رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


"الكابينت" يصادق على اتفاق غزة وسط إقرار بالهزيمة

17-1-2025 | 17:24


غزة

محمود غانم

بشكل رسمي تأكد سريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بدءًا من الأحد القادم، بعد مصادقة "الكابينت" الإسرائيلي عليه، وسط ترجمة عبرية للاتفاق على أنه هزيمة، ومن شأنه أن يعزز مكانة "المقاومة" الفلسطينية.

وبالتوازي مع ذلك، تشهد "القاهرة" بصفتها أحد الوسطاء وضع آليات التنفيذ الخاصة باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بمشاركة كافة الوسطاء وأطقم إسرائيلية، استعدادًا لبدء تنفيذ الاتفاق الأحد القادم.

مصادقة "الكابينت" 

صادق المجلس الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت"، اليوم الجمعة، على اتفاق صفقة التبادل ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي أعلن عنه بواسطة مصرية قطرية أمريكية الأربعاء الماضي.

وورد في بيان صادر عن رئاسة الوزراء الإسرائيلية، أن "الكابينت" أقر في اجتماعه اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، وأوصى الحكومة بالمصادقة عليه.

وجاءت مصادقة "الكابينت" بعد أن حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التنصل من الاتفاق، لكن الوسطاء شددوا على ضرورة دخول الاتفاق حيز التنفيذ اعتبارًا من الأحد القادم، كما هو مقرر.

وعن مخاطر عدم إقرار هذا الاتفاق، قالت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول كبير في البيت الأبيض، إن أي تأجيل من جانب إسرائيل في تنفيذ الاتفاق من شأنه أن يدفع حركة حماس إلى إظهار قوتها، وقد يضر بتنفيذ الاتفاق، متابعة عنه:"إن إسرائيل التزمت ببدء تنفيذ الاتفاق بعد غد الأحد، وبالتالي فإن أي انحراف عنه قد يؤدي إلى انهياره".

وفي غضون ذلك، أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن ثمن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة كبير وثقيل، وبحجم الفشل في السابع من أكتوبر 2023.

وفي ذلك اليوم، هاجمت حركة حماس 11 قاعدة عسكرية، و22 مستوطنة إسرائيلية بمحاذاة غزة، في إطار الرد على جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى، حسبما ذكرت.

وقد كبدت العملية إسرائيل خسائر بشرية وعسكرية وهزت صورة أجهزتها الاستخباراتية والأمنية أمام العالم، ومثلت ضربة قاصمة للجيش، الذي لطالما ادعى بأنه لايقهر، ومرغت وجه "الموساد" الإسرائيلي في الطين.

واعتبرت الصحيفة العبرية الاتفاق، سيئ للإسرائيليين، ويمثل عقابًا جماعيًا على الفشل في السابع من أكتوبر، وهذا ثمن الكارثة وحجمها.

وقالت الأوساط الأمنية لـ"يديعوت أحرونوت"، إنها تخشى من أن يؤدي الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين إلى تصعيد الأوضاع في الضفة الغربية، موضحين أن المشكلة الكبرى تكمن في تعزيز مكانة "حماس" على حساب السلطة الفلسطينية، فحماس رغم الضربات التي تعرضت لها، تظهر صمودًا كبيرًا.

وفي المقابل، أكدت حركة حماس، اليوم الجمعة، على تجاوز العقبات التي نشأت؛ بسبب عدم التزام إسرائيل ببنود اتفاق وقف إطلاق النار، بعد مساع من الوسطاء.

يأتي هذا بينما بدأت في القاهرة، اليوم الجمعة، اجتماعات فنية؛ لوضع آليات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بحسب ما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الاجتماع يأتي بمشاركة "أطقم مصرية وقطرية وأمريكية وإسرائيلية".

وتعد مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية الدول الضامنة؛ لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وذلك عبر آليات للإشراف عليه ومتابعة أي خروق قد تحدث.

يذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار تحقق بعد جهود دامت لأكثر من عام من هذه الدول، جراء أنها عُرقلت مرارًا بسبب تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ حفاظًا على مصالحه السياسية.

 المزيد من ملامح الاتفاق

وفي السياق، تكشفت المزيد من ملامح اتفاق وقف إطلاق النار، والذي من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ الأحد القادم، حيث قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن اليوم الأول من المرحلة الأولى في الاتفاق يشمل إطلاق سراح "ثلاثة" أسرى إسرائيليين، ثم "أربعة" أسرى في اليوم السابع، و"ثلاثة" أسرى في كل من الأيام 14 و21 و28 و35، وأخيرًا 14 أسيرًا في الأسبوع الأخير من المرحلة الأولى.

وفي المقابل، ستفرج "تل أبيب" سراح 1977 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم 290 محكومين بالسجن المؤبد و1687 بأحكام متفاوتة، ضمن المرحلة الأولى، بحسب موقع "واي نت" الإسرائيلي.

فيما قال موقع "والا" العبري عن مصدر مطلع، إن تل أبيب ستحصل على قائمة بأسماء الأسرى المزمع الإفراج عنهم قبل يوم واحد من كل مرحلة.

وعلى الجهة المقابلة، قالت حركة حماس، إن قوائم الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم في المرحلة الأولى من الصفقة ستنشر عبر مكتب الأسرى وفق مراحل وإجراءات التبادل.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تُشن إسرائيل حربًا مدمرة ضد قطاع غزة، خلفت أكثر من 157 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.