تكون السماء الليلة على موعد مع اقترانين بديعين، فمن ناحية يكون كوكب "المشتري" مقترناً مع نجم "الدبران"، ومن ناحية أخرى يكون القمر مقترناً مع كوكب الزهرة، في مشهدين يُرصدان بالعين المجردة.

المشتري مع الدبران

يرصد كوكب "المشتري"، الليلة، مقترنًا مع نجم "الدبران" ألمع نجم في برج الثور بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل، حيث سيظلا مرئيان للعين المجردة السليمة حتى بدء غروب المشهد في الـ 2:10 بعد منتصف الليل.

ويقصد بمصطلح الاقتران، اقتراب جرم سماوي من جرم سماوي آخر في حدود عدد من الدرجات القوسية عندما يتم مشاهدتهما من الأرض، وهو اقتراب زاوي ظاهري غير حقيقي ليس له علاقة بالمسافات، أما المسافة الحقيقة بينهما فهي كبيرة تقدر بمئات الملايين أو المليارات من الكيلومترات.

وجزئيًا، يُعد "الدبران" أحد أسهل النجوم للعثور عليه في الليل، بسبب سطوعه ومكانه في السماء، فإذا ما تم تتبع نجوم حزام الجبار الثلاثة من اليسار إلى اليمين في نصف الكرة الشمالي، أو من اليمين إلى اليسار في نصف الكرة الجنوبي، فإن أول نجم سوف يعثر عليه سوف يكون الدبران.

ويظهر الدبران كألمع نجم في عنقود القلائص النجمي المفتوح، والذي يُشكل رأس الثور ضمن كوكبة الثور، لكن في الحقيقة، الدبران يقع بمحض الصدفة في مرأى البصر بين الأرض والقلائص، حيث أنه لا يقع فعليًا في العنقود بل يظهر كذلك فقط، ويبلغ بُعد العنقود أكثر من ضعف بُعد الدبران عن الأرض.

القمر بجانب الزهرة

وتزامنًا مع ذلك، يرى القمر مقترنًا مع كوكب الزهرة في ظاهرة مشاهدة بالعين المجردة، حيث سيفصل بينهما حوالي ثلاث درجات.

ويشير خبراء الفلك إلى أن "الزهرة" يقدم متعة كبيرة للراصدين، سواء من ناحية الاستمتاع بجمال السماء أو من ناحية دراسة علم الفلك بشكل أكثر عمقًا، ولذلك، فإن رصد الزهرة هو نشاط ممتع ومفيد.

مشاهدة الظواهر الفلكية

وتعتبر الحقول الزراعية والسواحل والصحاري والجبال بشكل عام، أفضل الأماكن لمشاهدة الظواهر الفلكية، وفي حال استخدام منظار أو تلسكوب صغير سوف تبرز المزيد من التفاصيل.

تجدر الإشارة إلى أن عين الإنسان تحتاج لحوالي 20 دقيقة لتتكيف مع الظلمة، وتجدر الإشارة إلى أن رصد الأحداث والظواهر الفلكية ليس لها أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض باستثناء كسوف الشمس، حيث أن النظر إليه بالعين المجردة يضر العين جدًا. أما باقي الظواهر والأحداث الفلكية فمشاهداتها ممتعة ويحبها هواة الفلك والمهتمين بعلوم الفلك والفضاء لمتابعتها وتصويرها.