رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


"سلام لكل البلاد".. انطلاق "فن القاهرة" في نسخته الـ6 بالمتحف المصري الكبير

20-1-2025 | 18:24


المتحف المصري الكبير

دعاء برعي

أعلن معرض فن القاهرة عن قائمة المعارض الفنية المشاركة في نسخته السادسة، المقرر إقامتها في المتحف المصري الكبير خلال الفترة من 8 إلى 11 فبراير 2025، مع عرض خاص لكبار الشخصيات في 7 فبراير، تحت شعار "سلامٌ لكل البلاد"، ويدعو المشاركين والحضور إلى فهم الفن كأداة قوية للتواصل والأمل في ظل الأوقات الصعبة.

وتقدّم النسخة السادسة من "فن القاهرة" تجربة ديناميكية لمحبّي الفن وجامعي الأعمال الفنية، إذ توفّر مزيجاً فريداً من التاريخ والفن المعاصر، وتعزّز تجربة هذا الحوار الزمني بفضل إقامة المعرض في موقع مميّز.

يقام المعرض في المتحف المصري الكبير الذي أعيد افتتاحه مؤخراً، والذي يعدّ مكاناً لاحتضان أكبر وأثمن مجموعة من القطع الأثرية النادرة من مصر القديمة في العالم.

ويشارك "فن القاهرة" 10 دول على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وخارجها بمعارضها الفنية، ليسعى فن القاهرة إلى تعزيز التبادل الثقافي وتسليط الضوء على الإبداعات الفنية المتنوعة في العالم العربي، والتي تستلهم تفردها من هويتها الثقافية المختلفة.

قال محمد يونس، المؤسس والمدير التنفيذي لفن القاهرة: "فن القاهرة ليس مجرد معرض فني فحسب، بل يحفّز الحوار الثقافي من خلال كونه منصة لانطلاق النمو في القطاع الفني، يجمع بين أصوات متنوعة، ويعمل على إبراز المواهب الناشئة، ودعم المواهب المبدعة، بالإضافة لتعزيز دور الفن في تشكيل مجتمعنا، يعمل فن القاهرة، من خلال الربط بين المحلي والعالمي، على تحويل الإبداع إلى قوة للتقدّم، محافظًا على تراث منطقتنا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بالإضافة لإلهام الأجيال الجديدة، ويعد المعرض هذا العام مساحة للتأمل الإبداعي والتواصل الإنساني، حيث يسعى لإيصال رسالة جماعية تدعو إلى الأمل والوحدة".

أبرز المعارض الفنية

ويرحّب فن القاهرة في نسخته السادسة بالمعارض الفنية المرموقة من المنطقة وخارجها التي تجسّد التنوّع الثقافي والخصوصية الثقافية لفن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المعاصر، حيث سيعرض لو لاب (مصر) أعمال الفنان المصري المعاصر خالد حافظ، الذي حاز على إشادة واسعة، وتتناول أعماله الأساطير الرأسمالية والتناقضات، مستندة إلى تجاربه في مصر وفرنسا والولايات المتحدة. أما معرض مصر (مصر)، فسيقدّم أعمال الفنان الكردي العراقي سيروان باران، التي تعرض المشهد الاجتماعي والسياسي العراقي والحالة الإنسانية.

كما تقدّم صالة نادين فياض للأعمال الفنية (لبنان) أعمال الفنان رؤوف الرفاعي الديناميكية، الذي اشتهر باستكشاف الهوية والتراث من خلال شخصية "الدرويش" المميزة، أما غاليري وان (رام الله، فلسطين)، فستدعم الفنانين الفلسطينيين المعاصرين، بما في ذلك الفنان إبراهيم جوابرة  الذي تمثّل أعماله الفنية الهوية والمساحة والتواصل الإنساني، وسيعرض فن آ بورتر (الإمارات) أعمال الفنان محمد الحواجري التي تركّز على "الصبار" - رمز قوي للصمود الفلسطيني والارتباط العميق بالهوية الثقافية، والتي تعكس خلفية الفنان كونه ترعرع في مخيم البريج للاجئين في غزة.

