عيد الشرطة 73.. متحف الشرطة يجسد مواقف النضال الوطني وتضحيات الرجال المخلصين
تخليدًا لبطولات وتضحيات رجال الشرطة عبر العصور، وحرصًا على تقديمها للأجيال المتعاقبة من حماة الوطن والساهرين على أمنه، عكفت وزارة الداخلية على الاهتمام بمتحف الشرطة القائم بقلعة صلاح الدين، باعتباره من أهم المواقع التي تحوي شواهد وعلامات تدل على شرف التضحية ونبل الصمود لرجال الأمن الأوفياء، فهو يستعرض مقتنيات أجهزة الأمن المصرية قديمًا وحديثًا، فضلًا عن الأدوات المستخدمة في أقسام الشرطة وملابس أفراد الشرطة وبعض الصور لأشهر الضباط والمجرمين.
افتتح المتحف عام 1986 أثناء الاحتفال بذكرى عيد الشرطة، وأُغلق لإجراء التطوير عام 2008 لما له من دلالات تاريخية وأهمية بالغة، باعتباره الموقع الذي دارت فيه أحداث معركة الإسماعيلية التي جسدت بطولاتها ملحمة كفاح الشرطة المصرية في مواجهة الأطماع والمخططات الهدامة، ليتم إعادة افتتاحه مرة أخرى عام 2013.
تجسيد تطور زي الشرطة المصرية
في القاعة الرئيسية، يضم المتحف سبع قاعات مميزة. القاعة الرئيسية تعرض صور وزراء داخلية مصر منذ بداية النظام الوزاري عام 1878 حتى الآن، وتضم مجموعة من التماثيل التي تجسد تطور زي الشرطة المصرية من العصر المملوكي إلى العصر الحديث.
قاعة الاغتيالات السياسية
تتناول القاعة أشهر الاغتيالات السياسية التي شهدتها مصر في العصر الحديث، مثل محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، واغتيال اللورد موين، والسير لي ستاك، وأحمد ماهر باشا، والنقراشي.
قاعة أشهر الجرائم
تعرض هذه القاعة أشهر الجرائم التي حدثت في مصر في العصر الحديث، مثل قضية ريا وسكينة، السفاح، والخط.
قاعة التزييف والتزوير
تعرض القاعة آلة لتزييف النقود وبعض العملات المزيفة المعدنية والورقية، ما يعكس تطور جرائم التزوير عبر الزمن.
تخصيص قاعة لأحداث معركة الإسماعيلية
تعد قاعة معركة الإسماعيلية من أبرز القاعات، حيث تعرض ماكيتًا يجسد أحداث المعركة بين الشرطة المصرية والقوات البريطانية، وبعض الأسلحة المستخدمة فيها.
القاعة الفرعونية
تضم القاعة الفرعونية مقتنيات عدة، منها مركب فرعوني به عشرة بحارة، يشير إلى وجود الشرطة النهرية في العصر الفرعوني، بالإضافة إلى أقواس، بلط، وصلجانات.
القاعة الإسلامية
تعرض القاعة الإسلامية سيوفًا وخناجر ودروعًا وخوذًا تنتمي إلى عصور مختلفة، مما يجسد تطور الأدوات القتالية على مر التاريخ الإسلامي.
قاعة السلاح
تسلط هذه القاعة الضوء على بداية استخدام الأسلحة النارية، التي حلت محل الأسلحة التقليدية مثل السيوف والحراب، وتشمل مسدسات وبنادق.
عيد الشرطة
أصبح المتحف يجسد شتى مواقف النضال الوطني التي عكست بطولات وتضحيات رجال الشرطة من أجل رفعة الوطن واستقلاله، لتبقى نبراسًا يهتدي به أبناء الوطن المخلصون على مر الزمان.
يمثل عيد الشرطة ذكرى غالية في سجل الوطنية المصرية، حيث يوافق معركة الإسماعيلية المجيدة التي جسدت فيها بطولات رجال الشرطة قيم التضحية والفداء والاستبسال دفاعًا عن تراب الوطن. فقد رسمت معركة الإسماعيلية عام 1952 لوحة فنية تلاحمت فيها دماء الشرطة والشعب في أثناء تصديهم للعدوان، لتوضح للعالم أجمع أن المصريين يد واحدة أمام العدوان الغاشم.
في صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير 1952، استدعى القائد البريطاني بمنطقة القناة، "البريجادير أكسهام"، ضابط الاتصال المصري وسلمه إنذارًا لتسليم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة. إلا أن المحافظة رفضت الإنذار البريطاني وأبلغته إلى فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية آنذاك، الذي طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.