هذه ليست المرة الأولى التي نفاجأ فيها بإصدار قوي يوثق تاريخ مصر العريق، فقد سبق أن أدهشتنا الدكتورة شهيرة خليل المدير العام لمركز التراث الصحفي بمؤسسة دار الهلال بإعادة طباعة كنوز الكتب، وعلى رأسها "الكتاب الذهبي"، هذا العدد الثري الذي للأسف تجهله الأجيال الجديدة.
الكتاب الذهبي تأريخ لنصف قرن من حياة مصر ويعد من الإصدارات النادرة التي تؤرخ الحياة المصرية على مدار خمسين عاماً بالتحديد من عام 1892 وحتى 1942 بعيون كبار الكتاب في ذلك الزمن.
ويتميز هذا الإصدار الفريد بمادته القيمة وصوره النادرة، كان باكورة أعمال قسم التراث الصحفي في مرحلته الجديدة، التي تعمل على استخراج لآلئ التراث الصحفي التي تزخر بها مؤسسة دار الهلال العريقة وإعادة تقديمها للقراء بأسلوب جذاب محبب.
لطالما كانت دار الهلال وستظل منارة للثقافة والتنوير، تقدم للقارئ المصري والعربي وثائق ثمينة عن تاريخ الأمة، واليوم نشهد عملاً جديداً صدر بعد أكثر من عام من البحث والتنقيب، ليصل إلى أيدي القراء عدد مميز يوثق رحلة العائلة المقدسة في مصر.
توثيق رحلة العائلة المقدسة عبر صفحات دار الهلال يحمل صفحات خالدة بين مواد وصور نادرة وثقت رحلة العائلة المقدسة كما نشرتها مطبوعات دار الهلال منذ عام 1896.
وكانت مصر دائما أرض الأمن والأمان، حيث احتمى فيها نبي الله عيسى عليه السلام وهو رضيع، برفقة السيدة العذراء مريم والقديس يوسف النجار، هربا من بطش الملك هيرودس عبرت العائلة المقدسة فلسطين مرورا بسيناء، ثم إلى الدلتا والصعيد، ليصبح كل موضع أقاموا فيه محطة مباركة يقصدها المصريون والأجانب من كل مكان، حتى صار مسار الرحلة أحد أهم المشروعات القومية التي توليها الدولة اهتماما كبيرا.
يضم هذا الكتاب باقة منتقاة من المقالات التي كتبها كبار كتاب "دار الهلال" منذ عام 1896، بالإضافة إلى صور فوتوغرافية نادرة تنشر لأول مرة، وهو ثمرة جهود فريق عمل نشيط من الصحفيين والباحثين، الذين أعادوا تنظيم وتخطيط إصدارات مركز التراث، واضعين نصب أعينهم هدفا واضحا وهو إعادة تقديم ذخائر الصحافة المصرية في صورة جديدة تليق بمكانتها التاريخية في أوراق خالدة.