فيما سيعرض وادي فينان (الأردن) مجموعة متنوعة من فناني بلاد الشام وشمال إفريقيا عبر أجيال متعددة، منهم الفنان زيد الشوا، الذي يتميز فنه التجريدي التعبيري مستمد من تجاربه الشخصية، والفنانة سعاد مردم بك، التي تقدّم رؤية للحياة في الشرق الأوسط بلغة بصرية فريدة وساحرة. كما ستُبرز سلام آرت غاليري (العراق) الفنانين العراقيين، مهم الفنان سلام عمر، الذي شكّلت تجربته في الحرب الإيرانية العراقية عمقاً في مسيرته الفنية.

وفي هذا العام، ولأول مرة، يوسّع "فن القاهرة" حدوده ليصل إلى أوروبا، حيث يشمل معارضاً دولية مع فنانين من الشرق الأوسط، منهم معرض آرت دو تان (فرنسا) ومعرض سانا (هولندا).

مقتطفات من المعرض

سيقدّم الفنان السوري نزار صابور معرضاً فردياً يكشف خلاله عن سلسلته الجديدة "نواويس مصرية"، وهي نتاج إقامة فنية في القاهرة مستمرة لشهرين، مع فن القاهرة وصالة كاف للفن، والتي تشارك في المعرض للسنة الثالثة. تعد الأعمال التي أبدعها صابور خلال فترة الإقامة استكمالاً لسلسلته الشهيرة "نواويس سورية"، حيث تكرّم شخصيات مؤثرة باستخدام التابوت كرمز بصري، مستوحياً من عناصر الفن المصري القديم والقبطي والتقنيات المعاصرة. تشمل السلسلة شخصيات مثل الراحلة أم كلثوم، والكاتب توفيق الحكيم، والملحن محمد عبد الوهاب، بالإضافة إلى اثنين من الأشخاص الذين ما زالوا على قد الحياة: فاروق حسني وزير الثقافة المصري الأسبق، وفيروز.

بالشراكة مع وزارة الثقافة المصرية، ستعرض النسخة السادسة من فن القاهرة معرضاً حصرياً يضم أعمال لفنانين روّاد من مصر، يتم اختيارها من متحف الفن المصري الحديث. سيُبرز هذا المعرض التراث الغني للحركة الفنية الحديثة في مصر والأعمال التي شكلت الهوية الثقافية للبلاد، والتي تشمل إنجي أفلاطون (1924-1989) التي تركت بصمة على الفن المصري الحديث من خلال أعمالها الفنية المستوحاة من السريالية النسوية، وجاذبية سري (1925-2021) التي اشتهرت بتصويرها الجريء التعبيري للتراث المصري، وتانيا حليم (1919-2003) المعروفة بصورها الفلكلورية لمصر والسودان.

واستمراراً لفاعلية فن القاهرة السنوية لتكريم ضيف الشرف من الفنانين المرموقين، ستتضمن نسخة هذا العام عرضاً خاصاً لتكريم حياة وأعمال الفنان سمير رافع (1926-2004)، مسلّطاً الضوء على رحلته من القاهرة إلى باريس واستكشافه الدائم للهوية الثقافية، ويعد الفنان شخصية بارزة في الفن المصري الحديث، حيث أبدع لغة بصرية فريدة تجمع ببراعة بين السريالية والارتباط العميق بالتراث المصري لتعكس الجوهر الثقافي لوطنه، وتشمل الأعمال المعروضة لوحات مثل امرأة مع زهرة (1952)  مومياء مستيقظة (1959)، والتي تجسد قدرته على الجمع بين التراث المصري القديم والأشكال المبتكرة للفن الحديث.
 

برنامج "حوار"

يعدّ برنامج "حوار" هو سلسلة من النقاشات والحوارات التي ستُقام على خلال أيام المعرض، وتركّز هذه الحوارات على المشهد الفني المعاصر في المنطقة. سيُعقد البرنامج يومياً من الساعة 3 مساءً حتى 10 مساءً، ويتميز بحوارات ملهمة مع أبرز الشخصيات الثقافية من المنطقة. تشمل المواضيع المهمة، جلسة مميّزة يشارك فيها فاليري ديدييه هيس، مديرة تطوير الأعمال في كريستيز الشرق الأوسط، والدكتور حسام رشوان، جامع أعمال فنية مصري بارز وعالم متخصص، حيث يستعرضان عملهما في توثيق الإرث الفني لمحمود سعيد وعبد الهادي الجزار من خلال كتالوجات شاملة (كتالوج ريزونيه). كما يناقشان الدور في تشكيل السرديات الفنية الحديثة والحفاظ على التراث الثقافي. وتشمل أيضاً أبرز الموضوعات حول كيفية تحدّي الفنانات من الشرق الأوسط للصور النمطية من خلال تقديم رؤى جديدة حول قضايا النوع الاجتماعي، والهوية، والثقافة، وما هو دور التعليم في تشكيل الجيل القادم من محترفي ومحبّي الفن في جميع أنحاء العالم العربي.

