رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


وسط حالة مزرية للأسرى الفلسطينيين.. إتمام الدفعة الرابعة من صفقة التبادل في قطاع غزة

1-2-2025 | 16:52


جانب من تسليم القسام للأسرى

محمود غانم

"تفرج عنهم اليوم وتتوعدهم بالقتل فيما بعد".. هكذا تتعامل إسرائيل مع الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم، ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذين مارست عليهم عمليات من التنكيل والتعذيب طوال سنوات مكثهم في غياهب السجون.

 

الدفعة الرابعة من صفقة التبادل

وأفرجت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم السبت، عن ثلاث أسرى إسرائيليين، هم: عوفر كالدرون، كيث شمونسل سيجال، ياردن بيباس، حيث سلمتهم  للجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة، وذلك ضمن الدفعة الرابعة من صفقة التبادل في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

وتمت عملية التسليم في ميناء مدينة غزة شمالي القطاع، وسط حضور مئات الفلسطينيين وانتشار مكثف لعناصر "القسام"، التي نصبت صورًا لقادتها الذين قتلتهم إسرائيل خلال حرب الإبادة التي استمرت لأكثر من 15 شهرًا.

ومن جانبها، قالت حركة حماس، إنه رغم الظروف القاسية حرص الجناح العسكري على توفير الرعاية الصحية اللازمة للأسير الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية كيث شمونسل سيجال، الذي يعاني من عدة أمراض.

وذكرت حماس، أن "عملية تسليم الأسرى الإسرائيليين، التي جرت اليوم أمام منصة تحمل صور القادة الشهداء، هي رسالة عهد ووفاء تفيد بأن رجال القسام باقون وسيكملون المشوار".

وفي مقابل ذلك، تفرج إسرائيل من جانبها عن 183 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم 18 محكومًا بالمؤبد، و54 من ذوي الأحكام العالية، و111 من فلسطينيي غزة المعتقلين بعد السابع من أكتوبر 2023.

 

تعذيب الأسرى الفلسطينيين

وفي غضون ذلك، أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عن غضبها إزاء الطريقة التي تعاملت بها إسرائيل مع أسرى فلسطينيين خلال إطلاق سراحهم، اليوم السبت، من سجن "كتسيعوت"، بحسب ما أوردته صحيفة "هآرتس" عن مصدر أمني.

ووفقًا للمصدر ذاته، فإن أكثر ما أثار غضب المنظمة الأممية هو اقتياد الأسرى الفلسطينيين بعد رفع أيديهم المكبلة بالأصفاد خلف رؤوسهم، وهو وضع مؤلم.

وأوردت الصحيفة العبرية صورة لسوار حول معصم أحد الأسرى وعليه عبارة بالعربية "الشعب الأبدي لا ينسى، أطارد أعدائي وأدركهم"، وهو ما يشير إلى عزم إسرائيل اغتيال أو ملاحقة الأسرى المحررين وإعادة اعتقالهم مجددًا.

وبالفعل، أظهر عدد من الأسرى المفرج عنهم، اليوم، سوارًا أجبرهم جيش الاحتلال الإسرائيلي على ارتدائه، يحمل تلك العبارة، وأخرى كتب عليها "الشعب الإسرائيلي أبدي".

اتصالًا بذلك، أكدت حركة حماس على أن خروج عدد من الأسرى الفلسطينيين، اليوم، من سجون الاحتلال إلى المستشفيات لتلقي العلاج جراء عمليات التنكيل والتعذيب يؤكد بشاعة ما يتعرضون له، معتبرة ذلك جرائم حرب، تستدعي تدخلًا فوريًا من المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية لوقفها، ومحاسبة مرتكبيها.

بدوره، أفاد نادي الأسير الفلسطيني، بأن "منظومة السجون الإسرائيلية اعتدت بالضرب المبرح على الأسرى قبيل الإفراج عنهم، واستمر ذلك لأيام بحسب العديد من إفاداتهم، وأدت في بعض الحالات إلى إصابات بكسور في الأضلاع".

وشدد على أن "الاحتلال يمارس إرهابًا منظمًا بحق المحررين وعائلاتهم، من خلال عدة أساليب، أبرزها الضرب المبرح الذي طال المحررين، والتهديدات التي وصلت إلى حد القتل في حال تم تنظيم أي حفل استقبال".

وأكد على أن "الاحتلال يسعى من كل ما يقوم به، لاستهداف رمزية الأسير الفلسطيني في الوعي الجمعي الفلسطيني، وضرب أي صورة يمكن أن تعزز هذه الرمزية، إلى جانب رغبته بالانتقام حتى بعد تحررهم".

وفي الـ19 من يناير الجاري، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل حيز التنفيذ، موقفًا حرب الإبادة الإسرائيلية التي أوقعت أكثر من 158 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

ويتكون اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى من ثلاث مراحل مدة كل منها 42 يومًا، وتشمل المرحلة الأولى انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بالسكان، وإعادة فتح معبر رفح للمساعدات من اليوم الأول ولخروج المرضى في اليوم السابع، كما تشمل الإفراج تدريجيًا عن 33 إسرائيليًا محتجزًا بغزة سواء الأحياء أو جثامين الأموات مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، تقول مصر إنهم 1890 أسيرًا.

أما المرحلة الثانية من الاتفاق، فتتعلق بعودة الهدوء المستدام التام، وتبادل أعداد أخرى من الأسرى والمحتجزين، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل إلى خارج غزة.

وبالنسبة للمرحلة الثالثة، فتركز على بدء خطة إعادة إعمار غزة على مدى ثلاث إلى خمس سنوات، وتبادل جثامين ورفات الموتى الموجودة لدى الطرفين، وفتح جميع المعابر والسماح بحرية حركة الأشخاص والبضائع.