وجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انتقادات حادة إلى أوروبا ، قائلًا إن "القارة تحتاج إلى النهوض وتعلم كيفية الاهتمام بنفسها حتى لا يستطيع العالم تجاهلها".

وفي اليوم التالي لتولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة، قارن زيلينسكي، في خطاب ألقاه في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي اليوم الثلاثاء، بين قوة واشنطن وما سماه "ضعف الاتحاد الأوروبي"، وذلك وفق ما نقلته مجلة " بولتيكو" الأوروبية.

وأضاف زيلينسكي: "قبل عشرين ساعة، تم تنصيب الرئيس ترامب في واشنطن، والآن الجميع ينتظر لمعرفة ما الذي سيقوم به بعد ذلك، مشيرا إلى أن معظم العالم الآن يفكر، ما الذي سيحدث لعلاقته مع أمريكا؟ ماذا سيحدث للتحالفات؟ وللدعم؟ وللتجارة؟ وكيف يخطط الرئيس ترامب لإنهاء الحروب؟"

وتابع: "لكن لا أحد يطرح مثل هذه الأسئلة عن أوروبا، ونحن بحاجة إلى أن نكون صريحين بشأن ذلك".

وأشار إلى حوار شانجريلا السنوي للأمن بين الحكومات الذي عقد في سنغافورة العام الماضي، مضيفا " إن الوفد الأمريكي صنف منطقة آسيا والهادئ كأولوية قصوى، تليها منطقة الشرق الأوسط، ثم أوروبا ، وكان ذلك في عهد إدارة بايدن، التي كانت أكثر التزامًا بدعم حلفاء أمريكا الأوروبيين التقليديين مقارنة بإدارة ترامب".

وتابع زيلينسكي:"لا يمكن لأوروبا أن تتحمل أن تكون في المرتبة الثانية أو الثالثة بين حلفائها، إذا حدث ذلك، سيبدأ العالم في التقدم دون أوروبا، وهذا عالم لن يكون مريحًا أو مفيدًا للأوروبيين".

وجدد شكره لمساعدة أوروبا في حرب كييف ضد روسيا، مشيرا إلى أنه "من غير الواضح ما إذا كانت أوروبا سيكون لها حتى مقعد على الطاولة عندما تنتهي الحرب ضد بلدنا".

وتساءل زيلينسكي: "هل سيراعي ترامب أوروبا؟ هل يرى الناتو ضرورة؟ هل سيحترم مؤسسات الاتحاد الأوروبي؟"، مضيفًا "أن أوروبا تستحق أن تكون أكثر من مجرد متفرج".

وقال : "أوروبا بحاجة إلى تحديد شروط تلك الصفقات"، لافتا إلى عدة إخفاقات للاتحاد الأوروبي، بما في ذلك اعتماده المستمر على الغاز الروسي ونهجه تجاه اللوائح. 

وتابع "أوروبا بحاجة إلى النهوض لتأمين استقلال حقيقي في الطاقة"، مضيفا"لا يمكنكم الاستمرار في شراء الغاز من موسكو وفي نفس الوقت تتوقعون ضمانات أمنية، ومساعدة ودعم من الأمريكيين، هذا ببساطة غير صحيح".

ودّعم زيلينسكي مطلب ترامب بأن ينفق حلفاء (الناتو) 5 في المئة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، قائلا : "يجب على جميع الدول الأوروبية أن تكون مستعدة لإنفاق ما هو ضروري حقًا للأمن، وليس فقط ما تعودت عليه خلال سنوات من الإهمال، إذا كان الأمر يتطلب 5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لتغطية الدفاع، فليكن، ستكون 5 في المئة".