رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


علي مصطفى مشرفة.. أينشتاين العرب

15-1-2025 | 12:25


علي مصطفى مشرفة

فاطمة الزهراء حمدي

عالم فيزياء نظرية، لقب بـ "أينشتاين العرب"، نظرًا لأبحاثه وموضوعاته التي كانت تدور حولها نظريات ألبرت أينشتاين، حيث حصل على درجة دكتوراه العلوم من إنجلترا في جامعة لندن، ولقب أستاذ بجامعة القاهرة وهو في الثلاثين من عمره، ليكون أول مصري يحظى بتلك المكانة العلمية، إنه الدكتور علي مصطفى مشرفة الذي تحل اليوم ذكرى رحيله بعدما خلف إرثًا علميًا كبيرًا.

وُلد الدكتور علي مصطفى مشرفة في 11 يوليو 1898، في مدينة دمياط، ووالده هو مصطفى عطية مشرفة أحد الأثرياء، ورجال الدين المصريين، الذين تربوا في مدرسة الإمام جمال الدين الأفغاني، والشيخ محمد عبده.

توفي والده في 8 يناير 1910، بعدما حدثت أزمة القطن الشهيرة، بعدما خسر بمائتي فدان، فسرعان ما انقلبت حياته فمن الغنى والرخاء إلى الفقر والمشقة.

أضحى مشرفة هو رب الأسرة بعد رحيل والده، وتولى رعاية والدته وأشقائه، ورُغم ما حدث من أزمة حلت به إلا إن ذلك لم يوقفه عن تكمله مسيرته التعليمية.

التحق  بمدرسة العباسية الثانوية بالإسكندرية، ثم انتقل بعدها إلى المدرسة السعيدية في القاهرة وبالمجان لتفوقه الدراسي، حصل منها على القسم الأول من الشهادة الثانوية "الكفاءة" عام 1912، وعلى القسم الثاني "البكالوريا" عام 1914، وكان ترتيبه الثاني على القطر بأكمله.

انتسب إلى دار المعلمين العليا، والتي ستبدأ منها نقطة انطلاقة في العلم حيث تخرج منها بعد ثلاث سنوات بالمرتبة الأولى، فاختارته وزارة المعارف العمومية إلى بعثة علمية إلى بريطانيا على نفقتها.

التحق مشرفة عام 1920 بالكلية الملكية  "kings college، نشر له أول خمسة أبحاث حول النظرية الكمية وحصل منها عام 1923 على درجتي "Ph.D" دكتوراه الفلسفة"، و"Dsc" دكتوراه العلوم"، بإشراف العالم الفيزيائي الشهير تشارلس توماس ويلسون " Charles T. Wilson"، ولم يتجاوز خمسة عشر عامًا.

عاد إلى مصر بأمر من الوزارة، وعين مدرسًا بمدرسة المعلمين العليا، إلا أنه وفي أول فرصة جاءت له، سافر إلى إنجلترا، وحصل على درجة دكتوراه العلوم D.Sc وكان بذلك أول مصري يحصل عليها.

عين أستاذًا للرياضة التطبيقية بكلية العلوم بجامعة القاهرة، ثم مُنح درجة استاذ رغم اعتراض قانون الجامعة على منح اللقب لمن هو أدنى من الثلاثين، وتولي منصب عميدًا للكلية في عام 1936 وانتخب للعمادة أربع مرات متتاليات، كما انتخب في ديسمبر 1945 وكيلًا للجامعة.

درس مشرفة معادلات ماكسويل والنسبية الخاصة، وكان له مراسلات مع ألبرت أينشتاين، نشر مشرفة 25 ورقة علمية أصلية في مجلات علمية مرموقة، وموضوعات تلك الأوراق تدور حول نظرية النسبية والعلاقة بين الإشعاع والمادة.

نشر مشرفة 12 كتابا علميًا حول النسبية والرياضيات، كما تُرجمت كتبه عن نظرية النسبية إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية والبولندية، وترجم 10 كتب عن علم الفلك والرياضيات إلى اللغة العربية فكان مهتما بتاريخ العلوم، وخاصة دراسة مساهمات علماء العرب في القرون الوسطى.

أثرى مشرفة المكتبة العلمية بمؤلفاته الشهيرة ومن أهم كتاباته:  الميكانيكا العلمية والنظرية 1937، الهندسة الوصفية 1937، مطالعات عامية 1943، الهندسة المستوية والفراغية 1944، حساب المثلثات المستوية 1944، الذرة والقنابل الذرية 1945، العلم والحياة 1946، الهندسة وحساب المثلثات 1947، نحن والعلم 1945، النظرية النسبية الخاصة 1943.