أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية أنه رغم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلا أن مستقبل القطاع يظل مجهولا في ظل حجم المأساة التي تسببت فيها الحرب على مدار قرابة 15 شهرا منذ نشوب الصراع في القطاع.
وأوضحت الصحيفة في مقال للكاتب باتريك وينتور ، أنه رغم أن منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره كانوا في انتظار ذلك الاتفاق حتى يضع نهاية للكارثة الإنسانية التي مر بها سكان القطاع منذ اندلاع الحرب، إلا أن ذلك الصراع خلف آثارا سلبية على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لا يمكن تجاوزها بسهولة.
وأضاف المقال أن الاتفاق لن يمحو من ذاكرة الفلسطينيين لسنين طويلة المعاناة التي مروا بها خلال فترة الحرب إلى جانب أنه لن يمحو كذلك الصورة السيئة التي تولدت لدى المجتمع الدولي عن إسرائيل لعقود طويلة بسبب ممارستها أثناء الحرب.
وأشار إلى أنه من الجائز أن تكون عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للبيت الأبيض مرة أخرى قد شكلت بعض الضغوط على الجانب الإسرائيلي لقبول اتفاق وقف إطلاق النار ولكنها لم تضمن على الإطلاق تحقيق السلام في المنطقة.
ولفت إلى أنه ليس من المحتمل أن يتبنى الرئيس الأمريكي الجديد مقترح وزير الخارجية في الإدارة الأمريكية الحالية أنتوني بلينكن بأن تتولى السلطة الفلسطينية السلطة في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة تحت إشراف الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن الجانب الإسرائيلي يغامر كذلك بخلق فراغ داخل القطاع بعد رفضه التعاون مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وأشار المقال إلى أنه ليس من الواضح بعد ما إذا كانت القيادة الفلسطينية الحالية لديها القدرة على تولي السلطة في كل الضفة الغربية وقطاع غزة أم لا في ظل تقدم السن برئيس السلطة الحالية محمود عباس، لافتا في نفس الوقت أن السلطة الفلسطينية لم تتمكن من تجاوز خلافاتها مع حركة حماس خلال المحادثات التي عقدت في وقت سابق في موسكو وبكين والقاهرة.