رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


منصور مهني.. بين الإبراخيليا والإبداع الأدبي في معرض القاهرة الدولي للكتاب

30-1-2025 | 03:46


جانب من الندوة

في لقاء فكري حافل بالفكر والإبداع، احتضنت قاعة الشعر "بلازا 1" ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56 أمسية حوارية مميزة مع الكاتب والمفكر التونسي منصور مهني، أدارها الكاتب والروائي أحمد فضل شبلول، حيث تطرقا إلى تجربة مهني الأدبية والإعلامية، ومفهوم "الإبراخيليا" الذي كان الشاعر أحمد الشهاوي من أوائل المنتمين إليه.


افتتح أحمد فضل شبلول اللقاء بالتأكيد على المكانة الفكرية لمنصور مهني، الذي جمع بين الأدب الفرنسي، والنصوص الإبداعية الناطقة بالفرنسية، وقضايا الترجمة، بالإضافة إلى طرحه لمفاهيم حضارية مثل "الإبراخيليا"، التي استلهمها من فكرة فلسفية قديمة في فكر سقراط، وسعى لتطويرها بما يتماشى مع العصر الحديث.
وأشار شبلول إلى أن مهني لم يقتصر على الجانب الأدبي، بل لعب دورًا بارزًا في الإعلام الثقافي، حيث أشرف على عدة دوريات ثقافية وعلمية مثل مجلة "تيتس" و"محادثات" و"صوت المستقبل"، إلى جانب أبحاثه الأكاديمية حول التحولات الأدبية في المغرب العربي.


من جانبه، تحدث منصور مهني عن مسيرته، موضحًا أنه بدأ الكتابة الشعرية منذ سن الثالثة عشرة، وتوجه إلى الكتابة بالفرنسية وهو في الخامسة عشرة، لكنه تأخر في النشر حتى ثمانينيات القرن الماضي، مفضلًا تطوير نصوصه أولًا. وكانت مجموعته القصصية "جزاء سنمار" التي صدرت عام 1998 من أول أعماله المنشورة، تبعتها أعمال شعرية بالفرنسية، ثم المجموعة الشعرية العربية "شذرات شاعرة".
وعن ارتباطه بالإعلام، أشار مهني إلى أنه بدأ العمل الصحفي منذ مرحلة الثانوية، وعمل رئيسًا لتحرير صحيفة "لابريس"، إلى جانب تأسيسه لصحف إقليمية مثل "بلدتي صيدا الساحل"، مؤكدًا أن العمل الإعلامي يساعد الإنسان على اكتساب قيم أساسية في التعامل مع الآخر وفق مبادئ "الإبراخيليا".


تحدث مهني عن تجربته في الترجمة، مشيرًا إلى عمله على ترجمة رواية "الليلة الأخيرة في حياة محمود سعيد" لأحمد فضل شبلول، واستغرق العمل عليها ستة أشهر، كما قدم دراسات أكاديمية حول الكاتب ياسين كاتب. وشدد على أن الترجمة ليست مجرد نقل لغوي، بل عملية إبداعية تتطلب مهارات تأويلية وثقافية عميقة.
وفي سياق متصل، انتقد مهني الاعتماد المفرط على أدوات الترجمة الآلية مثل "جوجل ترجمة"، مشيرًا إلى أنها تفقد النصوص عمقها اللغوي والشعري، وتقضي على روح الإبداع، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي، رغم تطوره، لا يمكنه أن يحل محل الحس الأدبي والمهارات اللغوية لدى المترجم الحقيقي.

شهدت الأمسية تفاعلًا كبيرًا من الجمهور، خاصة مع حديث مهني عن الإبراخيليا كمفهوم نقدي وإبداعي، وعلاقتها بالنصوص المختزلة والموجزة، ما يفتح آفاقًا جديدة للحوار حول تطور الأدب والنقد في العصر الحديث.