وسط صيحات التكبير.. استمرار عودة الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة
لليوم الثاني على التوالي، استمر تدفق الفلسطينيين من جنوبي ووسط قطاع غزة نحو الجزء الشمالي منه، وذلك بعد أن فتح لهم جيش الاحتلال الإسرائيلي طريق العودة إلى هناك صباح أمس الاثنين، وذلك بموجب بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في الـ 19 من يناير الجاري.
ووسط توالي عودة السكان إلى الشمال، تتعالى صيحات التكبير وأهازيج ثورية فلسطينية، في مشهد مهيب وصف بأنه "طوفان العودة"، وذلك على الرغم من أن إسرائيل حولت المنطقة إلى ركام، جراء حرب الإبادة التي استمرت لأكثر من 15 شهرًا.
وعاد أكثر من 300 ألف نازح إلى شمال قطاع غزة منذ صباح أمس الاثنين، وذلك عبر المرور من وسط القطاع، بحسب ما أفاد به مكتب الإعلام الحكومي في غزة.
ومنذ أكتوبر 2023، كان يفصل جيش الاحتلال الإسرائيلي شمال القطاع عن جنوبه من خلال حواجز نُصبت في ممرٍّ معروف باسم "نتساريم".
وفي غضون ذلك، أفاد مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة أنه تم تخصيص غرفة عمليات لمتابعة أحوال النازحين العائدين من جنوبي القطاع إلى شمالِه، محذرًا من معاناة وكارثة إنسانية تطال النازحين العائدين إن لم يدخل العدد المطلوب من الخيام.
وشدد على أنه هناك حاجة إلى 135,000 خيمة وكرفان الآن وبشكل فوري وعاجل حيث بلغت نسبة الدمار الذي نفذه جيش الاحتلال الإسرائيلي في الجزء الشمالي من القطاع أكثر من 90 بالمائة.
آلية عودة سكان الشمال
ويقضي اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل بانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من شارع "الرشيد"، الذي يقع على الساحل الغربي للقطاع، حتى شارع صلاح الدين، الذي يمتد على طول القطاع، لتبدأ عمليات عودة النازحين إلى الجزء الشمالي من القطاع، وهو ما تم -الاثنين- بعد تلكؤ إسرائيلي.
وبموجب الاتفاق، تتم عمليات تفتيش لمركبات الفلسطينيين العائدين إلى شمال غزة عبر طريق صلاح الدين، بينما لا يتم إجراء أي تفتيش للمشاة العائدين.
وسبق أن أفادت وزارة الداخلية بغزة، بأنه سيتم فتح شارع صلاح الدين باتجاه واحد أمام عودة المركبات فقط بكافة أنواعها من الجنوب إلى الشمال، حيث ستخضع للفحص قبل السماح لها بعبور الحاجز.
وبحسب تقارير إعلامية، تتولى شركتان أمريكيتان وثالثة مصرية مهمة الفحص الأمني لمركبات النازحين الفلسطينيين العائدين إلى شمال قطاع غزة.
والأحد، أعلن الوسطاء عن التوصل إلى تفاهم بين الطرفين يقضي بأن تقوم حركة حماس بتسليم الأسيرة أربيل يهود، واثنين آخرين قبل الجمعة القادم، كما ستقوم حماس بتسليم ثلاث رهائن إضافيين السبت وفقًا للاتفاق، وفي مقابل ذلك، تسمح السلطات الإسرائيلية، ابتداءً من صباح الاثنين، بعودة المواطنين النازحين في قطاع غزة من الجنوب إلى المناطق الشمالية من القطاع.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد رهن عودة مئات الآلاف من الفلسطينيين في غزة إلى شمال القطاع، بالإفراج عن الأسيرة أربيل يهود، التي تقول بلاده إنها مدنية، فيما تصر الفصائل الفلسطينية على أنها تُعد "عسكرية"، وهو ما أكدته "أربيل" وفق ما جاء في مقطع فيديو بثته الفصائل.
وفي الـ19 من يناير الجاري، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل حيز التنفيذ، موقفًا حرب الإبادة الإسرائيلية التي أوقعت أكثر من 158 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.