رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


المفتي: الشريعة سبقت المفهوم المعاصر لـ"التنمية المستدامة" في كل المجالات

31-1-2025 | 18:13


المفتي

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن الإسلام قدّم دعوة قوية لتحقيق الاعتدال والتوازن في جميع مجالات الحياة، بما في ذلك الاقتصاد والاجتماع والبيئة.

وقال مفتي الديار المصرية، خلال حوار مع الدكتور عاصم عبد القادر، ببرنامج "مع المفتي"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة: "في الجانب الاقتصادي، نجد دعوة في القرآن الكريم لتحقيق التوازن بين التوفير والإفراط في الإنفاق، حيث قال الله تعالى: "وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا"، كما حثنا على الاعتدال في الإنفاق وضرورة تجنب الإسراف".

وأضاف مفتي الديار المصرية أنه في التنمية الاجتماعية، تسعى التنمية المستدامة إلى إقامة منظومة قيم أخلاقية تحكم العلاقات بين الناس وتمنع التنازع والخلاف الذي قد يؤدي إلى تعطيل الهدف الأسمى من التنمية، وهو البناء والعمران، لافتا إلى أن الشريعة الإسلامية تهدف إلى تقوية العلاقات بين الناس من خلال منظومة قيمية وأخلاقية تضمن احترام الحقوق والواجبات، وهذا يتماشى تمامًا مع مفاهيم التنمية المستدامة التي تستند إلى تعزيز التفاهم الاجتماعي.

وتابع: "الشريعة قد سبقت المفهوم المعاصر للتنمية المستدامة من خلال رؤيتها المتكاملة التي تراعي مصالح الأفراد والجماعات على المدى الطويل، والشريعة نظرت إلى الإنسان ككائن اجتماعي لا يمكن أن يعيش في عزلة عن غيره، لذا فإن التعايش الاجتماعي يتطلب وجود ضوابط أخلاقية للحفاظ على استقرار المجتمعات".

وأوضح أن التنمية المستدامة تتطلب رؤية مستقبلية، وهي أحد الأبعاد التي تشترك فيها الشريعة الإسلامية مع هذا المفهوم، حيث حثّت النصوص الدينية على الاهتمام بالمستقبل، سواء كان ذلك في الدنيا أو في الآخرة، كما جاء في قوله تعالى: "وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ"، لافتا إلي أن النظرة المستقبلية في الشريعة لا تقتصر على الآخرة فقط، بل تشمل الحياة الدنيا أيضًا، ما يعكس اهتمام الشريعة بالتخطيط للمستقبل وبناء استدامة المجتمعات.

كما تطرق فضيلة المفتي إلى الجانب البيئي من التنمية المستدامة، مؤكدًا أن الإسلام قد نظر إلى البيئة باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من المقاصد الشرعية، موضحا أن الشريعة الإسلامية أولت اهتمامًا بالغًا بالبيئة، حيث تعتبر المحافظة على الطبيعة جزءًا من تحقيق مقاصد الدين، بدءًا من حفظ النفس والمال وصولًا إلى الحفاظ على النباتات والحيوانات، وسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن إيذاء المخلوقات، بل غضب عندما رأى أصحابه يحرقون قرية من النمل، قائلاً: 'لا يعذب بالنار إلا رب النار'.

وشدد الدكتور نظير عياد، على أن التنمية المستدامة، في الإسلام ليست مجرد مصطلح معاصر، بل هي جزء من رؤية شاملة تأخذ في اعتبارها جميع جوانب الحياة البشرية من الأخلاق إلى الاقتصاد إلى البيئة،لافتا إلى أن العلاقة بين المقاصد الشرعية والتنمية المستدامة علاقة وثيقة، والشريعة الإسلامية سبقت مفاهيم التنمية المستدامة المعاصرة من خلال نظرتها المتكاملة التي تراعي مصالح الأفراد والمجتمعات على حد سواء.