جرائم "تيك توك".. من المزاح المميت وهوس الشهرة إلى طبلية الإعدام
في السنوات الأخيرة، أصبحت جرائم العنف الناتجة عن استخدام تطبيق "تيك توك" وغيره من منصات التواصل الاجتماعي ظاهرة مقلقة، حيث دفعت الرغبة في جذب المشاهدات أو تصوير مقاطع تمثيلية عفوية إلى حوادث مميتة، حولت المزاح إلى مأساة والمرح إلى جريمة.
ضحايا المزاح المميت.. زمالة انتهت بمأساة
في إحدى أبرز القضايا، تنظر محكمة جنايات الطفل بالجيزة ثاني جلسات محاكمة طالبين بالصف الأول الثانوي متهمين بقتل زميلهما داخل محل فراشة في إمبابة.
بدأت الواقعة بمزاح بين الأصدقاء الثلاثة عندما قام الطالبان "إياد.م" و"محمود.ش" بتكبيل زميلهما "مصطفى.ش" بحبل والاعتداء عليه. لكن الأمور خرجت عن السيطرة، وسقط الضحية أرضًا ليفارق الحياة، في حادث وصفه المتهمان بـ"غير المقصود".
الحادثة ليست الأولى من نوعها، فقد شهدت مصر سابقًا جريمة أكثر عنفًا، عندما قتل مدرس فيزياء طالبًا بعد استدراجه وطلب فدية من عائلته لسداد ديونه مدرس الفيزياء المتهم بقتل «إيهاب أشرف» طالب المرحلة الثانوية (16 عاماً) وتقطيع جثمانه لأشلاء وقضت المحكمة بإعدامه، وقالت النيابة في مرافعتها: "المتهم عقد النية بعد خسارته في لعبة المراهنات، وبعد خسائره الشديدة ورط نفسه في شيكات بلغت أكثر من 300 ألف جنيه، ومع ضغط أصحاب الحقوق عليه عقد العزم على خطف شخص وطلب فدية لسداد ديونه".
وأكدت النيابة خلال المرافعة، أن المتهم أقدم على شراء سلاح الجريمة من محل أدوات منزلية، وحرص على أن يكون سلاحًا حادًا وصلبًا لتنفيذ جريمته، وبعد انتهاء الدرس الذي كان يتلقاه الطالب، طلب منه البقاء عقب الدرس لتسجيل مقطع فيديو، وربطه من اليدين والقدمين طالبًا من والده «التاجر» الفدية، وعند محاولة الطالب فك نفسه، طعنه في رقبته بالسكين.
هوس الشهرة والمزاح القاتل
أصبح تطبيق "تيك توك" ساحة خصبة لنشر مقاطع "مزاح" تحمل في ظاهرها التسلية، لكنها أحيانًا تنتهي بكوارث إنسانية.
شباب في مقتبل العمر يتنافسون لجذب المشاهدات دون إدراكهم لعواقب أفعالهم، ما أدى إلى تصاعد عدد الجرائم المرتبطة بهذا النوع من السلوكيات.
قوانين رادعة.. ولكن؟ رغم أن قانون العقوبات المصري يضع عقوبات صارمة للجرائم المرتكبة عمدًا أو تحت مسمى المزاح، إلا أن الظاهرة تستمر في التفاقم.
- المادة 230: تنص على الإعدام لكل من قتل نفسًا عمدًا مع سبق الإصرار والترصد.
- المادة 234: تعاقب بالسجن المؤبد أو المشدد على القتل العمد غير المقترن بالإصرار.
لكن التساهل المجتمعي وضعف التوعية بمخاطر الاستخدام الخاطئ للتكنولوجيا يجعل القانون أحيانًا غير كافٍ للردع.
المسؤولية المجتمعية والتوعية هذه الجرائم تدق ناقوس الخطر بشأن ضرورة تكثيف جهود التوعية في المدارس والجامعات.
كما يجب على التطبيقات مثل "تيك توك" فرض رقابة أكثر صرامة على المحتوى، وتوجيه المستخدمين إلى ممارسات آمنة بعيدًا عن العنف والمزاح المميت.
وبينما تستمر هذه الحوادث في تصدر عناوين الأخبار، تبقى الحاجة ملحة إلى تدخل عاجل ومتكامل من القانون والمجتمع للحد من هذه الظاهرة المتصاعدة.