رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أرملة اللواء ياسر الحديدي: ربنا اختار كل شهيد حتى يمجده بطريقة نفتخر بها طول العمر

25-1-2025 | 14:25


الشهيد اللواء ياسر الحديدي

فاطمة الحسيني

اللواء ياسر الحديدي، شهيد من شهداء الوطن الذين ضحوا بحياتهم من أجل حماية مصر، عُرف بحبه الكبير لعمله وإخلاصه في أداء واجبه، وكان خير أب وزوج وابن وصديق، وبمناسبة الذكرى الـ73 لعيد الشرطة المصرية، التقت بوابة "دار الهلال" مع أرملته السيدة "بسنت عصفور"، لتروي لنا تفاصيل حياته وعلاقته بأسرته وأصدقائه، وتكشف لنا جوانب إنسانية في شخصيته.

بدأت أرملة الشهيد "بسنت عصفور" حديثها قائلة: "اللواء ياسر الحديدي من أسرة مصرية أصيلة، وكان الأقرب إلى والدته من بين إخوته الثلاثة، وكان دائم السؤال عنها والاهتمام بها، وبالنسبة لعلاقته بأهل بيته، فكان زوجًا وأبًا مثاليًا، لديه ابنة واحدة وهي "عاليا" التي تلقت منه كل الدلال والتربية الصحيحة خلال العشر سنوات التي عاشتها في كنفه، كما أنه لم يتردد لحظة في مساعدة وخدمة الآخرين، حتى لو كان ذلك على حساب راحته الشخصية، وكانت صفاته "صفة شهيد" وكانت والدته تقول عليه "ابن موت".

وعن معاملته مع زملائه ورؤسائه في العمل، ف "الشهيد ياسر" كان محبوب جدا من زملائه في العمل، وقضى معظم سنوات عمله بسيناء، وله شعبية وعلاقة ودودة مع القبائل والبدو في سيناء، لدرجة تصل لتلقيبهم له بـ"عمدة دهب"، لحرصه على حضور المناسبات وحل مشاكلهم، فلم لا يفوته فرح أو واجب عزاء، وكثيرًا ما تستعين به القيادات الأمنية في حل أي خلاف في سيناء، وبعد استشهاده تم عمل مسجدين باسمه أحدهما ساهم "العقيد ياسر" قبل وفاته في حصول البدو على تراخيصه وتم الافتتاح بعد الواقعة، كما سميت في مدينة دهب مدرسة باسمه.

وأشارت: "اللواء ياسر الحديدي عاشق لعمله ويعتبره الأولوية الأولى في حياته، ويسعى لتحقيق الأفضل، وشغل منصب مفتش شمال وجنوب سيناء للأمن العام، للأسلحة والذخيرة المهربة ومكافحة الإرهاب في تلك المنطقة".

وأكملت: "قبل حادث استشهاده بحوالي شهر ونصف، كانت الأوضاع الأمنية في سيناء غير مستقرة، وهناك العديد من عمليات ضبط الأسلحة، رغم ذلك، لم يكن اللواء ياسر الحديدي يصرح بكل التفاصيل لي حتى لا يسبب لنا القلق، ثم ظل مدة في رأس سدر، دون علمي بما يحدث، ولكن قلبي كان يشعر بالخوف، وفي آخر إجازة له، قضى أسبوعًا أو عشرة أيام معنا، ثم عاد إلى عمله في الطور ونويبع، و بعد وصوله بخمسة أو ستة أيام، أخبرني بأنه سينزل إلى العريش في مأمورية، حيث كانت الأوضاع هناك في أقصى درجات الخطورة، وقولت له " لاه مترحش هناك الدنيا والعة"، ورد حينها قائلا " لو مكناش احنا اللي نروح وندافع مين الي يروح".

وتابعت: "وكانت المأمورية لمدة أسبوعين فقط، وفي اليوم السابع نجح "العقيد ياسر" في مطاردة إحدى أخطر العصابات التي تسرق السيارات وتفخخها في العريش أثناء تلك الفترة، وتم تكريمه في اليوم التالي، على أداء مهمته من مساعد وزير الداخلية للأمن العام، ثم تواصل معي يوم الأربعاء بعد تكريمه بيوم من داخل مدرعته، وقال لي انه سينزل القاهرة بعد 5 أيام، وطلب أن يتحدث مع ابنتنا الوحيدة عليا، وقالي "إديهالي أسمع صوتها".

وبعد هذه المكالمة بثلث ساعة تقريبًا، اتصل ضابط من زملائه، وكان ذلك يوم 8 مارس 2017، وأصر على أن يقابلني، وقال لي "ياسر بيه باعت معاي حاجة لحضرتك وعاوزك تستلميها"، فأجبته "أنا لسه مكلماه من نص ساعة، ودا على غير طبيعة ياسر، ما بيبعتش حد من زملائه نهائيا ومحدش بيدخل بيتنا من غير وجوده"، فقلت له " حضرتك لو العقيد ياسر هيبعت حاجة يبعتها مع العسكري، فأخذتني الرجفة"، وقلت له: "ياسر اتصاب؟، قال لي: ياسر بيه تعيشى إنتي.. البقية في حياتك، وهنا بدأت عاليا تنهار وتجري داخل الشقة بشكل هستيري، وأصابتنا حالة من الرفض التام، وكانت تلك اللحظة من أصعب ما مر في حياتي، ولكن بالرغم من الألم والحزن، إلا أنني فخورة بزوجي وبالتضحية التي قدمها من أجل الوطن، فقد استشهد عن طريق عبوه ناسفة انفجرت في مدرعته، وتم دفنه في يوم الشهيد 9 مارس".

ووجهت أرملة الشهيد "اللواء ياسر الحديدي" رسالة لكل أسرة شهيد، قائلة أن ربنا اختار كل شهيد حتى يمجده بطريقة نفتخر بها طول العمر.