رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


السفيرة هبة المراسي: العلاقات المصرية الهندية ليست وليدة اللحظة

30-1-2025 | 21:15


جانب من الندوة

دعاء برعي

في إطار فعاليات الدورة الـ 56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، استضافت القاعة الدولية "بلازا 2" ندوة متميزة بعنوان "الهند: خلاصة تجربة الصعود الاقتصادي"، والتي شهدت حضور نخبة من الشخصيات الدبلوماسية والإعلامية. 

شارك في الندوة السيدة سوماشا، القائم بأعمال سفارة الهند في مصر، والسفيرة هبة المراسي، سفيرة مصر السابقة لدى الهند، وأدارتها الإعلامية هدى عبد العزيز.

افتتحت الإعلامية هدى عبد العزيز الندوة مؤكدةً على عمق العلاقات التاريخية بين الحضارتين المصرية والهندية، مشيرةً إلى أهمية التبادل التجاري والثقافي بين البلدين، والذي يمتد عبر العصور.

من جهتها أوضحت السفيرة هبة المراسي أن العلاقات المصرية الهندية ليست وليدة اللحظة، بل تضرب بجذورها في عمق التاريخ، مشيرةً إلى أن التعاون الحديث بين البلدين تعزز عبر الزعيمين جمال عبد الناصر وجواهر لال نهرو من خلال تأسيس حركة عدم الانحياز. 

كما أكدت أن الزيارات الرئاسية المتبادلة، لا سيما زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الهند في 23 سبتمبر 2023، جاءت بدعوة من رئيس الوزراء الهندي وأسفرت عن تعزيز التعاون الاستراتيجي والاقتصادي بين البلدين في مختلف المجالات.

وأضافت المراسي أن أحد أهم عوامل نجاح التجربة الاقتصادية الهندية يتمثل في تطوير التعليم، حيث تمتلك الهند جامعات عالمية مثل معهد الهند للتكنولوجيا (IIT)، مشيرةً إلى وجود مباحثات لإنشاء فرع للجامعة في مصر.

كما أكدت أن الهند تعد من أكبر الاقتصادات الناشئة عالميًا، وهو ما يعزز فرص التعاون الاقتصادي بين البلدين، خاصة في مجال الطاقة المتجددة. وأشارت إلى أن هناك اتفاقًا بين القاهرة ونيودلهي لرفع حجم التعاون الاقتصادي إلى 12 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، وهو ما يمثل ضعف حجم التعاون الحالي.

وتطرقت السفيرة السابقة إلى أهمية التعاون الثقافي والسياحي بين البلدين، مؤكدةً فخرها بتنظيم مهرجان "مصر على ضفاف نهر الجانج" خلال فترة جائحة كورونا، والذي حقق نجاحًا كبيرًا وشهد إقبالًا واسعًا من الجمهور الهندي. 

كما أشارت إلى جهودها في تعزيز التعاون في مجال السينما من خلال تشجيع تصوير الأفلام الهندية في مصر لدعم السياحة المصرية.

من جانبها، أكدت سوماشا، القائم بأعمال السفارة الهندية، أن العلاقات المصرية الهندية تمتد لتشمل مختلف المجالات، مشيرةً إلى أن السفارة الهندية نظمت مسابقة للرسم داخل مصر، شارك فيها نحو 32 ألف تلميذ من 15 محافظة، مما يعكس عمق الروابط الثقافية بين البلدين.

كما أشارت إلى أن الهند تعد أكبر دولة من حيث عدد السكان، وفقًا لإحصاءات أبريل الماضي، حيث تضم 122 لغة رسمية وأكثر من 1600 لغة ولهجة، موضحةً أن اللغة الهندية يتحدث بها نحو 600 مليون شخص، مما يجعلها ثالث أكثر اللغات انتشارًا عالميًا.

وأضافت أن الهند تعد "سلة غذاء" لعدد من الدول، بما في ذلك مصر، حيث تصدر لها القمح والأرز، كما استعرضت الإصلاحات الاقتصادية الهندية منذ عام 1991، والتي أدت إلى تعزيز بيئة الاستثمار وتسهيل الإجراءات أمام المستثمرين المحليين والدوليين.

وأشارت إلى أن 850 مليون شخص في الهند يستخدمون الإنترنت، مما يجعلها من بين الدول الرائدة في المجال الرقمي، إلى جانب مبادرات صناعية كبرى مثل "اصنع في الهند".

كما سلطت سوماشا الضوء على التركيبة السكانية في مصر والهند، مشيرةً إلى أن 60% من سكان مصر و65% من سكان الهند تحت سن الثلاثين، مما يجعلهما من أكثر الدول امتلاكًا للقوى العاملة الشابة المطلوبة عالميًا.

في ختام الندوة، أكدت هبة المراسي على أهمية التعاون بين البلدين في مجال الطاقة الشمسية، مشيرةً إلى أن هذا التعاون يعود إلى بدايات العمل في هذا المجال، كما تطرقت إلى الجهود المشتركة في مجال التعليم والتدريب الدبلوماسي بين المعاهد الدبلوماسية المصرية والهندية.