العملات المصرية الورقية| مسجد أبو حريبة علي آخر إصدار للعملة الورقية فئة «الـ 50 جنيه»
شهدت العملات والأوراق المالية على مر التاريخ رموزًا وشخصيات بارزة من زعماء وأدباء ومفكرين، وسلطت الضوء في تصميماتها على إنجازاتهم وإسهاماتهم في مختلف المجالات.
ونستعرض خلال السطور القادم التطورات والتغييرات العديدة التي شهدتها "الخمسين جنيهًا" المصرية في تصميمها، وتجسد تاريخها العريق وتطورها المستمر.
اتخذت العملة الورقية، فئة «الـ 50 جنيه» عام 1952م نفس شكل الإصدار السابق عام 1949م، مع بعض التغيرات البسيطة، رُسم على وجه العملة يمينًا توت عنخ آمون، ويسارًا معبد الرامسيوم، أما على ظهر العملة فرُسم في الخلفية مسجد محمد علي، وفي المقدمة مجموعة من آثار قرافة المماليك: قرافة جلال الدين السيوطي أو قرافة السيدة عائشة، أما الآثار من اليسار فهي: قبة القرافي، قبة سودون العجمي، قبة الصوابي، خانقاه قوصون، ضربح السيدة "خوند أردوكين"، والتربة السلطانية.
رُسم على وجه الإصدار الجديد للعملة من عام 1993م إلى وقتنا هذا مسجد أبو حريبة، وعلى ظهر العملة يمينًا معبد حورس بإدفو، ويسارًا قرص الشمس المجنح، أسفله مركب فرعوني.
أمر الأمير سيف الدين قجماس الإسحاقي، ببناء مسجد أبو حريبة عام1480م، وهو أحد أمراء المماليك، خدم مع السلطان جقمق، ثم ترقى في الخدمة مع السلطان الظاهر خشقدم، شغل عدة وظائف كبيرة في النصف الثاني من القرن الخامس عشر الميلادي، إلى أن صار أميرًا خورًا كبيرًا ويعني "المشرف على اصطبلات السلطان" في عهد الملك الأشرف قايتباى، وهو أحد المساجد الهامة التي أُنشأت في هذا العصر، وتنحصر أهميته في دقة الصناعات المختلفة الموجودة به.
دفن منشئ المسجد الأمير سيف الدين قجماس بالشام عام 1487م، ولكنه لم يدفن في المقبرة التي أعدها لنفسه تحت القبة بجامعه، أما قبة المسجد فدفن بها الشيخ أحمد الشنتناوي المصري، الشهير بأبو حريبة، واشتهر الجامع لدى العامة باسم جامع أبو حريبة نسبة إلى هذا الشيخ.
يتصل رمز الشمس المجنحة أو قرص الشمس المجنح، بحضارات الشرق الأدنى القديمة في منطقة الهلال الخصيب، خاصتًا في بلاد الرافدين ومصر القديمة، ويعتبر من أقدم الرموز على وجه الأرض، يمثل في الحضارة الآشورية الإله "شمش"، ويظهر في العديد من النقشات الآشورية والبابلية والفارسية، كما يوجد أيضًا في النقوش الهيروغليفية في الحضارة الفرعونية مع أجنحة حورس، حيث يمثل السلطة المطلقة لإله الشمس، وقد وصل حتى إلى الأناضول باعتباره رمزًا للملوك.