لا تفرط مصر أبدًا في ثوابتها، فما بالك بأرضها، عقيدة المصريين التاريخية "الأرض كالعرض" نحافظ عليها بدمائنا ونفديها بأرواحنا.
واهم من يظن أنه يستطيع فرض مخططاته على المصريين، أو تنفيذ مؤامراته على حساب أرض مصر.
المشهد خلال الأيام الماضية كان كاشفًا وواضحًا، رسالة لكل ذي عقل لديه بصيرة، هذا شعب لا يقبل بالضغوط، الهبّة الشعبية والحزبية والسياسية تعلن بوضوح الاصطفاف خلف القيادة السياسية، التي يثق المصريون في رؤيتها وقدرتها ووطنيتها.
يجدد المصريون مواقفهم وثوابتهم الداعمة للقضية الفلسطينية، وعلى رأس هذه الثوابت رفض التهجير القسري لأهالي قطاع غزة، وكل المخططات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية ودعم الاحتلال في السيطرة على مزيد من الأراضي الفلسطينية.
الشعب المصري أعلن كلمته مرارًا وتكرارًا، وقالها للعالم كله، أرض مصر خط أحمر، ندعم القضية ونحافظ على أرضنا وأمننا القومي.
بيانات الأحزاب والقوى السياسية كانت واضحة في التأكيد على الوقوف صفا واحدا خلف الرئيس عبد الفتاح السيسي، رفضا لكل مؤامرات التهجير ومخططات الحل لصالح دولة الاحتلال على حساب الدول الأخرى.
مصر أكبر من أن ترضخ لمطالب أو تستجيب لضغوط، والمصريون وقت الجد على قلب رجل واحد يهبّون للدفاع عن وطنهم بأرواحهم والثوابت التاريخية تؤكد ذلك.
الحل الوحيد للقضية الفلسطينية وتحقيق السلام الدائم هو تنفيذ حل الدولتين على أساس مقررات الشرعية الدولية، بما يضمن للشعب الفلسطيني إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال تسوية سياسية شاملة وعادلة.
أما من يعتقد أن لديه القدرة على حسم القضية وفقا لرؤيته والضغط على مصر فهو واهم لا يدرك حقيقة الأوضاع الإقليمية ولا يعرف الثوابت المصرية التي لا تقبل المساومة.
الجهود المصرية منذ اللحظة الأولى لعدوان 7 أكتوبر وحتى الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مخلصة وصادقة لا تبحث عن مصالح شخصية ضيقة، ولكن هدفها السلام العادل والشامل والوصول إلى الاستقرار والأمن في المنطقة، ولكن لن يكون ذلك على حساب الأراضي المصرية.
فطنت مصر مبكرًا لمخططات التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة، وتفريغ الأرض من سكانها، وأعلنت بوضوح وصراحة منذ اليوم الأول رفضها القاطع لهذه المخططات.
والهبّة الشعبية على مدار الأيام الماضية تؤكد أن مصر وشعبها لا يفرطون أبدا في حبة رمل واحدة من الأرض، وفى نفس الوقت يدعمون أشقاءهم بكل ما أوتوا من قوة.
وبيانات وزارة الخارجية ومجلسي النواب والشيوخ تعبر بجلاء عن الرفض الشعبي لمخططات التهجير، الخارجية أكدت في بيانها تمسك مصر بثوابت ومحددات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية باعتبارها القضية المحورية الأولى بالشرق الأوسط، والتشديد على رفض المساس بحقوق الشعب الفلسطيني ورفض التهجير القسري للفلسطينيين.
وفى نفس السياق جاءت بيانات مجلسي النواب والشيوخ برفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم وتصفية القضية، والوقوف صفا واحدا داعما ومساندا للقيادة السياسية.
على الأرض في غزة كان الرد أيضا قويا تماشيا مع الموقف المصري، حيث مثل مشهد طوفان عودة النازحين إلى شمال القطاع، صفعة قوية ورسالة مفادها مرابطون على أرضنا لن نفرط فيها، ولن نتركها مهما حدث وتحت أي ظروف.
من مصر إلى فلسطين قلب واحد، دعم مصري كامل لحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ورفض التهجير القسري، والوقوف في وجه مخططات تصفية القضية.