أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، على موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية؛ وهو الموقف الذي أشار إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي في أكثر من موضع.

وأشار رئيس الوزراء إلى حديث الرئيس السيسي مع نظيره الكيني في وقت سابق اليوم، حيث أكد - بمنتهى الوضوح - موقف مصر الثابت في هذا الأمر تجاه القضية الفلسطينية، ووقوف مصر الكامل مع أشقائنا الفلسطينيين وحق الفلسطينيين في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهي ثوابت الموقف المصري؛ حيث كان تصريح الرئيس السيسي اليوم واضحا تماما في هذا الأمر.

ولفت مدبولي - خلال المؤتمر الصحفي عقب اجتماع الحكومة الأسبوعي اليوم - إلى نجاح مصر بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية في الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؛ وهو ما كان موضع تقدير داخل الأوساط العالمية والإشادة بجهد مصر مع الشركاء في قطر والولايات المتحدة في تحقيق هذا الأمر، موضحا أن مصر - منذ اللحظة الأولى وعلى مدار 15 شهر - بذلت جهودا مضنية لتحقيق هذا الأمر؛ وهو ما تحقق بتوفيق من الله.

وأشار مدبولي إلى أن مصر شرعت - بمجرد تطبيق وقف إطلاق النار - في إدخال المساعدات الإنسانية لأشقائنا في غزة، وكان في بداية هذا الأسبوع انطلاق واحدة من القوافل المهمة جدا من صندوق "تحيا مصر"، بالتعاون مع عدد من مؤسسات المجتمع المدني لأشقائنا في غزة، وبلغت أكثر من 305 شاحنات تحمل أكثر من 4 آلاف طن من المساعدات المختلفة؛ وهو جزء يسير من المساعدات التي أدخلتها مصر الفترة الماضية.

وانتقل الدكتور مصطفى مدبولي - بعد ذلك - للحديث عن بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيدا بهذه الخطوة التي تمثل شاهدا قويا على الجهود التي تبذلها الدولة المصرية للتهدئة بالمنطقة، ووقف دماء الأشقاء الفلسطينيين، مؤكدا - في الوقت نفسه - أن مصر ستواصل السعي بكل جدية لتنفيذ هذا الاتفاق بالكامل؛ سعيًا لحقن دماء الأشقاء الفلسطينيين وإعادة وصول الخدمات للقطاع.

وفيما يتعلق بمنتدي دافوس، أشار رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه على الرغم من كونه منتدى اقتصاديا إلا أن الجانب السياسي يطغي أحيانا وكانت النقاشات في الاجتماعات المغلقة مع القيادات والرؤساء والمسئولين على مستوي العالم، حول تأثير سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة على العالم؛ خاصة منطقة الشرق الأوسط وأوروبا.

ولفت مدبولي، إلى أنه أجرى اجتماعات ولقاءات مع العديد من الشركات العالمية، على هامش مشاركته في منتدى دافوس على مدار 3 أيام، حيث أبدت هذه الشركات اهتماما شديدا بالاستثمار في مصر، حيث ناقش مع هذه الشركات العديد من النقاط المهمة جدًا بشأن الاستثمار في مصر، ومنها مجموعة "فولفو" للسيارات بشأن تصنيع السيارات والشاحنات الكهربائية في مصر، وشركة "ميرسك" للشحن رؤية هذه الشركة والشركات الدولية الأخرى لعودة التجارة من خلال قناة السويس.

وأوضح مدبولي أنه التقى مع رئيس مجلس إدارة شركة "إيني" الإيطالية، الذي أكد أن الحفار الخاص بحقل ظهر عاد إلى مصر لاستئناف عمليات الحفر وزيادة الطاقة الإنتاجية بالحقل، كما أكد أن الإصلاحات التي قامت بها الدولة المصرية وسداد مستحقات الشركاء الأجانب؛ من شأنها أن تعود مصر في خلال عامين لتصدير الغاز، موضحًا أن رئيس شركة "إيني" توقع زيادة حجم الإنتاج من الغاز خلال عامين وتحقيق فائض في هذه السلعة الاستراتيجية المهمة.

وأشار رئيس الوزراء إلى توقيع اتفاقية اللجنة الاقتصادية المشتركة بين مصر وسويسرا - في سياق الاتفاقيات والشراكات بين مصر والدول المتقدم - حيث هدفت الاتفاقية إلى تعزيز العلاقة البلدين في مجالات التجارة والاستثمار والتنمية الاقتصادية.

وأوضح أنه ناقش مع رئيسة البنك الأوروبي لاعادة الإعمار، برامج البنك والرؤية المستقبلية لمشروعاته القادمة في مصر، كما كان هناك لقاء مع مديرة صندوق النقد الدولي، التي أكدت أن مصر تسير بصورة جيدة، وكان هناك لقاء مهم جدًا مع الشيخ محمد بن عبد الرحمن، رئيس وزراء قطر، ووزير الخارجية، وجرت مناقشة عديد من القضايا السياسية بحكم شراكة مصر مع قطر في مسألة الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مضيفا أنه ناقش مع نظيره القطري، مشروعات الاستثمار المشترك بين الدولتين خلال الفترة القادمة، وهناك أمل في أن تكون هناك خطوات تنفيذية في هذا الأمر.

وأشار رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، إلى أنه كان هناك لقاء مطول مع كل أعضاء اللجان الاستشارية المتخصصة أمس، وجرى عرض تصور الحكومة للعمل في هذه اللجان؛ اعتبارًا من الأسبوع المقبل، موضحًا أنه كان هناك حرص من الحكومة على إنجاح هذه المبادرة لأنها تعزز التواصل والتكامل بين الحكومة والقطاع الخاص لتحقيق الطفرة التنموية الاقتصادية التي نأمل بها خلال الفترة المقبلة.