يقدم برنامج كبار الشخصيات مساراً غنياً، يتضمن جولات حصرية للضيوف، وزيارات إلى استوديو الفنان إسلام زاهر، ورحلة إلى الفيوم الزيارة استوديو النحّات خالد زكي وحرفيي الفخار، مما يوفّر لمحة عن الإلهام الإبداعي في المنطق، ويخلق اتصالًا بالمشهد الفني المصري. يمكن للضيوف أيضاً الانغماس في الإرث الثقافي للقاهرة من خلال زيارات منظمة للمواقع الدينية التاريخية والمناطق الفنية مثل حي الزمالك. تتوّج الرحلة بجولة خاصة في معرض المتحف المصري الكبير وعشاء من تنظيم محبّي جمع التحف في القاهرة.


دعم المجتمع الواسع للفن

يدعم فن القاهرة 2025، مبادرتين تركزان على الشباب وتعزّزان الإبداع والمشاركة الثقافية بالتعاون مع المتحف المصري الكبير والمنظمات غير الحكومية المحلية، المبادرة الأولى هي سلسلة من ورش العمل الإبداعية التي توفر للأطفال الأقل حظاً ورش عمل فنية في الرسم والتصوير والنحت، وتنتهي بعرض في معرض فن القاهرة 2025، والمبادرة الثانية هي مسابقة حياة الفنية السنوية، التي تحتفل بعامها الحادي عشر، وتشمل طلاباً من 70 مدرسة في مجالات مثل الرسم والفن ثلاثي الأبعاد والتصوير الفوتوغرافي، وتختتم بحفل توزيع جوائز للاحتفاء بالمواهب الشابة.

مسابقة حياة الفنية
تحتفي مسابقة حياة الفنية السنوية، في عامها الحادي عشر الآن، بالفن في التعليم من خلال جمع الطلاب من حوالي 70 مدرسة للمشاركة في تعبيراتهم الإبداعية. تتميز هذه المسابقة كل عام بطرح موضوع جديد، حيث تدعو الطلاب من الصف الأول إلى الصف الثاني عشر لعرض مواهبهم عبر وسائل متعددة منها الرسم والتصوير والفن ثلاثي الأبعاد والفن الرقمي والتصوير الفوتوغرافي.

و"فن القاهرة" منصة فنيّة تربط بين الفنانين المعروفين والناشئين من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مع الجماهير المحلية، والإقليمية والدولية، من خلال عرض صالات عرض متنوعة وبرنامج شامل للمعرض. إذ يسهم المعرض في تعزيز نمو الفنانين المعاصرين وإبراز الثراء الفنّي للمنطقة.

ويلعب المعرض دوراً رئيسياً في النظام الفنّي المحلي، ومن خلال ذلك يدعم صالات العرض، والفنانين، والمؤسسات الثقافية، ومن خلال عمل المبادرات في القطاع الثقافي. يقام المعرض في المتحف المصري الكبير، مما يوفّر بيئة فريدة حيث تلتقي الفنون الحديثة والمعاصرة مع تاريخ مصر العظيم، ليخلق تجربة ثقافية فريدة من نوعها.


صمّم المتحف المصري الكبير لعرض أكبر مجموعة شاملة تكرّس للحضارة المصرية القديمة في العالم. إذ يقوم المتحف بعرض وحفظ ودراسة آلاف القطع الأثرية التي تمتد عبر سبعة آلاف عام. يحتضن المتحف تنوع التاريخ والثقافة المصرية ليربط جميع الزّوار بالإبداع والمعرفة والأفكار، ولتعزيز التواصل بينهم. ومن خلال دمج الترفيه مع الثقافة والتعليم، يجمع موقع المتحف المصري الكبير بين شعور عميق بالتاريخ وبيئة شاملة لكل الزوّار الذين يسعون للاحتفاء واكتشاف والمشاركة في ماضي مصر ومستقبلها.