اعتبر الوزير الفرنسي المكلف بشؤون أوروبا بينجامين حداد اليوم/الأربعاء/ أن هناك مطلبا واضحا للغاية للسيطرة على تدفقات الهجرة في البلاد، مشيرا في هذا الصدد إلى تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو بشأن "إغراق" المهاجرين للبلاد.
وقد تعرض رئيس الوزراء الفرنسي لانتقادات من أحزاب اليسار بالإضافة إلى قسم من حلفائه بعدما صرح مساء أول أمس /الاثنين/ بوجود شعور متزايد بأن المهاجرين "يغرقون" فرنسا.
وقال بايرو ، في تصريحات لقناة (إل إس آي) ، أن "التدفقات الأجنبية إيجابية بالنسبة إلى أي شعب شرط ألا تتجاوز حدا معينا فمنذ اللحظة التي تشعر فيها بأنك تغرق وبأنك لم تعد تعرف بلدك أو أساليب الحياة فيه أو ثقافته فإنك ترفض ذلك".
ولاقت هذه التصريحات قبولا لدى حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف إلا أنها أثارت سخطا في صفوف أحزاب اليسار وقسم من حلفائه وتسببت في إلغاء اجتماع الحزب الاشتراكي مع الحكومة بشأن ميزانية الدولة لعام 2025 ؛ ما أدى بايرو إلى الدفاع عن نفسه وشرح موقفه أكثر إذ قال "إن فرنسا لم تتجاوز هذه العتبة لكن نحن نقترب منها"، مضيفا :"إن عددا من المدن والمناطق لديها حاليا هذا الشعور".
وفي هذا الصدد، يرى الوزير الفرنسي المكلف بشؤون أوروبا بينجامين حداد أن رئيس الوزراء لم يرتكب أي خطأ، قائلا : "تحدث رئيس الوزراء بوضوح وقال الأمور بصراحة"، مؤكدا أهمية أن يحترم الشخص الذي قدم إلى فرنسا للعمل، لغة وقواعد البلاد والاندماج فيها.
وتصريحات رئيس الوزراء بايرو لم تعجب قسما من حلفائه وأحزاب اليسار وخاصة الحزب الاشتراكي الذي كان في خضم مفاوضات مع الحكومة بشأن ميزانية الدولة، ولكنه قرر بعد هذه التصريحات تعليق جميع الاجتماعات المقررة مع الحكومة.
وفي هذا الصدد، يرى حداد أنه يتعين على الحزب الاشتراكي العودة إلى طاولة المفاوضات، قائلا: "بلادنا تحتاج إلى الوحدة والاستقرار وميزانية دولة، يجب على الجميع أن يتحلى بالمسؤولية "، مضيفا: "منذ البداية، كان الحزب الاشتراكي يتبنى موقفا بناء، وقدمت الحكومة تنازلات، فلنظل في هذا المنطلق والمضي قدما مع كل الذين يريدون تحمل المسؤولية".