في ضوء فعاليات الدورة الـ56 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، نظمت القاعة الدولية ندوة بعنوان "الثقافة والحداثة والأدب على ضفتي البحر الأبيض المتوسط"، ضمن محور "تجارب ثقافية"، بحضور الكاتب التركي "Ali Aycil"، وتحت إدارة الإعلامية نهى توفيق.
افتتحت الإعلامية نهى توفيق الندوة قائلة: "سنتحدث اليوم عن شعوب البحر الأبيض المتوسط، وهي من أقدم الشعوب على وجه الأرض. بدأنا كشعب واحد، ثم تفرقنا، لكننا نظل نحمل نفس التاريخ والحضارة والملامح. ونحن اليوم بصدد الانطلاق في رحلة لربط ضفتي البحر الأبيض مع الكاتب "Ali Aycil"، الذي سيعطينا لمحة عن الثقافة والحداثة والأدب في تركيا".
من جهته شكر على أيسل لإدارة المعرض، نيابةً عن نفسه وبلده تركيا، مشيرًا إلى أنه رغم زياراته لعدة دول، فإن شعوره في زيارته الأولى لمصر كان مختلفًا، حيث لا يشعر أنه قد خرج من تركيا. وأضاف: "في تركيا، ينشأ الناس على حب مصر، خاصة أن هناك العديد من الروابط التاريخية والدينية التي تجمع بين الشعبين".
وأكد أيسل أن هناك أيضًا تقاربًا كبيرًا بين مصر وتركيا في الأدب، فمع بداية النصف الأول من القرن الثامن عشر، بدأت حركات التحديث في البلدين، فتقدما معًا، وحاولا مواكبة التقدم الذي شهدته أوروبا الغربية. ومع ذلك، أشار إلى وجود بعض القلق والصدام لدى الشعبين من الحداثة الأدبية، خوفًا من فقدان الهوية والاصطدام بالتقاليد الموروثة. وأضاف: "لذلك، فإنني أدرك أن الصراع بين الشرق والغرب يبدو أكثر وضوحًا، وهو ما تناولته في روايتي الأولى".
وأوضح أنه يجد تطابقًا بين الأدب والتراث في مصر وتركيا، سواء في الماضي أو الحاضر. وأوضح أنه في الماضي، تشابهت المصادر الأدبية بين البلدين، مثل "كليلة ودمنة" و"ألف ليلة وليلة" و"طوق الحمامة". أما في الحاضر، فقد شهدت الأدبيات المعاصرة تطابقًا أيضًا، حيث حرص العديد من الكتاب المعاصرين على مواكبة الحداثة، مثل نجيب محفوظ في مصر، وأورخان باموق في تركيا، واللذين فازا بجائزة نوبل للأدب.
واختتم "Aycil" كلمته قائلاً: "نحن الآن نواجه هجمة موجهة من عالم أصبح أكثر ارتباطًا بالشبكات الرقمية منه بالأدب. ونحن بحاجة إلى الفنون والآداب لتجاوز هذه الفجوة الغربية".
ومعرض القاهرة الدولي للكتاب يقام في الفترة من 23 يناير حتى 5 فبراير، تحت شعار "اقرأ.. في البدء كان الكلمة"، ويشارك فيه 1345 ناشرًا من 80 دولة، مع تنظيم 600 فعالية.