رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أدباء نوبل| «جوزيف برودسكي» ملك شعراء الولايات المتحدة

28-1-2025 | 04:06


جوزيف برودسكي

همت مصطفى

جائزة «نوبل»، هي أشهر الجوائز العالمية في حقول الإبداع والخلق والابتكار المتنوعة، وعقب نيل الجائزة للفائزين بها يتعرف عليهم العالم أكثر ويحظون بشهرة واسعة عبر قارات العالم كله، مما يدفع بنا للبحث عن رحلتهم ومسيرتهم، وإسهاماتهم للبشرية وتنميتها وتطورها.

ومع قسم الثقافة ببوابة «دار الهلال»، نحتفي معًا بحاصدي جائزة نوبل في الآداب لنسطر بعضًا من تاريخ إبداعاتهم ورحلتهم، من عقود كثيرة منذ بداية القرن بداية القرن العشرين، منح الجائزة لأول مرة في عام 1901 في فروع الكيمياء والأدب والسلام والفيزياء وعلم وظائف الأعضاء أو الطب.

نلتقى اليوم مع  الشاعر  الروسي «جوزيف ألكسندروفيتش برودسكي»

حصار الحرب في الطفولة

وُلد  الشاعر الروسي جوزيف ألكسندروفيتش برودسكي في 24 مايو 1940م بمدينة لينينجراد حينذاك، والتي تقع  دلتا نهر نيفا، شرق خليج فنلندا على بحر البلطيق، وهي حاليًا مدينة «سانت بطرسبرج» عاصمة روسيا سابقا.

وكان أبو جوزيف، ألكسندر برودسكي «1903–1984» مصورا صحفيًا حربيا، ودفع للخروج من الجيش في سنة 1950، فيما كانت أمه، ماريا، تعمل محاسبة، 

 وعاش«برودسكي» طفولته في معاناة، بسبب الحرب و«حصار لينينجراد» والتي مثلت عملية عسكرية فاشلة من قِبل قوات دول المحور للاستيلاء على مدينة لينينجراد، وفي سنة 1942 انتقل «برودسكي» بصحبة أمه من مدنته مسقط رأسه لينينجراد، ثم عادا إليها بعد فك الحصار في سنة 1944م

ترك «برودسكي» مدرسته، دون أن يتم الصف الثامن وتقدم للمسابقة إلى معهد الملاحة لكنه لم يُقبل فيه فبدأ التدرب للعمل على فارزة في أحد مصانع  مدينة لينينجراد، وذلك للمشاكل التي واجهته في المدرسة ولرغبته في دعم أسرته ماليا  خلال الفترة القادمة من حياتهما.

قارىء نهم  ومهن عديدة 

عمل «برودسكي» في عدة مهن، منها ناظر منارة، ومشرحًا في مشرحة، ومنذ 1957م، في بعثات جيولوجية في البحر الأبيض وشرق سيبيريا وشمال ياقوتيا،في |أقصى الشرق الروسي،  وخلال هذه الفترة كان يقرأ قراءة عشوائية وبكثرة،  ويأتي في الدرجة الأولى الأدب الشعري والفلسفي والديني، ويحاول تعلم اللغتين الإنجليزية والبولونية والتي تمثل إحدى اللغات اللختية المنتمية بدورها إلى عائلة لغوية أكبر هي اللغات السلافية الغربية المنتشرة في وسط أوروبا؛ خاصة في بولندا.

تعرف «برودسكي» في سنة 1960م على الشاعرة الروسية  آنا أخماتوفا، وهي من أشهر الشاعرات الروسيات، في عهد الاتحاد السوفيتي.

 

«برودسكي»​ بين المحاكمة والنفي

 عاش «برودسكي» في  ملاحقات بدءًا في سنة 1963م،  فاستدعي للتحقيق أكثر من مرة ووضع في مصحة عقلية مرتين، وفي سنة 1964 وجهت إليه تهمة التطفل بحجة أنه لا يعمل، وحُكم ًعليه بأقصى عقوبة، وهي العمل في منطقة نائية مدة خمس سنوات، فنفي إلى محافظة أرخانجيلسك،  ذكر برودسكي لاحقاً في إحدى مقابلاته الصحفية أن تلك الفترة كانت أجمل فترات حياته، وخلالها كان يدرس الشعر الإنجليزي، بما في ذلك شعر ويستن أودن.

جائزة نوبل وتكريم آخر 

حصل «برودسكي» على جائزة نوبل في الأدب لسنة 1987م، جاء في تقرير لجنة اختياره  للجائزة عن  الشعر والمقالة «من أجل تأليف شامل، مشبع بوضوح الفكر والشدة الشعرية»، و تم تعيينه ملك شعراء الولايات المتحدة في سنة 1991 ونال الإكليل الذهبي 

رحل  شاعر المعاناة جوزيف برودسكي عن عالمنا في مثل هذا اليوم 28 يناير 1996 عن عمر يناهز الـ 55 عامًا في نيويورك بالولايات المتحدة،  وضريحه وشاهد قبره في القسم البروتستانتي من سيميتيرودي سان ميشيل، البندقية، فينيتو، في إيطاليا.

قبر وضريح  «جوزيف ألكسندروفيتش برودسكي في إيطاليا