إبرام اتفاق خلال الأسبوع الجاري.

بدورها، أفادت قطر بأن مفاوضات وقف إطلاق النار بقطاع غزة في "التفاصيل النهائية"، مؤكدة أنها بلغت أقرب نقطة لإعلان اتفاق.

ومنذ أيام تشهد الدوحة جولة من المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، بهدف التوصل إلى اتفاق في قطاع غزة، يشارك فيها مسؤولون أمريكيون من إدارتي الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب، ووفد إسرائيلي يضم رئيس الموساد ديفيد برنياع، ورئيس الشاباك رونين بار.

ولأكثر من عام، أجرت مصر وقطر بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، مفاوضات غير مباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، باءت جميعها بالفشل جراء عدم تجاوب الأخيرة مع مطالب الأولى، التي تتمسك بتحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار.