رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


معرض القاهرة للكتاب يواصل مناقشة "ترجمة العلوم الإنسانية في زمن الذكاء الاصطناعي"

25-1-2025 | 18:41


جانب من الندوة

بيمن خليل

عقدت الجلسة الثانية من مؤتمر "ترجمة العلوم الإنسانية في زمن الذكاء الاصطناعي"، في إطار فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، وتناولت موضوع "الترجمة والذكاء الاصطناعي والتعليم." 

انعقدت الجلسة في قاعة الصالون الثقافي، وأدارها الدكتور حسين محمود، عميد كلية اللغات والترجمة بجامعة بدر، بمشاركة مميزة من الأستاذة الشيماء قطب، التي قامت بترجمة الجلسة إلى لغة الإشارة، من المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة.  
بدأ الدكتور سامح الأنصاري، أستاذ اللغويات الحاسوبية وهندسة اللغة بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، حديثه حول أهمية الذكاء الاصطناعي في التعليم، مؤكداً أنه أصبح جزءاً مهماً في حياتنا اليومية، وهو يرتبط بشكل وثيق بالتطبيقات المختلفة في التعليم.
 وقال إن الذكاء الاصطناعي يستطيع تخصيص المحتوى التعليمي بما يتناسب مع مستوى كل طالب، وبالتالي يمكنه التعامل مع الفروق الفردية بين الطلاب. 
أشار الأنصاري إلى أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على تقديم أدوات متطورة مثل القدرة على قراءة الكتب وتحويل النصوص المكتوبة إلى لغة مقروءة، فضلاً عن القدرة على تحليل الآراء وحوار الثقافات المختلفة بلغاتها. 
وأضاف أن هذه التقنيات لا تقتصر فقط على تحسين مهارات القراءة والكتابة، بل تشمل أيضًا مساعدات لذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير فرص التعليم مدى الحياة، وهو ما يمثل أهمية كبيرة في مرحلة التعليم المستقبلية.  

من جانب آخر، تحدث الدكتور شكري مجاهد، أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة عين شمس، حول العلاقة بين الإنسان والذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن التقدم التكنولوجي لن يتسبب في استبعاد المترجمين البشر. 
وأوضح مجاهد أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة مساعدة للمترجمين ولا يمكنه أن يحل محلهم تماماً. وأكد على أن المترجم البشري الماهر سيظل له دور مهم في عملية الترجمة، وأن التحدي الحقيقي يكمن في أن هناك من يعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيقضي على هذا الدور.  
وأضاف الدكتور صبري حافظ، أستاذ اللغة العربية المعاصرة والأدب المقارن بجامعة لندن، في حديثه عن أهمية الترجمة في نقل النصوص الأدبية والثقافية بين الشعوب. وقال إن الترجمة لم تصبح مجالًا أكاديميًا إلا في القرن الماضي، مشيرًا إلى أن رفاعة الطهطاوي كان من أوائل المفكرين الذين سعوا إلى استيراد النصوص الغربية إلى الثقافة العربية. 
وأوضح حافظ أن الترجمة تعد وسيلة مهمة لتحقيق التبادل الثقافي بين الشعوب، وأنها لا تقتصر فقط على النصوص الأدبية بل تشمل أيضًا مختلف أنواع الكتابات العلمية والفكرية.  
من جانبها، تحدثت الدكتورة نجوى صابر، أستاذة النقد الأدبي بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، عن تأثير الذكاء الاصطناعي على اللغة العربية. 
وأكدت أن اللغة العربية تواجه تحديات كبيرة في ظل هيمنة اللغات الأجنبية على الحياة اليومية، مشيرة إلى أن المجتمع بحاجة إلى الاهتمام أكثر بتعليم اللغة العربية للأجيال القادمة. 
وأضافت أن ما دعا إليه الأديب طه حسين منذ أكثر من 87 عامًا عن ضرورة الحفاظ على اللغة العربية كان له طابع تحذيري من التأثيرات السلبية للغات الأجنبية، مشيرة إلى أن اللغة هي جزء أساسي من الهوية الثقافية.  

واختتم الدكتور حسين محمود الجلسة بالحديث عن أهمية الدقة في عملية الترجمة، مشددًا على أن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه في الوقت الحالي أن يكون بديلاً كاملاً عن المترجم البشري، خصوصًا في مجالات دقيقة مثل الترجمة الطبية والقانونية، حيث يمكن أن يؤدي الخطأ في الترجمة إلى نتائج كارثية. وأكد أن دور المترجم البشري لا يزال مهمًا للغاية في تقييم النصوص المترجمة، وأنه لا بد من التأكد من صحة الترجمة بشكل مستمر.  

كما أشار إلى أن المحتوى العربي على منصات الذكاء الاصطناعي ما زال في مرحلة مبكرة مقارنة باللغات الأجنبية، حيث تمثل اللغة العربية حوالي 5% من المحتوى المتاح على هذه المنصات مقارنة بـ35% للغات أخرى.  

وفي النهاية، أشار جميع المتحدثين إلى أهمية تكامل التكنولوجيا مع العنصر البشري لتحقيق أقصى استفادة من الذكاء الاصطناعي في مجالي التعليم والترجمة، مشددين على ضرورة أن نكون حذرين في استخدام هذه التكنولوجيا لضمان الحفاظ على الهوية الثقافية واللغوية في عصر الرقمنة.