نظام البكالوريا على مائدة الحوار المجتمعي.. خبراء يناقشون تأثيره على سوق العمل ومقترحات تطويره
نظام جديد بديل للثانوية العامة، كشفت وزارة التربية والتعليم ملامحه، وهو نظام البكالوريا، الذي قدم محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم، مقترحا بشأنه لتغيير نظام الثانوية العامة القديم باستبدالها بنظام "البكالوريا"، والمقرر تطبيقه العام المقبل على الطلاب المقبلين على الثانوية العامة، حيث طرح النظام الجديد على مائدة الحوار المجتمعي بمشاركة الخبراء والمتخصصين.
وحظى هذا النظام الجديد بالعديد من المناقشات منذ إعلانه الأسبوع الماضي، من قبل أستاذة تطوير المناهج حول كيفية تطبيقه وتأثيره على مستوى وعي الطالب المصري، وأكد خبراء تطوير المناهج التعليمية في المرحلة ما قبل الجامعية، أن ذلك النظام يجب أن يشتمل على أهمية تطوير عقلية الطالب المصري لكي يجعله يفكر خارج الصندوق، لأجل أن يتماشى مع مجريات الأحداث العالمية سواء الثقافية والسياسية والأقتصادية.
نظام البكالوريا
يعتمد على ثلاثة مراحل أساسية وهي الصف الأول "المرحلة التمهيدية" وهي تقتصر على دراسة المواد الأساسية والتي تدخل في المجموع الكلي: التربية الدينية واللغة العربية والتاريخ المصري والرياضيات العلوم المتكاملة والفلسفة و اللغة الأجنبية الأولى، فضلا عن المواد خارج المجموع.
أما فيما يخص مواد الصف الثاني والثالث الثانوية "المرحلة الرئيسية "سوف تكون المواد الأساسية في جميع التخصصات وتتضمن مواد اللغة العربية والتاريخ المصري واللغة الأجنبية الأولي، بالإضافة إلى المواد التخصصية "يختار منها الطالب مادة واحدة" وهي: الطب وعلوم الحياة تشمل "الرياضيات/ الفيزياء"، والهندسة وعلوم الحاسب تشمل "الكيمياء/ البرمجة"، والأعمال تشمل "محاسبة/ إدارة أعمال"، والآداب والفنون تشمل "علم نفس/ لغة أجنبية ثانيه.".
وأضاف أنه بالنسبة لمواد المرحلة الرئيسية "الصف الثالث الثانوي"، فإنها تتضمن في المواد الأساسية لجميع التخصصات مادة التربية الدينية، بالإضافة إلى المواد التخصصية وهي الطب وعلوم الحياة تشمل "الأحياء مستوي رفيع" و"الكيمياء مستوي رفيع"، والهندسة وعلوم الحساب تشمل "الرياضيات مستوي رفيع" و"الفيزياء مستوي رفيع"، والأعمال تشمل "الاقتصاد مستوي رفيع" "الرياضيات"، والآداب والفنون تشمل "جغرافيا مستوي رفيع" و"إحصاء.".
خبراء المناهج.. تعقيب على النظام الجديد
وأكد عدد من خبراء التربية والتعليم، في تصريحات سابقة، لبوابة "دار الهلال"، أن ذلك النظام يعد خطوة أولى لبناء مستوى معرفي متقدم للمرحلة ما قبل الجامعية، وذلك لأن مواد النظام القديم للثانوية العامة لم يكن لها أدنى صلة بالمواد الدراسية للمرحلة الجامعية، وجاء ذلك النظام الجديد لأجل أن يكون هناك طريق للربط بين المرحلتين "الثانوية والجامعية" عبر دراسة مواد في أربع فروع رئيسية في الصف الثاني والثالث وهي: الطب وإدارة الأعمال والفنون الأداب والهندسة.
هذا وبالإضافة إلى تخفيف الأعباء المالية والنفسية سواء على طلاب الثانوية العامة أو أولياء الأمور، وذلك عبر تخفيض عدد المواد وعدد الساعات المعتمدة، وذلك يؤدي إلى تخفيض العبء المعرفي على الطلاب، وهذا يظهر جليا عبر إتاحة الفرصة للطلاب للأمتحان لأكثر من مرة.
وتفاعل أساتذة قياس وتقويم تربوي واللذين قدموا مقترحاتهم، التي سوف تفيد النظام الجديد، وعلى رأسها عدم تكرار التجربة القديمة للثانوية العامة في التسعينات في عهد حسين كامل بهاء الوزير السابق، فضلا عن أن المشكل الرئيسي ليس تخفيض عدد المواد أو العبء النفسي، وذلك يكمن التغيير في كيفية الوصول إلى مستوى المناهج التي تجعل من الطالب مبدع من الدرجة الأولى، ومن أهم المقترحات التي قدمت هي: أنه يجب عدم ربط نظام التعليم سواء الجامعي وما قبله بسوق العمل، لأن سوق العمل دائما متغير، بل أن الهدف من التعليم أسمى من أي وسيلة مادية يحصل عليها الطلاب في النهاية.
