اليوم الأول في غزة بعد إعلان الهدنة.. غارات للاحتلال قبل بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار
شهد قطاع غزة خلال الساعات الماضية، ساعات من الفرح لإعلان اتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار لتنتهي الحرب المستمرة منذ أكثر من 15 شهرا، إلا أن غارات الاحتلال الإسرائيلي استمرت قبل بدء تنفيذ الاتفاق، والمقرر أن يبدأ في يوم الأحد المقبل.
غارات الاحتلال قبل بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار
واستشهد نحو 46 فلسطينيا على الأقل، وأصيب آخرون، مساء أمس الأربعاء، في قصف نفذه طيران الاحتلال الإسرائيلي على مناطق عدة في قطاع غزة، حيث استهدفت الغارات منازل لمواطنين قرب نقابة المهندسين في حي الشيخ رضوان غرب مدينة غزة، قصفت منزلا لعائلة "النبيه" في ساحة الشوا بمنطقة الدرج شرق غزة، كذلك استهدفت الغارات منزلاً لعائلة "اللحام" بمنطقة "قيزان رشوان" جنوب خان يونس جنوب قطاع غزة.
كما قصفت غارات الاحتلال عدة منازل في حي الشيخ رضوان، في مساء أمس وفجر اليوم.
تأجيل اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي
قررت الحكومة الإسرائيلية تأجيل اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينيت" إلى حين عودة فريق التفاوض الإسرائيلي من الخارج، وفقًا لما أوردته قناة "القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل لها، وأفادت مصادر مطلعة أن القرار يأتي في إطار انتظار المستجدات المتعلقة بالمحادثات الجارية حول التهدئة، وسط توقعات بأن يتناول الاجتماع المقبل تطورات الأوضاع الميدانية وخطط التعامل مع المرحلة المقبلة.
وقف إطلاق النار
بعد أشهر من الوساطة، قادتها جهود مصر وقطر والولايات المتحدة، أعلن أمس عن اتفاق لوقف إطلاق النار، حيث حدد الاتفاق وقف إطلاق نار مبدئيا لمدة ستة أسابيع مع الانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، مع إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس في مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل.
وفي مؤتمر صحفي في الدوحة، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ يوم الأحد المقبل.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن في واشنطن: "هذا الاتفاق سيوقف القتال في غزة، ويزيد من المساعدات الإنسانية التي يحتاجها المدنيون الفلسطينيون بشدة، ويعيد لم شمل الرهائن مع عائلاتهم بعد أكثر من 15 شهرا في الأسر".
وقال مسؤول إسرائيلي إن قبول إسرائيل للاتفاق لن يكون رسميا حتى تتم الموافقة عليه من قبل مجلس الوزراء الأمني والحكومة في في تل أبيب، ومن المقرر التصويت عليه يوم الخميس، وفقا لما نقلته وسائل إعلام عبرية.
وفي تل أبيب، رحبت عائلات الأسرى الإسرائيليين وأصدقائهم بالخبر، قائلين في بيان إنهم شعروا "بفرحة غامرة وارتياح حول الاتفاق على إعادة أحبائنا إلى الوطن"، معربة في الوقت نفسه عن قلقها من أن الاتفاق قد لا يتم تنفيذه بالكامل وقد يتم ترك بعض الرهائن في غزة.
فرحة في غزة
وشهد القطاع حالة من الفرح، مع إعلان وقف إطلاق النار، ازدحمت الشوارع بالحشود وسط أصوات الهتافات والتكبيرات ويلوحون بالأعلام الفلسطينية، فرحا بانتهاء الحرب.
وينص الاتفاق على زيادة المساعدات الإنسانية لغزة، وقالت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر إنهما تستعدان لتوسيع نطاق عمليات المساعدة.
بنود الاتفاق
سيبدأ اتفاق وقف إطلاق النار يوم الأحد المقبل، فيما ستبدأ المفاوضات بشأن تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق بحلول اليوم السادس عشر من المرحلة الأولى، ومن المتوقع أن تشمل هذه المرحلة إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين ووقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة، وستكون المرحلة الثالثة هي معالجة إعادة جميع الجثث المتبقية وبدء إعادة إعمار غزة بإشراف مصر وقطر والأمم المتحدة.
وتتضمن العناصر الرئيسية لاتفاق وقف إطلاق النار، أن تشمل مرحلة وقف إطلاق النار الأولية التي تستمر ستة أسابيع الانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية من وسط غزة وعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة، والسماح بدخول 600 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة كل يوم من أيام وقف إطلاق النار، 50 منها تحمل وقودًا، مع تخصيص 300 شاحنة للشمال.
وستفرج حماس عن 33 أسيرا إسرائيليًا، بما في ذلك جميع النساء (الجنود والمدنيين) والأطفال والرجال فوق سن الخمسين، وستفرج حماس عن الأسرى الإناث والأشخاص دون سن 19 عامًا أولاً، يليهم الرجال فوق سن 50 عامًا، وستفرج إسرائيل عن 30 معتقلاً فلسطينيًا مقابل كل أسيرة مدنية و50 معتقلاً فلسطينيًا مقابل كل جندية إسرائيلية تفرج عنها حماس.
وستفرج إسرائيل عن جميع النساء والأطفال الفلسطينيين دون سن 19 عامًا المحتجزين منذ 7 أكتوبر 2023 بحلول نهاية المرحلة الأولى، وسيعتمد العدد الإجمالي للفلسطينيين المفرج عنهم على عدد الرهائن المفرج عنهم، وقد يتراوح بين 990 و1650 معتقلاً فلسطينياً من الرجال والنساء والأطفال.
وستفرج حماس عن الأسرى لديها على مدى ستة أسابيع، مع إطلاق سراح ثلاثة رهائن على الأقل كل أسبوع وبقية الرهائن البالغ عددهم 33 قبل نهاية الفترة، وسيتم إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء أولاً، ثم رفات الرهائن القتلى.
وتأتي مصر وقطر والولايات المتحدة، كدول ضامنة لتنفيذ الاتفاق، وبعدها ستبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق بحلول اليوم السادس عشر من المرحلة الأولى ومن المتوقع أن تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين، بما في ذلك الجنود الذكور الإسرائيليين، ووقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل للجنود الإسرائيليين.
ومن المتوقع أن تشمل المرحلة الثالثة إعادة جميع الجثث المتبقية وبدء إعادة إعمار غزة، بإشراف مصر وقطر والأمم المتحدة.