وأوضح رئيس الوزراء - خلال المؤتمر الصحفي - أن الحديث لا يدور عن مدى متوسط أو بعيد بل فوري؛ إذ "أن هناك مستهدفات نسعى إليها كل عام؛ وهي مستهدفات يتفق عليها الجميع، وتشرع الدولة في تحقيقها مع القطاع الخاص، خلال الفترة المقبلة".

وأشار إلى أن مجلس الوزراء، ناقش - خلال اجتماعه اليوم - مسودة قانون مراكز المال والأعمال، وهذا الموضوع شديد الأهمية، لاسيما وأن دولا كثيرة جدًا نجحت من خلال إنشاء هذه النوعية من المراكز في جذب استمارات دولية، بأن تكون هذه المناطق مقار للعديد من الشركات العالمية في هذه الدول، وجرى تحقيق استثمارات أجنبية مباشرة بمئات المليارات من الدولارات، مشيرا إلى أنه كان هناك بعض الملاحظات حول القانون، وجرى الاتفاق على تقديم صورة نهائية بشأنه الأسبوع المقبل.

وحول جهود الحكومة في ضبط الأسواق والاستعدادات لاستقبال شهر رمضان المبارك، أشار مدبولي إلى اجتماع عقد مع الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ بداية الأسبوع؛ لمتابعة ما تم بشأن توافر السلع ومراقبة الأسواق، بحضور الجهات المعنية، مشددًا على أن الرئيس اطمأن على المخزون من السلع الاستراتيجية وخطة الدولة لطرح السلع خلال الفترة المقبلة.

وأشار مدبولي إلى أنه جرى خلال الاجتماع مع الرئيس السيسي، استعراض مبادرة "سوق اليوم الواحد"، كما تم عرض كل الخطط لتوفير السلع على مدار الـ6 أشهر المقبلة، موضحًا أن معارض "أهلا رمضان" ستبدأ في العمل واستقبال المواطنين؛ اعتبارًا من الأول من شهر فبراير المقبل، أي قبل شهر رمضان بفترة كافية لضمان استقرار السوق ووفرة السلع للمواطنين خلال الشهر الكريم.

وأوضح مدبولي، أن الرئيس السيسي كلف الحكومة بأن يتم وضع حزمة من الحماية الاجتماعية؛ وبالتالي يتم العمل بالشراكة مع وزير المالية ووزيرة التضامن الاجتماعي، والعديد من الوزراء، على صياغة برنامج للحماية الاجتماعية؛ تمهيدًا لإطلاقه.

ولفت رئيس الوزراء إلى أن الحكومة على وشك الانتهاء من صياغات هذا البرنامج، وبعد ذلك سيتم العرض على رئيس الجمهورية لأخذ التوجيهات منه حول حجم البرنامج ورؤية لهذا الأمر، مشيرًا إلى أن الحكومة تأمل أن يتم الإعلان قريبًا عن هذه الحزمة للمواطنين.

وأضاف مدبولي، أن الأطروحات التي تمت في الدولة خلال الفترة السابقة، تمت بإجراءات محوكمة تمامًا، وتلقى توافق على تقيم الأصول، وليست جهة واحدة التي تقوم بالتقييم بل بنوك استثمار متخصصة في هذا الشأن إلى جانب أجهزة الدولة نفسها، ومن ثم يتم العرض على مجلس الوزراء لاقرارها، موضحًا أن الخطوات التي تقوم بها الحكومة في عقود الطروحات تعرض على العديد من المؤسسات في الدولة؛ منها مجلس الدولة والهيئة العليا للتحكيم داخل وزارة العدل، ويعرض أيضًا على مجلس الوزراء في نهاية المطاف، ما يؤكد أن المسألة شديدة الحوكمة.

وحول الاكتشافات البترولية الجديدة، قال رئيس الوزراء إن الكشف جرى بصورة مبدئية، مشيرا إلى إعلان وزير البترول بأن الاحتياطيات المقدرة والسعة المبدئية القابلة للزيادة تبلغ 8 ملايين برميل، والإنتاج اليومي سيتجاوز 5 آلاف برميل، مشيرا إلى أن زيادة الاستكشاف يقابلها كميات أكبر؛ وهو ما يفتح آفاق إيجابية تجاه منطقة كانت تعتبر متقادمة؛ وبها آبار قديمة وبدأ إنتاجها يقل، لكن هذا الكشف يعيد - مرة أخرى - صياغة هذه المنطقة ويفتح الأمل لاستكشافات جديدة خلال الفترة القادمة.

وحول الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء غدا لدولة العراق، قال الدكتور مصطفى مدبولي إن الزيارة تأتي في اطار العلاقات الأخوية القوية بين مصر والعراق، وحرص القيادة السياسية في البلدين على زيادة ودعم العلاقات الثنائية خاصة العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مشيرا إلى أن اللجان في البلدين ستعقد اجتماعاتها غدا، وتشمل العديد من القطاعات وبمشاركة الوزراء في البلدين؛ لمناقشة التعاون في العديد من المجالات ومشروعات البنية الأساسية والتنمية العمرانية والخدمات والصناعة والنقل والاستثمار وقطاع الطاقة؛ وجميعها مشروعات للربط - على سبيل المثال - بين مصر والعراق والأردن في عدد من مشروعات البنية الاساسية والنقل.

وأضاف مدبولي أن هناك تواجدا قويا للشركات المصرية في مشروعات إعادة الإعمار في العراق، بجانب بحث وتبادل الآراء - خلال اللقاء مع رئيس الوزراء العراقي - بشأن التحديات التي تواجه المنطقة حاليا .