رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


معرض القاهرة للكتاب الـ 56| الصالون الثقافي يناقش «الإنسانيات الرقمية»

26-1-2025 | 22:23


جانب من الندوة

همت مصطفى

استضاف «الصالون الثقافي» في معرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة بعنوان: «الإنسانيات الرقمية» ضمن محور المجتمع الرقمي تحدث فيها الدكتور محمد سليم شوشة أستاذ النقد الأدبي بكلية دار العلوم جامعة الفيوم، والدكتور وليد رشاد زكي، والدكتور محمد سليم حفني، وأدارتها الإعلامية هبة حمزة.

العالم الرقمي

رحبت الإعلامية هبة حمزة، في البداية  بالمشاركين في الندوة،  وأكدتأن موضوع الرقمنة من الموضوعات المهمة في ظل التقدم السريع الذي يشهده العالم الرقمي في وقت أصبحت التكنولوجيا جزءا لا يتجزأ من حياتنا، موضحة أنه في الوقت الذي تساهم فيه الرقمنة في تحسين جودة الحياة أصبحت تطرح عدة مسائل حول الهوية والخصوصية.

علاقة الإنسان بالآلة

و أكد الدكتور وليد رشاد من المركز القومي للبحوث الاجتماعية، أن علاقة الإنسان بالآلة أصبحت جزءاً مهما من حياتنا وأصبحت التكنولوجيا لصيقا بالإنسان وأصبحت أسلوب حياة، حتى أننا أصبحنا نبيع ونشتري من خلال الرقمنة.

وتابع: «على الرغم من أن الرقمنة أتاحت للإنسان فرصا كبيرة فقلبت الزمان والمكان رأسا على عقب، إلا أنها ليست محايدة في الأساس فهي متحيزة في إدخال البيانات وفئات وجنسيات معينة.

وحول تأثير الرقمنة على الأسرة، أوضح أن الأسرة تعاني من مشكلات بسبب الرقمية، وهناك خطر عالمي عليها والأسرة المصرية كما أنا الرقمنة خدمتها في بعض أمور فإنها أضرتها في نواحي كثيرة  وفتحت مجالا للانفصال العائلي، بسب الانفصال العاطفي بين الزوجين وانخفاض قيمة الطاعة لدى الآباء والأبناء، فأصبح الآباء يستعينون بالأبناء لاستخدام الرقمية، وبالتالي أصبح الأبناء أقوى من الآباء فانقلبت السلطة الوالدية وانقلبت موازين القوى داخل الأسرة، والرقمية أيضا فتحت الباب للخيانة الزوجية من خلال تعارف خارج الأخلاقيات والأعراف. 

الذكاء الاصطناعي عقل ضخم 

وتحدث الدكتور محمد سليم شوشة، أستاذ النقد الأدبي بجامعة الفيوم، مؤكدا أن الذكاء الاصطناعي عالم مختلف أحدث تحولًا كبيرًا في العالم وهذا التحول له علاقة باللغة والثقافة. 

وأوضح «شوشة» أن الذكاء الاصطناعي عقل ضخم يحاكي ما يتم في المخ البشري والشبكات العصبية في دماغ البشر عن طريق الشرائح الإلكترونية، موضحا أننا تجاوزنا الكمبيوتر وعالم الانترنت والتطبيقات وكل هذا  سُيلغى بشكل كامل وسيحل محلها عقل الآلة الذي يعالج اللغة ويفهم اللغة ويفسرها مثل الإنسان تماما. 

وطالب «شوشة» علماء الإنسانيات والعلوم اللغوية والأدب أن يركزوا على كيف أصبح عقل الآلة يحاكي مخ الإنسان وعمل معالجات اللغة، موضحا أن عقل الآلة سيفسر النصوص فماذا عن تفسير النصوص الدينية كيف يفسر الذكاء الاصطناعي النصوص بشكل يوضح الصواب من الخطأ وبشكل غير متحيز، محذرا من أن الذكاء الاصطناعي سيتحول إلى التلاعب بالثقافات وبالمجموع بعد أن كانت تتلاعب بالفرد. 

