رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


في ذكرى رحيلها الـ50.. ما سبب منع كوكب الشرق نشر أغنيتين من أعمالها؟

1-2-2025 | 10:59


أم كلثوم

لؤلؤة النجمي

تربعت كوكب الشرق على عرش الموسيقى العربية حيت تركت أثرًا كبيرًا في قلوب محبيها اللذين خاضوا معها رحلة فنية مميزة في أعماق الطرب الأصيل، فهي سيدة الغناء العربي أم كلثوم، ورغم تلك المكانة إلا أن مسيرتها الفنية بها بعض القرارات الجريئة التي اتخذتها بنفسها، ومنها منع بعض أغانيها من النشر فكيف لشخصية بحجم كوكب الشرق أن تقرر منع أغنيتين من أعمالها؟ وما السر وراء هذه القرارات؟.

كانت السيدة أم كلثوم معروفة بانتقائها الدقيق للأغاني التي تقدمها، حيث كانت تهتم جدا بكلمات الأغنية والملحنين الذين تتعاون معهم حيث كانت تختار بعناية الشاعر الذي سيكتب لها الأغنية، كذلك كانت أم كلثوم تدرك تمامًا إمكانيات الملحنين المختلفين، وتعرف الأسلوب الموسيقي الذي يميز كل منهم، مما جعلها دائمًا تبدأ بروفات الأغنية بعد أن تكون مقتنعة تمامًا بالكلمات واللحن.

إلى جانب حرصها الشديد على اختيار ما يناسب فنها، كانت أم كلثوم أيضًا حريصة على اتخاذ قرارات دقيقة بشأن أعمالها الفنية من أبرز هذه القرارات منعها لأغنيتين من أعمالها.

الأغنية الأولى كانت "الخلاعة والدلاعة مذهبى"، وهي أغنية سجلتها في بداياتها الفنية في ذلك الوقت، كانت هناك موجة من الأغاني الهابطة التي كانت تحظى بشعبية، وكان من بينها العديد من الأعمال التي كتبها الشاعر يونس القاضي واكتشفت أم كلثوم أن الأغنية لا تتناسب مع صورتها الفنية، قررت سحب الأسطوانة من الأسواق، وعوضت الشركة المنتجة ثم قام الشاعر أحمد رامي بتعديل الكلمات لتصبح "الخفافة واللطافة" بدلاً من "الخلاعة والدلاعة"، لتناسب صورة أم كلثوم أمام الجمهورها.

أما الأغنية الثانية فكانت"غريب على باب الرجاء"، التي كانت جزءًا من برنامج غنائي بعنوان "عازفة الناي" أو "رابعة العدوية" كان هذا البرنامج من تأليف الشاعر طاهر أبو فاشا، و قررت أم كلثوم ان تقوم بغناء ست قصائد دينية تتحدث عن حياة رابعة العدوية لكن عندما وصلت بروفات الأغنية إلى مرحلة التسجيل، ادرك المخرج عثمان أباظة أن اللحن الذي وضعه الملحن كمال الطويل لا يتناسب مع الحالة الدينية للأغنية، والتي كان يفترض أن تعبر عن حالة روحية عميقة ، فقررت أم كلثوم منع الأغنية، رغم أنها كانت قد سجلتها بالفعل .

على الرغم من قرار منع الأغنية، تم اطلاق سراحها بعد وفاة أم كلثوم، ليكتشف محبوها أنها كانت من أجمل أعمالها الدينية، وأنها قد تكون إضافة رائعة لمسيرتها الفنية لو كانت قد أذيعت في وقتها، في النهاية، أصبحت "غريب على باب الرجاء" من روائع كمال الطويل، وأصبحت تُعتبر من الأعمال الفنية التي لم يكن هناك سبب مقنع لمنعها في ذلك الوقت.

تُظهر هذه القرارات التي اتخذتها أم كلثوم مدى حرصها على تقديم فن يتناسب مع قيمتها الفنية وصورتها العامة فقد كانت دائمًا تتخذ قرارات دقيقة وواعية لضمان أن كل عمل تقدمه يظل جزءًا من إرثها الفني العظيم، حتى لو تطلب الأمر بعض التضحية أو تعديل في مسار الأعمال التي كانت قد سجلتها بالفعل.