استضافت القاعة الدولية ضمن محور ضيف الشرف ندوة بعنوان «عباقرة عمانيون من الفراهيدي إلى ابن ماجد»، بحضور الشيخ أحمد بن سعود السيابي أمين عام مكتب الإفتاء، ودكتور حبيب بن الهادي، وفهد السعدي، وأدارت الندوة دكتور مريم البرطمانية.
استعرض الباحثون في الندوة مسيرة نجاح لعدد من الشخصيات العمانية التي برعت في العلوم مثل النحو واللغة والأدب والطب، بالإضافة إلى أشهر الملاحين العمانيين والعرب.
وفي بداية الندوة تحدث الشيخ أحمد بن سعود السيابي، أمين عام مكتب الإفتاء، عن عدد من العلماء العمانيين من بينهم الإمام الخليل بن أحمد الفراهيدي والذي يعد إمام اللغة والتركيز على أهم مؤلفاته وهو «كتاب العين» الذي اشتهر بعلم العروض والذي يقوم على الشعر والقافية ويوزن على القافية وتصنيف البحور الشعرية، وهو أول من وضع علم النحو في معجم كتاب العين.
كما تحدث عن أبو العباس محمد بن يزيد المبرد صاحب كتاب الكامل في اللغة والأدب الذي كان له إسهامات كبيرة في اللغة والأدب والنحو ويمكن أن يقال إنه إمام النحو في البصرة، وله مؤلفات وكتب عديدة وأهمها كتاب الكامل في اللغة والأدب.
وأشار إلى ابن دريد أبو بكر محمد بن حسن بن دريد صاحب كتاب الجمهرة في اللغة الذي يعد مرجعًا في اللغة والأدب وأشتمل على جوانب متعددة في اللغة والنحو والادب، بالإضافة إلى العالم سلامة بن مسلم العوتبي الصحاري ومؤلفاته في اللغة العربية وهو صاحب كتاب الإبانة في اللغة العربية وله في الفقة كتاب الضياء وكتاب أخرى في الانساب.
وفي المحور الثاني تحدث الدكتور حبيب بن مرهون الهادي عن شخصيتين عمانيتين برعتا في مجال الطب وسجلت ضمن برنامج اليونسكو للشخصيات المؤثرة عالميا، وشخصيتين عمانيين أسهمت في رفد الحضارة الإسلامية والإنسانية هما «ابن الذهبي الأزدي وابن عميرة الرستاقي».
أبن الذهبي الأزدي من علماء الطب الكبار في الحضارة الإسلامية وقد عاش في النصف الثاني من القرن الرابع والنصف الأول من القرن الخامس، وله كتاب الماء أول معجم طبي لغوي في التاريخ، والشخصية الثانية ابن عميرة الرستاقي وهو من أسرة استمرت لمدة ٤ قرون في ولادة علماء الطب والأدب منذ القرن التاسع إلى القرن ١٣ ويعد ابن عميرة من عباقرة الطب فكانت طبيبا وصيدلانيا.
وفي المحور الثالث تحدث فهد السعدي عن الملاح العماني أحمد بن ماجد السعدي الذي يعد أشهر الملاحين العمانيين والعرب، واعتبره الكثير من المؤرخين والمفكرين والمستشرقين أعظم ملاحي المحيط الهندي بلا منازع من حيث الممارسة العملية والنتاج العلمي المهم في مجالات الملاحة المختلفة. وقد تفرد ابن ماجد بإنتاج معارف جديدة لم يسبقه إليها أحد من أهل صنعته، متخذا من الأدوات والآلات المتاحة ما يمكّنه من ذلك، ومن هنا يمكن القول بأن مؤلفات أحمد بن ماجد جاءت لتسدّ ثغرة علمية في العلوم البحرية.
ترك العديد من المؤلفات، منها الفوائد في أصول البحر والقواعد، وحاوية الاختصار في أصول علم البحار، وعدد من المنظومات في علم الملاحة البحرية.
كما ترك عددا من المخترعات التي لم يسبقه إليها أحد كآلة الكمال التي تستخدم في تحديد خطوط العرض، وآلة وردة الرياح المستخدمة في تحديد اتجاه الرياح في عرض البحر، وغيرها.
معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025
ويقام معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه الهيئة العامة المصرية للكتاب، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وأعلن لأول مرة عن ضيفي شرف المعرض في الدورتين 2026، و2027، وهما رومانيا وقطر كما أعلن إطلاق مبادرة المليون كتاب ضمن فعاليات المعرض هذا العام.
ويشهد المعرض استحداثات جديدة لأول مرة ومن بينها جناح مجاني لاتحاد الناشرين الذي تشارك فيه دور النشر الناشئة وذلك بهدف دعم صناعة النشر، بالإضافة إلى استحداث قاعة جديدة لتكون عدد قاعات معرض الكتاب فى دورته الجديدة 6 قاعات بدلًا من 5 قاعات، بالإضافة إلى أجنحه للكتب المخفضة.
ووقع الاختيار على اسم العالم والمفكر الدكتور أحمد مستجير، ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، وجاء شعار المعرض هذا العام بعنوان «اقرأ.. في البدء كان الكلمة».
وتحل دولة سلطنة عمان ضيف شرف المعرض، وتشارك ببرنامج ثقافي متنوع يعكس التاريخ الثقافي والفكري للسلطنة، ويسلط الضوء على العديد من الجوانب التاريخية والتراثية والفكرية بها.
وتشهد الدورة الحالية نقلة نوعية تستحق التقدير، سواء من حيث التنظيم أو المُشاركة الدولية والمحلية، وتقام الدورة الحالية للمعرض على مساحة 55 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم 6 صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1345 دار نشر، من 80 دولة من مختلف دول العالم، كما يبلغ عدد العارضين 6150 عارضًا هذا العام، يعرضون تنوعًا ثريًا من الإصدارات الأدبية والفكرية.
ويضم البرنامج الثقافي للمعرض ما يقرب من الـ600 فعالية متنوعة تشمل ندوات أدبية وحوارات فكرية وعروضًا فنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.
ويُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وفي عام 2006 اعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، زار المعرض في دورته السايقة الـ55 4,785,539 زائر.
انطلق المعرض لأول مرة في عام 1969م، حينما كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة الراحلة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب في مصر.
وأوضح أن ريادة مصر تعتمد في جوهرها على العلم والمعرفة وموقعها المتميز كمركز للثقافة والفكر. ومن هنا تأتي الدعوة لكل فئات الشعب المصري لتوجيه طاقاتهم نحو القراءة والتعمق في المعرفة، لتنوير العقول والاستفادة من ثمار الفكر الإنساني.