لأشهر طويلة، وصلت مصر جهودها للتهدئة في غزة ووقف العدوان على القطاع المحاصر، والذي أسفر عن استشهاد ما يقرب من 40 الف فلسطيني، حتى باتت الحرب على وشك الانتهاء، مع التقدم المحرز في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة خلال الساعات الماضية، والاقتراب من التوصل لاتفاق هدنة وشيك ينهي معاناة أهالي غزة من ويلات النزوح والحصار والدمار والعدوان وما خلفه من دمار في القطاع على كل الاتجاهات.

وتبذل مصر جهودا مكثفة لتقريب وجهات النظر بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، وظلت جهودها مستمرة برغم التعنت الإسرائيلي الواضح على مدار الأشهر الماضية، فمنذ اندلاع العدوان في أكتوبر 2023 لم تتوقف جهود مصر للتهدئة، وكان لها دورا بارزا في الهدنة الوحيدة التي نفذت لأيام معدودة في نوفمبر 2023 لإدخال المساعدات وإطلاق سراح الأسرى من الجانبين.

جهود مصر في التهدئة في غزة

ولعبت مصر دورا في المفاوضات الجارية على مدار الأشهر بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، بهدف وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، وكذلك حلحلة الموقف وحل نقاط الخلاف بين الجانبين.

ومنذ اندلاع العدوان على غزة، في 7 أكتوبر 2023، بادرت مصر بالدعوة لعقد مؤتمر القاهرة الدولي للسلام بحضور ممثلي 34 دولة في 21 أكتوبر 2023، حيث طرح المؤتمر خريطة طريق متكاملة لحل أزمة غزة والقضية الفلسطينية ككل، وخلاله قدم الرئيس السيسي مقاربة شاملة لحل الأزمة مؤكدا رفض مصر لتصفية القضية الفلسطينية ومخططات التهجير وضرورة إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وضمان حقوقه في إقامة دولته.

كما استقبلت القاهرة الوفود الأمنية من إسرائيل وحركة حماس على مدار الأشهر الماضية، وقدمت مصر عدة مقترحات لمسودات الاتفاق بناءا على مرتكزات عديدة من بينها، وقف دائم لإطلاق النار، مع رفض الوجود العسكري الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح وبمحور فيلادلفيا المستمر منذ مايو الماضي، وكذلك عودة النازحين إلى أماكنهم، وإطلاق سراح الأسرى والرهائن.

كذلك تواصلت في القاهرة اجتماعات ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل، حيث استضافت وفود حركتي فتح وحماس، لبحث المصالحة وكذلك تشكيل لجنة إدارية لتنظيم أمور قطاع غزة، وسد الثغرات أمام أي عراقيل إسرائيلية، عقدت الاجتماعات في أشهر أكتوبر ونوفمبر وديسمبر الماضيين، بحضور وفدي الحركتين في القاهرة، لبحث عدة قضايا منها تشكيل اللجنة المجتمعية لمساندة أهالي قطاع غزة التي تتبع السلطة الفلسطينية لإدارة شؤون القطاع.

مباحثات مستمرة

وأكد الرئيس السيسي وخلال اتصال تلقاه في أغسطس الماضي، من الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن التوصل لاتفاق فوري لوقف إطلاق النار، يكتسب أهمية فائقة في هذا التوقيت الدقيق، سواء لضرورة وضع حد للمعاناة الإنسانية الكارثية بالقطاع، أو لإنهاء حالة التصعيد وتجنيب المنطقة ويلات توسّع نطاق الصراع، بما لذلك من تداعيات خطيرة على شعوب الإقليم كافة.

وتلقى الرئيس السيسي، مساء أمس الثلاثاء، اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، لبحث جهود الوساطة المكثفة التي تقوم بها مصر والولايات المتحدة وقطر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الاسرى والمحتجزين، حيث استعرض الرئيسان في هذا الإطار آخر مستجدات المفاوضات ذات الصلة، وأكدا على أهمية التزام الأطراف المعنية بتذليل العقبات وإبداء المرونة اللازمة للتوصل إلى الاتفاق.

وشدد الرئيس في هذا السياق على ضرورة التوصل إلى اتفاق فوري لوقف إطلاق النار من أجل وضع حد للمعاناة الإنسانية الخطيرة التي يعاني منها المواطنون في القطاع، ولادخال المساعدات الإنسانية لهم دون قيود أو عراقيل، ولتجنيب المنطقة تبعات توسيع نطاق الصراع، وما قد يترتب على ذلك من تداعيات جسيمة.

وأفاد مصدر مطلع، أنه من المُقرر إجراء جولات مُكثفة من محادثات غزة؛ في القاهرة لوضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل المتبقية من اتفاق التهدئة، حسبما نقلت قناة القاهرة الإخبارية.