رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


"بوليتيكو": أوكرانيا الراغبة في السلام تسعى حاليا إلى "احتواء" ترامب

22-1-2025 | 15:39


الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

دار الهلال

ذكرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية أن أوكرانيا، التي تتوق إلى تحقيق السلام، تسعى حاليا إلى "احتواء" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقالت المجلة - في تقرير نشرته اليوم الأربعاء - "إنه قبل أشهر فقط، كانت كييف مرعوبة من أن رئاسة دونالد ترامب الثانية ستجبر أوكرانيا على الاستسلام للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.. أما اليوم، أصبحت أوكرانيا تعلق آمالها على ترامب لإنهاء ثلاث سنوات من الحرب".

وبحسب المجلة، يرى الأوكرانيون وأنصارهم، الذين اجتمعوا في (دافوس) هذا الأسبوع لحضور المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي، أن الرئيس الأمريكي الذي تم تنصيبه حديثا هو صمام الأمان الذي يمكن أن يدفع بوتين للجلوس على طاولة المفاوضات، ويعرض على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أيضا مخرجا.

وقال كيرت فولكر، الذي خدم خلال فترة ولاية ترامب الأولى كممثل خاص للولايات المتحدة في أوكرانيا، في تصريح للمجلة، "إنه تفاؤل حقيقي.. بدا عام 2024 وكأنه عام انتظار، كان لدينا انتخابات، ولدينا عوامل تشتيت، وإدارة بايدن تقول لا، ثم يقولون نعم.. يبدو أن عام 2025 هو عام العمل.. نحن نتحرك أخيرا".

وأضاف: "أعتقد أن ترامب سيتصل ببوتين ويطلب منه إنهاء الحرب، وأن بوتين لن يوافق.. وأعتقد أن فريق ترامب سوف يفهم أنه يتعين عليهم إظهار القوة، وإظهار المزيد من العزم، وطرح كل شيء على الطاولة".

ويرى فولكر أن هذا قد يعني فرض عقوبات أكثر صرامة، وزيادة صادرات الطاقة الأمريكية بشكل كبير للإضرار بميزانية حرب بوتين، واستمرار الدعم العسكري لأوكرانيا.. ليس من أموال دافعي الضرائب، ولكن هناك طرقا مختلفة للقيام بذلك، بما في ذلك من خلال قيام أوروبا بمصادرة 300 مليار يورو من الأصول الروسية واستخدام هذه الأموال لشراء معدات دفاعية أمريكية.

وأشارت المجلة إلى أن أوكرانيا ترى أن العقبة أمام السلام ليست من يشغل البيت الأبيض، بل الكرملين، وأضافت: "ولكن عندما يواجهون استمرارية حقبة بايدن مقابل الاضطراب الذي يسببه ترامب، يقول الأوكرانيون إن رئاسة ترامب قد لا تكون جيدة، لكنها ستكون أفضل بكثير من رئاسة بايدن".

وقد اعترف زيلينسكي نفسه بأن ترامب قد يجلب موسكو وكييف أخيرا إلى طاولة المفاوضات، حيث قال زيلينسكي، في تجمع للصحفيين أمس الثلاثاء، بعد إلقاء خطاب أمام منتدى (دافوس): "ترامب رجل أعمال.. إنه يعرف كيف يمارس الضغط".. وأضاف: "أنا متفائل بشأن الإدارة الجديدة".

ونقلت المجلة عن مستثمرين أوكرانيين قولهم: "ما نحتاجه الآن هو اليقين.. وأعتقد أن إدارة ترامب يمكن أن تجلب المزيد من اليقين.. لاشك أن هذا اليقين لا ينبغي أن يمس السلام العادل في أوكرانيا، ولكن هذا العام ينبغي أن يكون عاما للعمل".. إلا أن آخرين في أوكرانيا يخشون من أن هذا "العمل قد لا يكون جميلا"، فقد يُدفع زيلينسكي إلى تقديم تنازلات كانت تبدو حتى وقت قريب غير واردة، إذ من المرجح أن يضطر إلى قبول حقيقة مفادها بأن أوكرانيا لن تكون قادرة على العودة إلى حدودها قبل الحرب، وأن محاولتها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) قد انتهت.

وكان هذا واضحا من تصريحات زيلينسكي نفسه في (دافوس)، ومن الأوكرانيين الذين سافروا إلى هناك لإعادة تركيز الاهتمام على الحرب في وطنهم "وإبرام صفقات".. ومع ذلك، وفي حديثه إلى بوليتيكو من (دافوس)، كان وزير التنمية الاقتصادية الأوكراني السابق تيموفي ميلوفانوف حريصا بشدة على بدء عصر ترامب.

وقال ميلوفانوف، في إشارة إلى مصير بلاده في عهد ترامب، "قد لا يكون الأمر جيدا، لكنه سيكون أفضل بكثير مما كان عليه في عهد بايدن، لقد أدار بايدن الحرب كأزمة، كان يعتقد أنه إذا صمد لفترة كافية، فإن العاصفة ستمر، لكنها لن تمر.. ويتبنى ترامب وجهة نظر مفادها بأنه يتعين علينا إيقاف العاصفة.. إنه غير مهتم بكيفية إيقافها".