الثورة التكنولوجية

وأكد الدكتور محمد سليم حفني، أن موضوع الذكاء الاصطناعي أحدث ما يسمى بالثورة التكنولوجية وأصبحت التكنولوجيا وثيقة الصلة بالعلوم الإنسانية على وجه التحديد مثل علم الاجتماع والعلوم اللغوية وغيرها. 

الاغتراب في العلاقات الاجتماعية 

وتابع حفني أن الذكاء الاصطناعي أصبح أسلوب حياة لكن له مخاطره مما يتطلب الرقابة الأبوية والتوجيه من منظور أخلاقي وتوجيه الأبناء من قبل الآباء. 

وختم بأن الذكاء الاصطناعي يساعد كثيرًا على البحث العلمي مثل شات جي بي تي، لكن يؤخد على الذكاء الاصطناعي عدة أمور، منها عدم الخصوصية والمراقبة والتحيز ولا بد من أخذ هذا الكلام في الحسبان من الخداع والتضليل الذي قد يأتي بها الذكاء الاصطناعي، كما أن الذكاء الاصطناعي أدى إلى الاغتراب في العلاقات الاجتماعية في الأسرة والمجتمع.

 

معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025

ويقام معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه الهيئة العامة المصرية للكتاب، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وأعلن لأول مرة عن ضيفي شرف المعرض في الدورتين 2026، و2027، وهما رومانيا وقطر كما أعلن إطلاق مبادرة المليون كتاب ضمن فعاليات المعرض هذا العام.

ويشهد المعرض استحداثات جديدة لأول مرة ومن بينها جناح مجاني لاتحاد الناشرين الذي تشارك فيه دور النشر الناشئة وذلك بهدف دعم صناعة النشر، بالإضافة إلى استحداث قاعة جديدة لتكون عدد قاعات معرض الكتاب فى دورته الجديدة 6 قاعات بدلًا من 5 قاعات، بالإضافة إلى أجنحه للكتب المخفضة.

ووقع الاختيار على اسم العالم والمفكر الدكتور أحمد مستجير، ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، وجاء شعار المعرض هذا العام بعنوان «اقرأ.. في البدء كان الكلمة».

وتحل دولة سلطنة عمان ضيف شرف المعرض، وتشارك ببرنامج ثقافي متنوع يعكس التاريخ الثقافي والفكري للسلطنة، ويسلط الضوء على العديد من الجوانب التاريخية والتراثية والفكرية بها.

وتشهد الدورة الحالية نقلة نوعية تستحق التقدير، سواء من حيث التنظيم أو المُشاركة الدولية والمحلية، وتقام الدورة الحالية للمعرض على مساحة 55 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم 6 صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1345 دار نشر، من 80 دولة من مختلف دول العالم، كما يبلغ عدد العارضين 6150 عارضًا هذا العام، يعرضون تنوعًا ثريًا من الإصدارات الأدبية والفكرية.

ويضم البرنامج الثقافي للمعرض ما يقرب من الـ600 فعالية متنوعة تشمل ندوات أدبية وحوارات فكرية وعروضًا فنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.

 ويُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وفي عام 2006 اعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، زار المعرض في دورته السايقة الـ55 4,785,539 زائر.

انطلق المعرض لأول مرة في عام 1969م، حينما كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة الراحلة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب في مصر.

وأوضح أن ريادة مصر تعتمد في جوهرها على العلم والمعرفة وموقعها المتميز كمركز للثقافة والفكر. ومن هنا تأتي الدعوة لكل فئات الشعب المصري لتوجيه طاقاتهم نحو القراءة والتعمق في المعرفة، لتنوير العقول والاستفادة من ثمار الفكر الإنساني.