رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مفتي الجمهورية: الفكر التكفيري من أخطر ما يواجه أوطان المسلمين

17-1-2025 | 14:06


مفتي الجمهورية

دار الهلال

 قال مفتي الجمهورية الدكتور نظير عياد إن الفكر التكفيري من أخطر ما يواجه أوطان المسلمين، ويهدد استقرارها ونموها وتقدمها، ويسعى في تدمير حاضرها ومستقبلها.

وأضاف المفتي - خلال خطبة الجمعة بعنوان "التحذير من خطورة التكفير"، والتي أداها بمسجد مصر الكبير بالمركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة الادارية اليوم - أن الفكر المتطرف؛ عقبة خطيرة قد تؤدي إلى هلاك البلاد والعباد؛ فالحكم بالتكفير على أهل القبلة خطأ؛ فمن نصب هؤلاء الحدثاء حكاما على دين المسلمين بالتفسيق والتكفير، مشيرا إلى أن الإنسان لا ينبغي أن يحكم عليه بالكفر إلا ببرهان ساطع وقرينة واضحة ويكون ذلك من خلال العلماء وهذه المشكلة تعد داءً لكل أمة.


وأكد المفتي أن هؤلاء المفسدين في الأرض قد أجرموا - بالتعدي - على آيات القرآن الكريم وأحاديث نبي الرحمة الأمين - صلوات ربي وسلامه عليه - يقتطعونها من سياقها، وينزلونها على المعنى النفسي الظلماني الذي يملؤه الاستئثار والأنانية، ويدخلون الفروع في الأصول بلا بصيرة من علم أو فهم، مشيرا إلى أن الفهم المغلوط منهجهم، وحمل السلاح وسيلتهم، وإذاقة المجتمع ويلات الدمار والشتات غايتهم.

وتابع: اعلموا أن التكفير في حقيقته؛ سمت نفسي منحرف، ومزاج حاد ثأري عنيف، وأن سر خصومة التكفيريين مع بني الإنسان هو الأنانية والكبر، وأن تاريخهم ملوث بتكفير الصحابة والعلماء والأتقياء، وسفك الدماء، وانتهاك الحرمات، والتعدي على بنيان الإنسان، وحاضرهم شاهد بالحرق والذبح وقطع الرقاب، في مشاهد لم تجن منها الأمة إلا الخراب.


وأضاف: كيف تستسيغ نفسك أن تدنس ثوب الإسلام النقي الذي بعثه الله رحمة للعالمين بالعدوان عليه تفسيقا وتبديعا وتكفيرا؟.. داعيا من يقوم بهذا الفكر إلى الوقفة مع نفسه، وفكره ووجدانه، فما زال الأذان يرفع في سماء بلادنا صادحا بالحق والسكينة والأمان، وما زالت شعائر الإسلام ظاهرة متألقة تقول للمسلمين انشروا السلام والأمان في الدنيا؛ فأنتم أبواب الرحمة والإحسان والإكرام للخلق.

وقال إن القرآن الكريم نوه إلى هذه القضية؛ فقال عزل وجل : "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا"، ففي هذه الآية عقوبات متتاليه تتأتى جراء استباحه النفس والمال والعرض، وفي هذا ما يدفع الإنسان إلى ضرورة التريث في إصدار الأحكام فيقول النبي صلى الله عليه وسلم، ويحذر من هذا الطريق "والذي نفس محمد بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله تعالى من زوال الدنيا".