هل تربية الأبناء في العصر الحديث تسبب التوتر؟.. دراسة توضح
كشفت دراسة حديثة نشرت على موقع " psychologytoday"، أن تربية الأبناء تعد مهمة شاقة ومليئة بالتحديات، ولكنها أصبحت أكثر صعوبة في عصرنا الحالي، حيث يشعر العديد من الآباء والأمهات بأن الضغوط التي يواجهونها اليوم تتجاوز بكثير ما واجهه أباءهم وأجدادهم، فالتكنولوجيا، والتغيرات الاجتماعية، والاقتصادية، كلها عوامل تساهم في تعقيد عملية التربية.
وقام الباحثون بمقارنة تحديات الأبوة في الماضي بالحاضر، وكشفوا عن تحديات فريدة من نوعها، ففي حين أن أجدادنا كانوا يواجهون تحديات مثل الحروب والأوبئة، أصبحوا يواجهوا اليوم تحديات جديدة مثل التكنولوجيا، والضغوط الأكاديمية، والتغيرات السريعة في المجتمع، كما يشعر العديد من الآباء بالقلق إزاء التأثير السلبي للشاشات على أطفالهم، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على صحتهم النفسية، والضغط لتوفير أفضل تعليم لأطفالهم، مما يزيد من عبء التوقعات عليهم.
ولكن، بالرغم من التحديات، إلا أنه هناك الكثير من الآباء والأمهات الذين يقومون بعمل رائع في تربية أطفالهم، من خلال التعامل مع الأولاد بحذر وحكمة، وفق تغير المعطيات في عصرنا الراهن، والاحتواء العاطفي وإزالة الحواجز بين الوالدين والطفل، والتحلّي بالصبر لأنّ غرس القيم يتطلب وقتًا ومتابعة دقيقة، واختيار الوقت المناسب لغرس القيمة المناسبة لتحقيق الأثر، وانتقاء الكلمات المناسبة وغير الغاضبة التي لا تلحق بالأولاد أذى عاطفيًّا أو معنويًّا، ولا تقلل من ثقتهم بأنفسهم، بل تعزز إيمانهم بقدراتهم وقيمهم الذاتية.
وأضاف الباحثون أن الوالدان هما المعلم الأول الذي يحصل عليه الطفل مع بداية حياته، لذلك يجب عليك أن يكونوا نموذجاً جيداً لأطفالهم، والتواصل وجهاً لوجه مع الأطفال، كطريقة رائعة للتقرب منهم وسد فجوة سوء التفاهم التي قد تنشأ بسبب التواصل عن بعد بواسطة التكنولوجيا، وهذه الطريقة تساعد الأبناء على تطوير مهاراتهم اللغوية وتعزيز العلاقة الأسرية، كما أن التكنولوجيا غيرت طريقة تفاعل الأهل مع أطفالهم، ولم تعد الأبوة والأمومة كما كانت في السابق، لكن هذا لا يعني أن الحال تغير للأسوأ، حيث أن التكنولوجيا سلاح ذو حدين، ويمكن للآباء تعليم أولادهم كيفية استخدامها بشكل صحي ومناسب، هذه هي مسؤولية الأهل في ظل التطور التكنولوجي.