يحتفي أهل الطرب في مطلع شهر فبراير، بـ ذكرى رحيل كوكب الشرق، أم كلثوم، التي رحلت عن عالمنا في يوم 3 فبراير عام 1975، وهي واحدة من أعظم أيقونات الطرب في الوطن العربي، وكانت حياتها الفنية مليئة بالأعمال المميزة التي بدأت منذ طفولتها حيث غنّت في الموالد والأفراح مع والدها، قبل أن تنتقل إلى القاهرة في عام 1922، وتؤسس أول تخت موسيقي لها في عام 1926.

مرت سيدة الشرق، أم كلثوم، بعدة أزمات صحية كبيرة، كانت آخرها خلال سنوات من 1954 حتى 1971، حيث رحلت عن عالمنا بعد إصابتها بالفشل الكلوي.

هل ارتدت أم كلثوم النظارة السوداء مسايرة للموضة؟

حسب تصريحات صحفية سابقة لدكتور "أسامة حمدي" أستاذ الباطنة والسكر والغدد الصماء في جامعة هارفارد، أن أم كلثوم أصيب بمرض معروف بـ "جريفز"، الذي يؤدي إلى فرط نشاط الغدة الدرقية، موضحا أن أعراض هذا المرض تتضمن تضخم الغدة الدرقية وجحوظ العينين، وهو مرض مناعي لا يعرف له سبب واضح.

أضاف أن العلاج يتم حالياً باستخدام اليود المشع أو الجراحة لعلاج المضاعفات، إذ كان فرط نشاط الغدة الدرقية السبب وراء ارتدائها النظارة السوداء طوال حياتها، حيث يسبب المرض جحوظ العينين، وتهدل الجفون، وحساسية مفرطة للأضواء.

وأوضح أن هذا المرض مناعي، وفي تلك الفترة لم يكن هناك علاج غير الجراحة، ولكن أم كلثوم رفضت العلاج خوفاً من تأثيره على أحبالها الصوتية.

أم كلثوم تنتصر للجمهور على مرضها

أكدت المصادر الصحفية التي ناقشت مرض أم كلثوم، أنها فضّلت جمهورها على صحتها، واختارت أن تظل مريضة وتستخدم بعض العلاجات البسيطة للحفاظ على صوتها وحنجرتها، على الرغم من أن الجراحة قد تؤدي إلى فقدان صوتها أو تغييره بسبب تأثيرها على العصب المغذي للأحبال الصوتية.

إصابة أم كلثوم بالفشل الكلوي

في أحد الأيام أثناء بروفات أغنيتها "أوقاتي بتحلو معاك وحياتي بتكمل برضاك"، أصيبت أم كلثوم بمرض التهاب الكلى، مما حال دون إتمامها للأغنية، وسافرت إلى لندن لتلقي العلاج، وقبل رحيلها، طلبت من الشاعر صالح جودت أن يكتب أغنية بمناسبة نصر أكتوبر، وطلبت من الملحن رياض السنباطي تلحينها كي تغنيها في عيد النصر، لكنها توفيت قبل أن تحقق ذلك.

في عام 1971، بدأت صحتها تتدهور بشكل ملحوظ، مما دفعها إلى التوقف عن تقديم الحفلات، وكانت أغنيتها "ليلة حب" هي آخر ما غنته في 17 نوفمبر 1972، وفي 21 يناير 1975، كانت حالتها الصحية قد تدهورت بشكل خطير بسبب مشاكل متعددة في كليتيها.

ورغم سنوات من العلاج، رفضت الإقامة في المستشفى، حيث كانت تقول: "لو ذهبت للمستشفى، فسوف أموت هناك"، وكانت أخبار مرضها تتصدر الصحف، بينما كانت الإذاعة تبث تقارير عن حالتها الصحية، وقد عرض العديد من الناس التبرع بالدم لها.

توفيت أم كلثوم يوم الاثنين 3 فبراير 1975 في الساعة الرابعة مساءً بسبب قصور في القلب، عن عمر يناهز 76 عامًا، في القاهرة، وتم تشييع جنازتها في مسجد عمر مكرم وسط القاهرة، وقد كانت جنازتها واحدة من أضخم الجنازات في العالم، حيث يقدر عدد المشيعين بين 2 إلى 4 مليون شخص.