رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أدباء نوبل| البريطاني جون جالزورذي «صاحب المِلك»

31-1-2025 | 05:21


جون جالزورذي

همت مصطفى

جائزة «نوبل»، هي أشهر الجوائز العالمية في حقول الإبداع والخلق والابتكار المتنوعة، وعقب نيل الجائزة للفائزين بها يتعرف عليهم العالم أكثر ويحظون بشهرة واسعة عبر قارات العالم كله، مما يدفع بنا للبحث عن رحلتهم ومسيرتهم، وإسهاماتهم للبشرية وتنميتها وتطورها.

ومع قسم الثقافة، ببوابة «دار الهلال»، نحتفي معًا بحاصدي جائزة نوبل في الآداب لنسطر بعضًا من تاريخ إبداعاتهم ورحلتهم، من عقود كثيرة منذ بداية القرن بداية القرن العشرين، منح الجائزة لأول مرة في عام 1901 في فروع الكيمياء والأدب والسلام والفيزياء وعلم وظائف الأعضاء أو الطب.

نلتقى اليوم مع  جون جالزورذي «صاحب المِلك»

  يعد من أبرز الأدباء الإنجليز، وصاحب قضية إنسانية واجتماعية، أسس لها في كتاباته الأدبية من رواية ومسرح، ترك المحاماة من أجل تجارة الأعمال، ثم اتجه إلى الكتابة إنه  صاحب نوبل «جون جالزورذي»

الميلاد والنشأة

ولد جالزورذي في 14 من أغسطس علم 1867 ببلدة «كينغستون أبون تيمز» جنوب غرب لندن، وهو سليل عائلة إنجليزية عريقة، درس القانون بجامعة أكسفورد، وتخرج فيها عام 1890م، إلا أنه رفض أن يسلك طريق المحماة ذلك الطريق الذي أعده له والده مسبقًا، وقرر عوضًا عن ذلك العمل بالتجارة، فسافر إلى عدَّة دول من أجل عَقد صفقات تجارية وتنمية ثروة العائلة، وأثناء سفره إلى الخارج قابل الاديب البريطاني من أصول إيرلندية «جوزيف كونراد»، وكان هذا اللقاء هو البداية التي دفعت «جالزورذي» للكتابة والإبداع.

جمعت بين  «جالزورذي» وزوجة ابن عمه عِلاقة حب سرية، وقد بدأت تلك العِلاقة عام 1895م، وأدت في النهاية إلى زواجهما عام 1905م بعد أن وقع الطلاق بينها وبين ابن عمه، واستمر زواجهما حتى وفاة  «جالزورذي» .

الصندوق الفضي.. الانطلاقة الأولى

ألف  «جالزورذي» عدَّة قصص قصيرة، ونشرها تحت اسمٍ مستعرٍ، ثم اتجه للكتابة المسرحية، فقام بتأليف مسرحية «الصندوق الفضي» (The silver box)،  والتي مُثلت لأول مرة على مسارح لندن عام 1906، وحققت له شهرةً كبيرة، جعلته متميزًا بين أبناء جيله من كِبار أدباء بريطانيا آنذاك، مثل: «هربرت جورج ويلز، وجوزيف كونراد، وجورج برنارد شو»> 

مسرحية «الصندوق الفضي» كوميدية تدور أحداثها في ثلاثة فصولٍ، تحكي عن اختفاء علبة السجائر أو الصندوق الفضي الذي يوضع فيه السجائر، وكيف اختلف تعامل ابن السياسي الغني ورجل عاطل عن العمل مع هذا الموقف.

صاحــب المِــلك

ناقشت مؤلفات «جالزورذي»  الكثير من قضايا المجتمع، واتخذت من الأسرة محورًا لها، فيتحدث عن حقوق المرأة، والوضع الاجتماعي الأسرة، والتفاوت الطبقي الحاصل في بريطانيا، وغيرها من الموضوعات.

جائزة نوبل لماذا؟

وتعد روايته «صاحب المِلك» وهي الحكاية الأولى من السلسلة المُسمَّى «ملحمة أسرة فورسايت« المكونة من 16 جزءً، أشهر أعماله الأدبية والتي بسببها حصل على جائزة نوبل للآداب لعام 1932، حيث جاء في حيثيات المنح الصادرة عن الأكاديمية السويدية لذلك العام: «لفنه الروائي المتميز الذي يأخذ شكله الأعلى في «ملحمة أسرة فورسايت»، وقد تحولت هذه السلسلة فيما بعد إلى عددٍ من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية والإذاعية.

أعادت «دار الكرامة» سنة 2018 طبع هذه الرواية بترجمة الناقد الراحل محمد فريد الشوباشي، ومما جاء على غلاف هذه الطبعة: «عائلة فورسايت» هي إحدى عائلات الطبقة المتوسطة العليا التي كانت تمتلك كثيرًا من العقارات في بريطانيا في أواخر القرن التاسع عشر. تضطرب حياة «سومز فورسايت» وزوجته «آيرين» حينما يعهد «سومز» إلى المهندس الشاب «بوزيني» ببناء بيت له خارج المدينة، إذ يتعلق «بوزيني» بالجميلة «آيرين»، تطلب «آيرين» الانفصال ويرفض زوجها، فتتطور الأحداث، وتخرج عن سيطرة أبطالها بطريقة لم يكن أحد يتصورها، بسخرية ذكية، وبكثير من الرحمة أيضًا، يرسم «جالزورذي» صورة للمجتمع الإنجليزي الفيكتوري المخملي» .

مناصب ووظائف «جالزورذي»

 انتخب «جالزورذي» أول رئيس لنادي القلم من سنة 1921 حتى سنة 1932 ثم خلفه هربرت جورج ويلز، حصل على وسام الاستحقاق عام 1929م، وذلك بعد رفضه لقب فارس، بالإضافة إلى عضويته بـ «الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم».

مؤلفات جالزورذي

ومن مؤلفات الأديب «جالزورذي» .. «الهروب، شجرة التفاح، ثوب المهرج، زهر الظلام»، إإضافة إلى الترجمة العربية لمسرحيتين صدرا ضمن «سلسلة روائع المسرح العالمي» هما «اللعبة الغادرة» بترجمة: شوقي السكري، ومراجعة: فؤاد أندرواس، عدد رقم: 12، و«الابن الأكبر»  من ترجمة: حسن عبدالمقصود حسن، ومراجعة وتقديم: أحمد خاكي عدد رقم 53.

رحيل وأثر باق

حينما وصل إلى «جون جالزورذي» نبأ فوزه بــ «جائزة نوبل»، كان طريح الفراش فلم يحضر حفل تسلم الجائزة، وبعدها بستة أسابيع رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم  يوم 31 من يناير عام  1933، عن عمر ناهز 66 عامًا، و أُحرقت جثته بتوصيةٍ منه، وقامت الحكومة البريطانية، في وقت لاحقٍ، بتشييد نُصبٍ تذكاريٍ تكريمًا له، وسيبقى أثره باقيا في الأدب العالمي الحديث.