رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


معرض القاهرة للكتاب الـ 56 يحتفي بالمستعرب الإسباني «بيدرو مارتينث مونتابيث»

26-1-2025 | 18:32


جانب من الندوة

همت مصطفى

شهدت قاعة «الصالون الثقافي» ضمن محور تأثيرات مصرية ندوة حول المستعرب «بيدرو مارتينث مونتابيث» بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56.

وقالت الإعلامية منى الدالي في بداية الندوة، إن «مونتابيث» أحد أهم المستعربين والمترجمين العاشقين للثقافة العربية، ولد عام 1933 في غرناطه وتوفى 2023، وله بصمات واضحة في  الثقافة العربية، وأنشأ جسرا للتواصل بين الثقافتين الإسبانية والعربية وله دور أكاديمي بارز  وتفاعلات كثيرة مع العلماء والأدباء العرب. 

من جانبه قال الدكتور خالد سالم، أستاذ الأدب الإسباني بأكاديمية الفنون، إن القدر لعب دورا كبيرا مع  «مونتابيث» ليتحول إلى مستعرب ومترجم، ولد في قرية كبيرة بغرناطة وانتقل إلى القاهرة عام 1959، وعمل مديرا للمركز الثقافي الإسباني وعميدا لكلية الألسن قسم اللغة الإسبانية جامعة عين شمس فامتزج بالثقافة المصرية وعشقها وتعرف على المجتمع الأدبي والثقافي المصري، والكتاب المصريين وكان أول من أجرى حوارا باللغة الإسبانية مع الكاتب نجيب محفوظ عام 1960، وقال عنه الشاعر نزار قباني إنه « نقل الدراسات العربية من الأدب العربي إلى الأدب الحديث»

وتابع سالم: عاد "مونتابيث" إلى مدريد 1963 حاملا معه حبه للغة العربية ومصر ومعارف كثيرة بدأ ترجمتها للإسبانية وأنشأ قسما للغة العربية في جامعة جديدة في مدريد حينها. 

وأضاف: أخرج «بيدرو» من عباءته العديد من المستعربين الإسبان الذين مشوا على دربه. 

في بداية مداخلتها شكرت الدكتورة كارمن  رويث، أستاذ الأدب العربي بمدريد، إدارة المعرض والحضور على إقامة تلك الندوة التي تحتفي بشخصية أثرت كثيرا في حياتنا، ووصفته بالشخصية المثالية والعصرية في ذاك الوقت.

 وتابعت كان «بيدرو» مستمصرًا وليس مستعربًا أحب مصر وعشقها وأود أن أوضح مفهومين مهمين لكم وهما المستعرب والمستشرق، أما الأولى فهي الاهتمام بالثقافة العربية والعالم العربي خاصة، والأخرى هي الاهتمام بكل ما هو شرقي ونحن مستعربون ولسنا مستشرقين. 

وأكدت أنه آمن بفكرة الوحدة ما بين العرب كلهم وعندما شعر ببعدها سياسيا التمس تنفيذها في مجال الفن والأدب.

واستطردت: «كان ضد الاستعمار ويحث على احترام الشعوب بعضها لبعض، ورغم كل تلك المعارف التي ترجمها من كتب سياسية وأدبية إلا أنه قال إن أقرب مجال لقلبه هو الشعر المعاصر. 

 

و قال الدكتور أنطونيو بيدرو، أستاذ التاريخ المعاصر بمدريد، إنه يشكر إدارة المعرض والقائمين على الندوة للاحتفاء بوالده بالرغم كونه ولد في القاهرة فإنه لا يتحدث العربية، ولكنه يعشق مصر عشقا كبيرا أما بالنسبة لوالدي فتأثرت شخصيته كثيرا بوجوده بها تلك الفترة التي عمقت شعوره الإنساني، وأكد أنه لفهم شخصيته يجب علينا فهم تلك التأثيرات والإلمام بها. 

