"أسوشيتيد برس" ترصد احتفالات الفلسطينيين بعودتهم إلى شمال غزة بعد 15 شهرًا من الحرب
رصدت وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية، اليوم /الثلاثاء/، احتفالات مئات الآلاف من الفلسطينيين العائدين إلى ديارهم في المنطقة "الأكثر تدميرًا" في قطاع غزة، منذ أمس /الاثنين/، بعد أن فتحت إسرائيل الشمال لأول مرة منذ الأسابيع الأولى من حربها مع حركة حماس، في تحول دراماتيكي عن نزوحهم قبل 15 شهرًا.
وذكرت الوكالة- في سياق تقرير أعده مراسلوها في القطاع- أنه مع استمرار وقف إطلاق النار الهش للأسبوع الثاني، أبلغت حماس إسرائيل أن ثمانية من الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم خلال المرحلة الأولى من الاتفاق ماتوا.
وسارت حشود من الفلسطينيين المبتهجين، بعضهم يحمل أطفالًا أو يدفعون الكراسي المتحركة، على طول طريق ساحلي طوال أمس /الإثنين/ وحتى الليل، حاملين فراش النوم وزجاجات المياه وممتلكات أخرى وبينما رفع مقاتلو حماس وعناصر المقاومة علامة النصر، ظلت الدبابات الإسرائيلية تراقب الحشود من فوق تلة قريبة. وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 200 ألف شخص شوهدوا وهم يتحركون شمالا.
ويتطلع الفلسطينيون الذين كانوا يحتمون في خيام بائسة أو مدارس سابقة إلى العودة إلى منازلهم على الرغم من أنها ربما تضررت أو دمرت، خاصة وأن الكثيرين منهم كانوا يخشون من أن تجعل إسرائيل نزوحهم دائمًا.. حسب قول الوكالة.
وقالت ياسمين أبوعمشة، وهي أم لثلاثة أطفال، لمراسل الوكالة، إنها سارت مسافة 6 كيلومترات "أي حوالي 4 أميال" للوصول إلى منزلها المتضرر الصالح للسكن في الوقت نفسه، كما أنها رأت أختها الصغرى لأول مرة منذ أكثر من عام.. وقالت: "كانت رحلة طويلة، لكنها سعيدة".
ووصف إسماعيل أبومطر، وهو أب لأربعة أطفال، انتظر لأيام بالقرب من معبر شمال غزة، مشاهد الابتهاج، حيث كان الناس يغنون ويصلون ويبكون. وقال أبومطر، الذي كان أقاربه من بين مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين فروا أو طردوا: "إنها فرحة العودة. كنا نعتقد أننا لن نعود، مثل أجدادنا".
ورأى الكثيرون عودتهم كعمل من أعمال الصمود بعد العدوان الإسرائيلي المرير، وكذلك، اُعتبرت العودة بمثابة رفض لاقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعادة توطين العديد من الفلسطينيين خارج أرضهم.
وأبرزت الوكالة الأمريكية، أن إسرائيل كانت تعتقد، قبل بيان حماس الأخير بشأن مقتل 8 من الرهائن، أن ما لا يقل عن 35 من حوالي 90 رهينة تم أخذهم في هجمات 7 أكتوبر وما زالوا في غزة ماتوا.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر للصحفيين: إن القائمة التي تلقتها من حماس بين عشية وضحاها بشأن وضع الرهائن الـ 33 الذين تم إطلاق سراحهم بموجب المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار أظهرت أن ثمانية منهم ماتوا.. وأضاف أنه تم إبلاغ العائلات، مؤكدًا أن المعلومات تتطابق مع ما اعتقدته المخابرات الإسرائيلية.
ويهدف وقف إطلاق النار إلى إنهاء الحرب الأكثر دموية وتدميرًا على الإطلاق بين إسرائيل وحماس، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 47 ألف فلسطيني، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، بخلاف نزوح نحو 90% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وهم يواجهون مخاطر صحية جديدة عند عودتهم.
وفي الأيام الأولى للحرب، أمرت إسرائيل بإخلاء الشمال وأغلقته في أعقاب اقتحام بري عنيف، ليفر حوالي مليون شخص إلى الجنوب بينما بقي مئات الآلاف في الشمال، الذي شهد بعضًا من أعنف المعارك وأسوأ موجة دمار.
كذلك، تأخر فتح الشمال لمدة يومين، حيث قالت إسرائيل إن حماس غيرت ترتيب الرهائن الذين أفرجت عنهم مقابل مئات السجناء الفلسطينيين. وقال مسئولون طبيون محليون إن القوات الإسرائيلية فتحت النار على الحشد المنتظر وقتلت العديد من الفلسطينيين خلال عطلة نهاية الأسبوع، في حين قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق طلقات تحذيرية على مجموعات تقترب اعتبرها تهديدًا.