رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أسوشيتد برس: مع تولي ترامب الرئاسة الأمريكية يبدو السلام بين روسيا وأوكرانيا بعيد المنال

18-1-2025 | 15:17


ترامب

دار الهلال

ذكرت وكالة أنباء "أسوشيتد برس" إنه على الرغم من تعهد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بالتوسط للتوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، ولكن مع استعداده لتولي منصبه يبدو السلام بعيد المنال أكثر من أي وقت مضى.

وأشارت الوكالة الأمريكية - في سياق مقال تحليلي نشرته اليوم السبت - إلى أن كلا من موسكو وكييف تسعيان إلى تحقيق مكاسب في ساحة المعركة لتعزيز مواقفهما التفاوضية قبل أي محادثات محتملة لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.

ولفتت الوكالة إلى أنه في العام الماضي تقدمت القوات الروسية ببطء ولكن بثبات عبر الدفاعات الأوكرانية، سعيا إلى فرض السيطرة الكاملة على المناطق الأربع في الشرق والجنوب التي ضمتها موسكو في وقت مبكر من الحرب ولكنها لم تسيطر عليها بالكامل، كما شنت موجات من الهجمات بالصواريخ والطائرات بدون طيار لمحاولة شل شبكة الطاقة الأوكرانية والبنية الأساسية الحيوية الأخرى.

وفي المقابل، حاولت أوكرانيا تأمين وتوسيع نطاق توغلها في منطقة كورسك الروسية، كما ضربت صواريخ كييف وطائراتها بدون طيار منشآت نفطية روسية وأهداف رئيسية أخرى مهمة لآلة الحرب الروسية.

وأكدت "أسوشيتد برس" أن الجانبين اتخذا مواقف تفاوضية صارمة لا تترك مجالا كبيرا للتسوية.

ونوهت الوكالة الأمريكية أن ترامب بعد أن تعهد خلال حملته الانتخابية بتسوية الحرب في غضون 24 ساعة غير هذا الإطار الزمني في وقت سابق من الشهر الجاري، وأعرب عن أمله في إمكانية التفاوض على السلام في غضون ستة أشهر، فيما قال مرشحه لمنصب المبعوث إلى أوكرانيا كيث كيلوج إنه يمكن التوصل إلى اتفاق في غضون 100 يوم.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعرب عن استعداد موسكو للمحادثات لكنه أكد أن أي اتفاق سلام يجب أن يحترم "الحقائق على الأرض"، وهي طريقة غير مباشرة للقول إنه يجب الأخذ في الاعتبار مكاسب روسيا على الأرض.

كما أشار بوتين أيضا إلى ضرورة أن تتخلى أوكرانيا عن مساعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) وسحب قواتها بالكامل من دونيتسك ولوهانسك وزابوروجيا وخيرسون (المناطق التي ضمتها روسيا في سبتمبر 2022)، وهي المطالب التي رفضتها أوكرانيا والغرب.

كما تريد موسكو من الغرب رفع العقوبات التي حدت من قدرة موسكو على الوصول إلى الأسواق العالمية ووجهت ضربة قوية للاقتصاد الروسي.

أما من جانبه، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في "صيغة السلام" الأولية بانسحاب روسيا الكامل من جميع الأراضي التي ضمتها، لكنه خفف موقفه لاحقا مع استمرار موسكو في تحقيق المكاسب، ولم يعد يجعل هذا التراجع شرطا للمحادثات.

وقد واجه زيلينسكي ترددا من بعض الحلفاء في عرض عضوية سريعة لكييف في حلف الناتو، لكنه يصر على ضمانات أمنية قوية من الولايات المتحدة وشركاء غربيين آخرين كعنصر أساسي لأي اتفاق سلام محتمل.

وأكد زيلينسكي الحاجة إلى اتفاق شامل، وليس وقفا مؤقتا لأعمال القتال من شأنه أن يسمح لروسيا فقط بتجديد ترسانتها، كما سعى من أجل نشر قوات غربية في أوكرانيا كقوات حفظ سلام.

وبالمثل، رفض بوتين الهدنة المؤقتة مشيرا إلى أن أي توقف للقتال من شأنه أن يسمح لأوكرانيا بالحصول على التعزيزات والإمدادات.

وقال كيرت فولكر الذي عمل ممثلا خاصا لأوكرانيا في ولاية ترامب الأولى "يرى الروس أن ترامب سيدفع نحو نوع من التسوية، وهم يريدون الاستيلاء على أكبر قدر ممكن".

فيما أشار مايكل كوفمان الباحث في مؤسسة كارنيجي إلى أن "استقرار خط المواجهة أمر ضروري لكسب الوقت وإجبار موسكو على إعادة التقييم"، موضحا أن معدلات التعبئة في أوكرانيا انخفضت بشكل كبير منذ الصيف وأن "مستويات التوظيف في الجيش الأوكراني استمرت في الانخفاض، وخاصة بين وحدات المشاة التي تسيطر على الخطوط الأمامية".

ولاحظ المحلل العسكري سيرجي بوليتايف المقيم في موسكو أنه على الرغم من افتقار روسيا إلى الموارد اللازمة لتحقيق اختراق كبير، فقد حسنت تكتيك التقدم البطيء على نطاق صغير في قطاعات متعددة، وقال "تراهن موسكو على الإرهاق البدني للقوات المسلحة الأوكرانية وانهيار الدولة الأوكرانية".

وقد رفض كيلوج المخاوف الأوروبية من أن ترامب قد يقلل من دعمه لكييف وقال "إن ترامب لا يحاول إعطاء شيء لروسيا، إنه في الواقع يحاول إنقاذ أوكرانيا وإنقاذ سيادتها".

كما توقع فولكر أن يحث ترامب بوتين على إنهاء الأعمال العدائية ويحذره من أنه سيزيد الضغوط بشكل حاد على موسكو إذا لم تستجب للمطالب، وقال "إذا رفض بوتين وقف القتال فإن ترامب سيسمح لأوكرانيا باقتراض أكبر قدر ممكن من المال وشراء أي معدات عسكرية تريدها مع تشديد العقوبات على قطاع النفط والغاز الروسي".

ويحذر مراقبون آخرون من أن بوتين من غير المرجح أن يتنازل عن أهدافه الحربية، خاصة في ظل أن القوات الروسية لها اليد العليا في أوكرانيا، ونجاة الاقتصاد الروسي حتى الآن من العقوبات الغربية المستمرة.

وبينما يسعى بوتين إلى تعزيز مكاسبه والفوز بضمانات غربية بأن أوكرانيا لن تتم دعوتها للانضمام إلى حلف الناتو فإنه يريد أيضا أن تقبل كييف مجموعة من السياسات اللغوية والتعليمية والثقافية لضمان سياساتها الودية تجاه موسكو.

ويشكك العديد من المحللين في موسكو في احتمالات التوصل إلى اتفاق سلام، مشيرين إلى المواقف المتباينة على نطاق واسع على الجانبين، ويقول البعض إن الفشل في المحادثات قد يضع روسيا والولايات المتحدة على شفا صراع مباشر إذا قرر ترامب تكثيف الدعم العسكري لأوكرانيا.