وأوضح «بيدرو» أنه لا يمكن قياس ما قدمه والده عن الدراسات العربية ولكنه يمكن أن يقول إن العالم العربي عامة ومصر خاصة ظلت داخله حتى أخر يوم من عمره. 

قال الدكتور محمد أحمد مرسي أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، إنه من الصعب جدا التحدث عن شخصية المستعرب «بيدرو مارتينث مونتابيث» دون التطرق إلى الجانب الإنساني منه، خاصة التأثيرات المصرية عليه.

وتابع مرسي: عندما جاء «بيدرو» إلى هنا لمس مصر المعتدلة المتقبلة للآخر، والتي تمتليء بالآداب والفنون، وظل يركز على البنية العقلية للجمع المصري ويدرسها وآمن بفكرة أنه إذا صلحت مصر صلح العالم العربي كله ولذلك اهتم بترجمة الأعمال الأدبية المصرية المعاصرة مثل أعمال طه حسين ونجيب محفوظ وعند عودته لمدريد غير الكثير من الصورة النمطية المأخوذة عن المجتمع العربي وخلق عالما أكثر تناغما. 

وفي الكلمة الختامية، قال زياد طه المسؤول الإعلامي للسفارة الإسبانية بالقاهرة، إن المستعرب «بيدرو مارتينث مونتابيث» كان مهتما بشكل خاص بالقضايا  العربية خاصة القضية الفلسطينية وحارب كثيرا الصور المغلوطة عن المجتمع العربي.

معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025

ويقام معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه الهيئة العامة المصرية للكتاب، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وأعلن لأول مرة عن ضيفي شرف المعرض في الدورتين 2026، و2027، وهما رومانيا وقطر كما أعلن إطلاق مبادرة المليون كتاب ضمن فعاليات المعرض هذا العام.

ويشهد المعرض استحداثات جديدة لأول مرة ومن بينها جناح مجاني لاتحاد الناشرين الذي تشارك فيه دور النشر الناشئة وذلك بهدف دعم صناعة النشر، بالإضافة إلى استحداث قاعة جديدة لتكون عدد قاعات معرض الكتاب فى دورته الجديدة 6 قاعات بدلًا من 5 قاعات، بالإضافة إلى أجنحه للكتب المخفضة.

ووقع الاختيار على اسم العالم والمفكر الدكتور أحمد مستجير، ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، وجاء شعار المعرض هذا العام بعنوان «اقرأ.. في البدء كان الكلمة».

وتحل دولة سلطنة عمان ضيف شرف المعرض، وتشارك ببرنامج ثقافي متنوع يعكس التاريخ الثقافي والفكري للسلطنة، ويسلط الضوء على العديد من الجوانب التاريخية والتراثية والفكرية بها.

وتشهد الدورة الحالية نقلة نوعية تستحق التقدير، سواء من حيث التنظيم أو المُشاركة الدولية والمحلية، وتقام الدورة الحالية للمعرض على مساحة 55 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم 6 صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1345 دار نشر، من 80 دولة من مختلف دول العالم، كما يبلغ عدد العارضين 6150 عارضًا هذا العام، يعرضون تنوعًا ثريًا من الإصدارات الأدبية والفكرية.

ويضم البرنامج الثقافي للمعرض ما يقرب من الـ600 فعالية متنوعة تشمل ندوات أدبية وحوارات فكرية وعروضًا فنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.

 ويُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وفي عام 2006 اعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، زار المعرض في دورته السايقة الـ55 4,785,539 زائر.

انطلق المعرض لأول مرة في عام 1969م، حينما كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة الراحلة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب في مصر.

وأوضح أن ريادة مصر تعتمد في جوهرها على العلم والمعرفة وموقعها المتميز كمركز للثقافة والفكر. ومن هنا تأتي الدعوة لكل فئات الشعب المصري لتوجيه طاقاتهم نحو القراءة والتعمق في المعرفة، لتنوير العقول والاستفادة من ثمار الفكر الإنساني.