النظام الجديد.. جلسات الحوار المجتمعي قبل التطبيق الفعلي
وبدأت جلسات الحوار المجتمعي أمس، الثلاثاء، وذلك بحضور الدكتور أشرف عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء، أيمن عاشور وزير التعليم العالي فضلا عن تواجد الخبراء المتخصصين في العديد من مجالات التربية والتعليم وأساتذة تطوير المناهج.
وأكد أشرف عبد الغفار، أنه من الضروري مناقشة كافة محتويات النظام الجديد، لأنه من أهم الملفاات الحيوية التي تمس الأمن القومي، فضلا عن أهمية مشاركة مجموعة التنمية البشرية والتي تقدم مقترحاتها لأجل تحديث المناهج والمحتوى العلمي.
وشدد عبد الغفار على ضرورة ربط النظام الجديد بمتطلبات سوق العمل، وعلى أهمية التوافق الوطني بين كافة الأطراف المعنية حول المقترح الأخير لنظام البكالوريا، وأضاف أنه وبعد انتهاء جلسات الحوار المجتمعي، سيتم تقديم المقترح إلى المجموعة الوزارية للتنمية البشرية، ليعرض لاحقًا على مجلس الوزراء.
ومن جانبه، أكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي أهمية إجراء حوار مجتمعي لتبادل الأفكار والرؤى بشأن تطبيق نظام شهادة البكالوريا الجديدة، مشيرًا إلى ضرورة التكامل بين وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم من أجل تأهيل الطلاب ليكونوا قادرين على تلبية احتياجات سوق العمل.
وأشار إلى ضرورة تركيز منظومة التعليم على تطوير المهارات المطلوبة في سوق العمل، وتحسين مخرجات التعليم قبل الجامعي بما يسهم في تعزيز وتطوير منظومة التعليم الجامعي.
وشدد عاشور على أهمية إعداد خريج مؤهل قادر على مواكبة احتياجات سوق العمل وأضاف أن السنة الماضية شهدت زيادة في نسب الملتحقين بالتعليم الجامعي بنسبة 40% في مجالات الذكاء الاصطناعي ولم يعد الاتجاه الآن دراسة الطب والهندسة فقط هو الاتجاه السائد وإنما تتغير المعايير وفقا لما يفرضه سوق العمل من متطلبات.
وأشار أن من الأهمية بمكان دراسة متطلبات سوق العمل أولا، ومن ثم تقديم خريج مؤهل بكافة المهارات والاحتياجات اللازمة للوظائف الحالية والمستقبلية.
وعلى الجانب الأخر، استعرض محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم، أسباب عرض مقترح نظام شهادة "البكالوريا المصرية" في الوقت الحالي، والذي يأتي في إطار حرص الوزارة على معالجة التحديات والقصور في النظام القديم، مؤكدًا أن تغيير النظام أصبح ضرورة حتمية، حيث كانت هناك مشاكل متعددة في النظام القديم، تمثل عبئًا كبيرا على الطلاب، وذلك نتيجة عدد المواد الكثيرة التي يدرسها الطالب، وكذلك امتحان الفرصة الواحدة، والذي من الممكن أن يفرض عليه كلية أو مهنة لم يكن لديه الشغف في الالتحاق بها .
وأشار الوزير أن الهدف الأول من مقترح النظام الجديد هو فتح المجال أمام الطالب من خلال إتاحة فرص متعددة ليكون لديه عدة اختيارات ومسارات تعده للحياة والمهنة التي يرغب فيها في سوق العمل.
وأضاف: أن أن هذا الكم من المواد، والذي كان يدرسه الطلاب في النظام القديم، كان يترتب عليه عدم قدرة المعلمين من الانتهاء من تدريس المواد المقررة، لذلك تم اتخاذ هذا الإجراء العاجل على أن يتم تقديم رؤية كاملة لمقترح جديد يعرض للحوار المجتمعي وفي حال قبوله يتم تغيير القانون وإقراره من مجلس النواب.
وأكد وزير التعليم العالي، أن نظام السنة التأسيسية "المرحلة الأولى التمهيدية" يتسم بالمرونة ويعتمد على نظام الساعات المعتمدة، ويهدف إلى توفير فرص القبول في الجامعات الخاصة والأهلية والتكنولوجية، بالإضافة إلى تقليل أعداد الطلاب المغتربين الراغبين في الحصول على فرص دراسية خارج البلاد.
وتحدث محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم على أن أهم محاور النظام الجديد هو تخفيف العبء من على كاهل الطلاب في المرحلة الثانوية، فضلا عن تخفيف الأعباء المادية لأولياء الأمور، وذلك عبر تخفيض عدد المواد الدراسية.
وأضاف أن موعد دخول الامتحان فى البكالوريا المصرية يحدده الطالب وفقا للفرص الامتحانية المتاحة فى الصفين الثانى والثالث الثانوى العام، فالطالب يستطيع أن يأخذ مواد الصف الثاني الثانوي فى الثالث الثانوي العام وليس العكس.