رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


معرض الكتاب يناقش "أحمد مستجير والصيغة الرياضية لعروض الخليل"

1-2-2025 | 23:20


جانب من الندوة

استضافت القاعة الرئيسية بمحور شخصية المعرض ندوة بعنوان "أحمد مستجير والصيغة الرياضية لعروض الخليل"، حيث حضرها كل من: الدكتور أحمد عفيفي، أستاذ ورئيس قسم بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، ودكتور حسام جايل، أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية بكلية الألسن جامعة الأقصر، فيما أدار الندوة الدكتور أحمد الشيمي، مدرس بقسم النحو والصرف والعروض بكلية دار العلوم جامعة القاهرة.
في بداية الندوة، شكر أحمد الشيمي القائمين على معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56 على اختيارهم الدكتور أحمد مستجير ليكون شخصية العام، مؤكدًا أن هذا الاختيار يحمل رسالة كبيرة ومهمة للشباب الذين يترددون على المعرض، ومن أبرز تلك الرسائل أن الدولة المصرية تحتفي وتخلد ذكرى علمائها عبر التاريخ.
وأوضح الشيمي أن الرسالة الثانية تتعلق بـ"رمزية مستجير"، حيث أن بعض الشباب يجدون صعوبة في تحديد طريقهم، ويحتارون هل يسلكون طريق الموهبة أم طريق العلم، لكن أحمد مستجير قدم نموذجًا يحتذى به في هذا السياق، فهو أستاذ في علوم الهندسة الوراثية، ومع ذلك سلك طريق الإبداع والفن، ولم يكتفِ بذلك بل أحدث سبقًا في هذه العلوم.

من جانبه، قال دكتور حسام جايل إن أحمد مستجير عالم كبير، وعلمه قوي للغاية، وقد نجح في حل إشكالية كبيرة تتعلق بالعلاقة بين العلمية والأدبية، فقد شاع بين الناس أن العلم مخصص لمن يفهم، بينما الأدب مخصص لمن يحفظ، وهو أمر غير صحيح، فالأمر هو تكامل بين النوعين.
وأضاف أن الدكتور مستجير كان يتمتع بعقلية إبداعية، حيث كان أستاذًا في علم الهندسة الوراثية ويكتب الشعر في الوقت نفسه.
وأشار "جايل" إلى أن مستجير بدأ يكتب مقالات منذ أواخر السبعينات حتى بداية الثمانينات، وكان له كتاب بعنوان "مدخل رياضي إلى عروض الشعر العربي"، حيث لم يهدف في كتابه إلى تبديل عروض الخليل، بل كان يهدف إلى تقديم معادلات رياضية لعروض الخليل.
وأوضح أن عقلية الخليل بن أحمد كانت عقلية رياضية بحتة، فقد قدم أول معجم في اللغة العربية وهو معجم "العين"، ثم قدم علم العروض. كما أشار إلى أن بعض الملحنين استخدموا العروض في تلحين الشعر، مشيرًا إلى أغنية "الأطلال" لأم كلثوم كمثال.
وتابع "جايل" قائلاً: "بعد أن أقر أحمد مستجير أن الخليل كان يمتلك عقلية رياضية، أراد أن يقدم طريقة رياضية لحوسبة عروض الخليل، حيث قال مستجير إنه لم يعتمد الفواصل بل أخذ السبب، ورمز للمتحرك بواحد والسكون بخمسة"، موضحًا أن أكبر بيت شعري يتضمن 12 سببًا، مما يؤدي إلى 7 تفعيلات، 4 تفعيلات رباعية و3 تفعيلات ثلاثية. واستشهد في حديثه ببيت شعر لإيليا أبو ماضي، مشيرًا إلى الأبحر الصافية والأبحر المركبة.

من ناحيته، عبر أحمد عفيفي عن تمنيه في أن تكون أسرة الدكتور أحمد مستجير حاضرة في هذه الندوة، لكنه علم أنهم كانوا موجودين في اليوم الأول، كما وجه شكره لإدارة المعرض ووزارة الثقافة لاختيارهم هذه الشخصية العظيمة، مشيرًا إلى أن أحمد مستجير ليس شخصية مصرية أو عربية فحسب، بل هو شخصية عالمية، قدم نموذجًا رائعًا في العلوم التطبيقية، وأسهم في تطوير نظريات في الهندسة الوراثية.
وأشاد بتعدد مواهب مستجير في العلوم التطبيقية والإنسانية والعروض والإبداع أيضًا. كما شكر الدكتور أحمد سمير سعد، الذي ألف عدة كتب عن أحمد مستجير رغم أنه لم يلتقِ به، مضيفًا أنه أعطاه ديوانين لم يجدهم عند أي شخص آخر.
ثم طرح "عفيفي" سؤالًا مهمًا: هل ما فعله مستجير في العروض الرقمي هو وسيلة أم غاية، وتابع بالحديث عن التطورات الكبيرة التي نشهدها اليوم، مثل التطبيقات الإلكترونية والذكاء الاصطناعي، الذي تخطى فكرة الكتابة على أوزان شعرية معينة، ليصل إلى ما يشعر به الشاعر.
كما تطرق إلى ملامح نظرية أحمد مستجير، قائلًا إنها تمزج بين التفاعيل من خلال قواعد رياضية تنتج خصائص تتقبلها الأذن العربية، وكان مستجير يربط بين النظام الرقمي والشعري، مشيرًا إلى أن فهم العروض يتطلب توحد الشاعر الفنان مع الرياضي. وأكد عفيفي أن هذا يدل على عقلية جبارة تمزج بين العلوم.
وأضاف "عفيفي" أن مستجير كان معجبًا جدًا بالخليل لدرجة أنه قال إن علم العروض سمي بـ"علم العروض" لأنه يعتمد على التفعيلة الأخيرة في الشطر الأول، وهي الأساس الذي تُبنى عليه القصيدة.
وتابع: "رأى مستجير أن رؤيته يمكن أن تقدم منظورًا مختلفًا لموسيقى الشعر، وكان حريصًا على مقارنة ما فعله مع ما فعله آخرون مثل طارق الكاتب، وكان يرى أن بحور الشعر هي تراث غير اعتباطي".