شهدت قاعة "فكر وإبداع" (ضمن محور "كاتب وكتاب" ببلازا 1) ندوة ثقافية ناقشت كتاب "رحم العالم" للدكتورة شيرين أبو النجا، ضمن فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.

شارك في الحوار، د. مي التلمساني، الكاتبة ميرهان فؤاد، فيما أدار الندوة د. أحمد إبراهيم شريف، حيث يبحث الكتاب عن فكرة الأم، ومحاولة الوصول لتعريف لدورها الباقي في بقاء هذه الحياة.

في البداية رحب الدكتور أحمد إبراهيم شريف بالضيوف، موضحًا أن الدكتورة شيرين أبو النجا أستاذة في النقد والإبداع، وأن النقاد يركزون على قضايا هامة تستحق الاهتمام، وهذا ما فعلته الكاتبة.

أشار إلى أن الدكتورة شيرين تناولت في كتابها فكرة متعددة للأمومة، واختارت دراسة علمية مكونة من ١٤ فصلًا، مضيفًا أن الكتاب تضمن نماذج ونصوص مختلفة، مما زاد من فكرة البحث والاستكشاف، وأثار التساؤلات حول هذه الفكرة.

ومن جانبها قدمت الدكتورة شيرين أبو النجا الشكر للحضور وأهل غزة المتواجدين، وكذلك لخالد لطفي الناشر.

كما أوضحت أن فكرة الأم مقدسة جدًا، وأضافت أنها ابتعدت في كتابها عن التسطيح والكلام الإنشائي، داعية القارئ لتغيير مفهومه التقليدي للأمومة، مشيرة إلى أن لمصطلح الأم مفاهيم متعددة.

ومن جهتها أعربت الدكتورة مي التلمساني عن سعادتها بتواجدها بجانب صديقتها الدكتورة شيرين، مشيرة إلى أن الكتاب يعد واحدًا من أهم أعمالها في الموجز النقدي والأكاديمي، مؤكدة أنه قُدم بلغة سلسلة، وأن لديها العديد من الكتب الهامة.

أوضحت أنها استمتعت بقراءة الكتاب وتناولت الحديث عن بعض أعمالها الأخرى، وأشارت إلى أن كتاب "رحم العالم" يتميز بأسلوبه ولغته القريبة من الناس رغم كونه متخصصًا في النظرية النسوية.

أوضحت الدكتورة مي التلمساني أن الكتاب يتناول مبحث الأمومة في الثقافة العربية وكيفية تناولها في الثقافة الغربية، مؤكدة أن الكتاب يجعلنا نفكر بشكل أكاديمي وعلمي ومنهجي.

أضافت أن الدكتورة شيرين وضعت نقاط ارتكاز ممتازة، مشيرة إلى أنها استخدمت إشكالية الأمومة وكيف تتشكل اجتماعيًا وليس غريزيًا، وقامت بقراءة بعض النصوص من الكتاب لتوضيح ذلك.

أشارت الدكتورة مي إلى أن الكتاب يغير المفاهيم التقليدية والسلبيات المنسية عن فهم دور الأم، مضيفة أن الدكتورة شيرين وضعت شخصيات مختلفة من الشخصيات التاريخية والأدبية واستخدمت علاقة الطبقة والدين والمكان.

أوضحت أن الكتاب يقدم إضاءات كاشفة ويركز على منظور التعددية، مؤكدة أن الكتاب مُنجز في اللغة العربية وتتمنى أن يُترجم إلى لغات أخرى.

أما ميرهان فؤاد أوضحت أن الكتاب ساعدها في الإجابة على العديد من الأسئلة التي كانت تشغل جيلها، حيث كانت لديهم إشكالية في فكرة الأمومة وأعاد الكتاب تصحيحها.

أشارت إلى أن الكتاب جعل الأمومة محورًا لسؤال بحثي، وأنه يعبر عن اللغز الأنثوي بشكل كبير.

أوضحت أن فكرة الأمومة محملة بكمية من المجازات التي تضع عبئًا على الأم لتكون أما، مضيفة أنها شاركت مع الكاتبة في هذا العبء الكبير والتحرر منه.

وأكدت أن الكتاب عبارة عن بحث طويل يُلقي الضوء على فكرة الأمومة ويساعد الكتاب والباحثين في تغيير نظرتهم إليها.

واختتمت الندوة بمداخلة خاصة من الدكتورة سميرة توفيق، من جامعة القدس، تخصص لغة عربية، موضحة أن الأمومة لا تتمثل في الأم فقط، بل إنها تتجسد في كل شيء في حياتنا.

أضافت أن المرأة الفلسطينية قدمت كل ما هو غالٍ ونفيس، مشيرة إلى أن الأم دفعت الرجل إلى المقاومة.