رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


في ذكرى ميلاده.. عبد الناصر أسس لنهضة ثقافية مصرية لعبت دورًا محوريًا شرقًا وغربًا

15-1-2025 | 17:56


الراحل جمال عبد الناصر

دعاء برعي

أثرى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الحياة الثقافية بالعديد من المشروعات التي تجلت نواتها في عهده وأسست لنهضة ثقافية امتد تاريخها لأجيال متعاقبة جاءت من بعده، أيدت هذه النهضة وسارت على خطاها واستكملت دورها العظيم في تشكيل الوعي الثقافي الجماهيري المصري والعربي، وأسست مسرحًا مصريًا احتضن كل الثقافات، ولعب دورًا محوريًا عربيًا حقق انفتاحًا وانفراجة، وأحدث زخمًا فنيًا وثقافيًا أضاء للمنطقة العربية بكاملها وقدم وجوهًا مصرية وعربية جذورها وساحتها مصر.

وفي ذكرى ميلاد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر التي تحل اليوم تستعرض "بوابة دار الهلال" أهم المشروعات الثقافية الضخمة التي شهدها عهده..

وتجلت نواة هذه المشروعات الثقافية في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بإنشاء وزارة الثقافة المصرية، التي استقلت بعد أن كانت جزءًا من اختصاصات وزير المعارف، ما قبل ثورة 1952، وظهرت هذه الوزارة ضمن تشكيل حكومة 1958، وتولاها الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة والإرشاد القومي حينذاك، ورئيس المجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، ليكون أول من يتولى مهام الوزارة وأبرز صناع الثقافة في مصر، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت الوزارة مسؤولة عن التخطيط والرؤى الخاصة بالثقافة المصرية، وحماية التراث ومكتسباته الإبداعية، والنهوض بالفكر والأدب والفن المصري.

وشغل الدكتور ثروت عكاشة منصب وزارة الثقافة لفترتين الأولى من 1958 إلى 1962 والثانية من 1966 حتى 1970، فأحدث تغييرًا جذريًا في المشهد الثقافي في مصر، وتردد اسمه على امتداد الوطن العربي الكبير، وفي عواصم الثقافة في أوروبا، حيث ربط في مشروعات الوزارة بين النظرة الإنسانية والنظرة القومية إلى الثقافة.

وأنشأ عكاشة حين توليه وزارة الثقافة في عهد الرئيس عبد الناصر الكثير من الهيئات مثل المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب "المجلس الأعلى للثقافة"، والهيئة العامة للكتاب التي تعد حاليًا من أهم مؤسسات النشر في الشرق الأوسط، ودار الكتب والوثائق القومية وغيرها وحقق نجاحًا كبيرًا.

كما أسس أكاديمية الفنون عام 1959 بمعاهدها الفنية المتخصصة المختلفة وأنشأ فرق دار الأوبرا المختلفة ومنها أوركسترا القاهرة السيمفوني وفرق الموسيقي العربية، والسيرك القومي ومسرح العرائس وقاعة سيد درويش بالأكاديمية لعمل الحفلات بها.

ولم يقتصر دوره على ذلك فقط بل اهتم بالآثار المصرية، فوضع الأساس لمجموعة متاحف من أعظم المتاحف المصرية حتى الآن.

وفي عهد ناصر كان ثروت عكاشة فارس الثقافة المصرية الذي ترك خلفه إرثًا عظيمًا للمكتبة العربية، والساحة الثقافية، من مؤلفات وترجمات، ومتاحف ومسارح وقصور ثقافة ومعاهد فنون، وغيرها من المشروعات.

وكشف عكاشة في كتابه "مذكراتي مع السياسة والثقافة عن رؤية الزعيم الراحل عبد الناصر، مؤكدًا رغبة ناصر في وصول الثقافة والفنون الراقية لمتناول الجماهير العريضة خارج أسوار القاهرة والإسكندرية، داخل القرى والنجوع، بهدف بزوغ فنانين جدد من تلك القرى البعيدة، يعكسون إبداعاتهم وأصالتهم.

 

المجلس الأعلى للثقافة

وفي عام 1956، صدر قرار بإنشاء المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، كهيئة مستقلة ملحقة بمجلس الوزراء، تنسق الجهود الحكومية والأهلية في ميادين الفنون والآداب، وكان الأول من نوعه في العالم العربي، الأمر الذى دفع الكثير من الدول العربية إلى تشكيل مجالس مثيلة، ثم تخصص المجلس بعد عامين في رعاية العلوم الاجتماعية، وأخذ يمارس دوره في الحياة الفكرية في مصر، حتى تغير اسمه بعد 1980، وأصبح "المجلس الأعلى للثقافة".

معاهد السينما والفنون

وبالتبعية طالت الثورة الثقافية السينما والمسرح وباقي الفنون، فأنشئت مصلحة السينما، التي اعتنت بفنون المسرح والسينما والفنون التشكيلية، وإنشاء المعهد العالي للسينما في 1959، أيضًا تم إنشاء تم إنشاء مركز الفنون الشعبية والجماهيرية، الذى أسس فيما بعد للهيئة العامة لقصور الثقافة، للعمل على خلق مساحة إبداعية ثقافية تجمع الأجيال المختلفة من المصريين والعرب من المثقفين والمبدعين.

معرض الكتاب

وقبل غياب شمس ناصر بعام، انطلق معرض القاهرة الدولي للكتاب أكبر معارض الكتاب في الوطن العربي والشرق الأوسط، وأحد أكبر وأهم 10 معارض على مستوى العالم، وبدأ عام 1969، بقرار من وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة وإشراف من الكاتبة الرحلة سهير القلماوي.

الثقافة الجماهيرية

وفي ديسمبر 1960 نقل الدكتور ثروت عكاشة تجربة قصور الثقافة في فرنسا، فأنشأ قصورًا للثقافة في المدن لنشر الثقافة في الأقاليم، بالإضافة إلى تنظيم قوافل ثقافية تجوب الأقاليم وتعرض الأعمال الفنية الراقية على العمال والفلاحين وترعى أعمال الموهوبين.

وحول شهادته عن "الثقافة الجماهيرية" فى كتابه "مذكراتي في السياسة والثقافة" قال: "أشهد الله أن إقامة قصور الثقافة في الأقاليم كان من الممكن أن تتعرض لعقبات وعقبات لولا ما كنت ألقاه من تأييد من جمال عبد الناصر، وكان تأييده المطلق إنشاء قصور الثقافة إيمانًا منه بأن الثقافة ضرورة من ضرورات الحياة والتقدم، ويؤكد هذا إنشاؤه وزارة للثقافة وأخرى للبحث العلمي".