للحفاظ على الهدوء.. الوسطاء يدفعون نحو محادثات أولية حول المرحلة الثانية من اتفاق غزة
أبكر مما هو مقرر، بدأ الوسطاء يدفعون حركة حماس وإسرائيل نحو بدء محادثات أولية حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي كان له الفضل في إيقاف حرب الإبادة الإسرائيلية، التي استمرت لأكثر من 15 شهرًا، سعيًا منهم للحفاظ على استدامة الهدوء في القطاع الفلسطيني.
جولة مبكرة
أفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن إسرائيل وحركة حماس بدأتا عبر الوسطاء، محادثات أولية بشأن إطار مفاوضات المرحلة الثانية لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، موضحة أن من الممكن عقد اجتماع في قطر الأسبوع المقبل.
وفي غضون ذلك، أكدت قطر، اليوم الثلاثاء، أنها تواصل تهيئة الأجواء لبدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيرة إلى "عدم حدوث خرق حقيقي" له.
وأوضحت قطر، أنه "من غير المستبعد" تقديم الموعد المحدد لبدء المفاوضات في اليوم الـ 16 من سريان الاتفاق في 19 يناير من يناير الجاري "حال توفرت الظروف".
ويقضي اتفاق وقف إطلاق النار المكون من ثلاث مراحل، ببدء التفاوض على المرحلتين التاليتين في اليوم الـ16 من سريان الاتفاق.
وتتعلق المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بعودة الهدوء المستدام التام، وتبادل أعداد أخرى من الأسرى والمحتجزين، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل إلى خارج غزة، أما المرحلة الثالثة، فتركز على بدء خطة إعادة إعمار غزة على مدى ثلاث إلى خمس سنوات، وتبادل جثامين ورفات الموتى الموجودة لدى الطرفين، وفتح جميع المعابر والسماح بحرية حركة الأشخاص والبضائع.
ومن جانبه، قال سامي أبو زهري، القيادي في حماس، إن الوسطاء بدأوا عملية جس النبض للطرفين للبدء في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدًا أنه لا خيار أمام رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتياهو إلا المضي في هذا الاتفاق حتى النهاية.
وكان وفدًا قياديًا من حركة حماس وصل إلى القاهرة في زيارة رسمية برئاسة محمد درويش، رئيس مجلسها القيادي، بحسب ما ورد في بيان صادر عنها أمس الاثنين.
يأتي هذا فيما تؤكد الولايات المتحدة الأمريكية على أن استمرار تنفيذ وقف إطلاق النار في قطاع غزة أمر "بالغ الأهمية".
انتشال الاتفاق من الضياع
ومطلع الأسبوع، تلكأت إسرائيل في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار، والتي كانت تقضي بعودة أهالي شمال قطاع غزة إليه، وذلك فور تمام المرحلة الثانية من عملية تبادل الأسرى، بحجة عدم الإفراج عن أسيرة تدعى أربيل يهود.
ولكن بعد تدخل الوسطاء، أعلن عن التوصل إلى تفاهم بين الطرفين يقضي بأن تقوم حركة حماس بتسليم الأسيرة أربيل يهود، واثنين آخرين قبل الجمعة القادم، كما ستقوم حماس بتسليم ثلاث رهائن إضافيين السبت وفقًا للاتفاق، وفي مقابل ذلك، تسمح السلطات الإسرائيلية، ابتداءً من صباح الاثنين، بعودة المواطنين النازحين في قطاع غزة من الجنوب إلى المناطق الشمالية من القطاع.
وفي الـ19 من يناير الجاري، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل حيز التنفيذ، موقفًا حرب الإبادة الإسرائيلية التي أوقعت أكثر من 158 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
وجاء اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بعد جهود بذلت لأكثر من 13 شهرًا من الوسطاء جراء أنها عُرقلت مرارًا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حفاظًا على مصالحه السياسية.