«الخطوات العملية للتغلب على الصعوبات الحياتية».. ندوة في معرض القاهرة للكتاب
استضافت «قاعة ديوان الشعر»؛ ندوة جديدة بعنوان «خطوات عملية للتغلب على الصعوبات الحياتية»، وأدارت الندوة الإعلامية مي إيهاب، وذلك ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56.
وافتتح الندوة؛ الدكتور أحمد هارون الشريف، مستشار العلاج النفسي والأسري؛ رئيس المؤسسة العربية للعلوم النفسية؛ مؤسس المؤتمر الدولي للطب النفسي وعلم النفس، مؤكدًا أن مفهوم السعادة في علم النفس؛ شمل ثلاث مدارس، الأولى تتبنى فكرة الألم للوصول إلى السعادة؛ فيجب أن يعاقب الطفل لينجح؛ وتابع: «هذه المدرسة لا أنتمي إليها؛ فليس من الضروري أن أُصاب بالأذى كي أنجح، فالأزمات والأذى والضرر؛ يأخذون من وقتك وعمرك، وهذه المدرسة هي مدرسة غربية تسمى -المدرسة السلوكية- ولكنها في الأصل مستقاة من سيدنا علي؛ والثانية تتبنى فكرة أن الدافع للسعادة هو التحفيز والتشجيع، ولا أنتمي لها أيضًا لأنها تعتمد على إيهامك أنك قادر على فعل أي شيء وكل شيء في أي وقت، وهذا ليس صحيحًا؛ وأشار إلى أن المدرستين يضران بمستوى صحتك النفسية؛ بما يجعل من حياتك جحيمًا، فعمرك محدود لا يسع المحاولات النهائية؛ وأنت غير مطالب ؛ بتحمل كل هذه الأعباء؛ بمعنى يمكنك أن تحافظ مثلًا على الموبايل؛ واستمتع به؛ ولا تذهب لتعلم كيفية بداية صناعته؛ فلا تضيع عمرك هباء.
وأوضح «هارون»؛ أن المدرسة الثالثة، تستند على أن الله سبحانه وتعالى لا يكلف نفسًا إلا ما أتاها، فهي «مدرسة فردية» عنك أنت؛ ولا تجعل أحد يُنَظرُ عليك؛ وُيملي عليك ما تفعله؛ وأوضح أنه ليس هناك مصطلحًا يسمى «النجاح» فهو أكذوبة، والقرآن بكل سوره لم يذكر كلمة النجاح ولا مرة، لكنه ذكر كلمة «الفلاح»، فالمدرسة الأولى تدعوك للنجاح؛ حتى لو على حساب عمرك وصحتك وحياتك؛ أي حساب كسرك، والمدرسة الثانية تؤصل التحفيز المطلق؛ على حساب وهمك؛ ويزرع في النفس الحقد الدفين، حيث تفتح الباب لمقارنتك بغيرك طالما هذا الشخص استطاع أن ينجح فماذا يمنعك أنت؟.
وأما المدرسة الثالثة لتعريف السعادة، فأكد هارون؛ أنها تعتمد على القبول أن تتعرف على نفسك؛ وتقبلها؛ والقبول هو التسليم، قال تعالى «بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون»، فالتسليم يرحمك من التساؤل لماذا حدث هذا لي؛ ومن جلد النفس؛ ولوم الذات والاكتئاب والحزن؛ وأكد أهمية الامتنان لكل ما حدث لك من أزمات والرضا بأن الأشخاص المؤذية التي مرت بحياتك هي كانت لحمايتك من أشخاص أسوأ، تقبل وتتقبل وتمتن؛ وحول اكتئاب السوشيال ميديا، أوضح هارون؛ أنك لاشعوريًا وبدون إحساس تبدأ بمقارنة نفسك بما تشاهده على السوشيال ميديا، وتتخيل أن من تراه هو أكثر شخص سعيد في الدنيا.
و حذرت الإعلامية هبة إيهاب، من خطورة استقاء النصائح الحياتية فيما يخص تفاصيل حياتنا من غير المختصين والبلوجر المنتشرين.
وقال الدكتور هاني أمين أستاذ أصول الدين، أن السعادة هي أن يتوافق الإنسان مع نفسه، وأن يؤمن أنه ليس هناك فشل بل هي محاولة فبعد 99 محاولة أنار أديسون البشرية بالمصباح الكهربائي.
وحول الشعور بالتعاسة، أوضح أن فكرة أن يكون الإنسان مؤمنًا ببيئته وتعليمه، فكرة التسليم دعانا إليها الإسلام، فتعريف الإسلام اللغوي معناه الخضوع والتسليم المطلق والكامل والإذعان لرب العالمين، مشيرًا إلى أن الإسلام في تعريفه اللغوي الامتثال إلى الله سبحانه وتعالى الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم.
وأضاف أن الإنسان هو بناء الله سبحانه وتعالى، مشيرًا إلى أننا إذا تصفحنا تاريخ الأنبياء والمرسلين نجد أن ما أوصلهم إلى الله سبحانه وتعالى هو الصبر، وأي إنسان في الدنيا تعتريه الأزمات والصعوبات والعراقيل لأننا في الدنيا، فيجب أن تقابل الحقد والحسد.
معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025
ويقام معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه الهيئة العامة المصرية للكتاب، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وأعلن لأول مرة عن ضيفي شرف المعرض في الدورتين 2026، و2027، وهما رومانيا وقطر كما أعلن إطلاق مبادرة المليون كتاب ضمن فعاليات المعرض هذا العام.
ويشهد المعرض استحداثات جديدة لأول مرة ومن بينها جناح مجاني لاتحاد الناشرين الذي تشارك فيه دور النشر الناشئة وذلك بهدف دعم صناعة النشر، بالإضافة إلى استحداث قاعة جديدة لتكون عدد قاعات معرض الكتاب فى دورته الجديدة 6 قاعات بدلًا من 5 قاعات، بالإضافة إلى أجنحة للكتب المخفضة.
ووقع الاختيار على اسم العالم والمفكر الدكتور أحمد مستجير، ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، وجاء شعار المعرض هذا العام بعنوان «اقرأ.. في البدء كان الكلمة».
وتحل دولة سلطنة عمان ضيف شرف المعرض، وتشارك ببرنامج ثقافي متنوع يعكس التاريخ الثقافي والفكري للسلطنة، ويسلط الضوء على العديد من الجوانب التاريخية والتراثية والفكرية بها.
وتشهد الدورة الحالية نقلة نوعية تستحق التقدير، سواء من حيث التنظيم أو المُشاركة الدولية والمحلية، وتقام الدورة الحالية للمعرض على مساحة 55 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم 6 صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1345 دار نشر، من 80 دولة من مختلف دول العالم، كما يبلغ عدد العارضين 6150 عارضًا هذا العام، يعرضون تنوعًا ثريًا من الإصدارات الأدبية والفكرية.
ويضم البرنامج الثقافي للمعرض ما يقرب من الـ600 فعالية متنوعة تشمل ندوات أدبية وحوارات فكرية وعروضًا فنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.
ويُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وفي عام 2006 اعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، زار المعرض في دورته السابقة الـ55 4,785,539 زائر.
انطلق المعرض لأول مرة في عام 1969م، حينما كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة الراحلة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب في مصر.
وأوضح أن ريادة مصر تعتمد في جوهرها على العلم والمعرفة وموقعها المتميز كمركز للثقافة والفكر، ومن هنا تأتي الدعوة لكل فئات الشعب المصري لتوجيه طاقاتهم نحو القراءة والتعمق في المعرفة، لتنوير العقول والاستفادة من ثمار الفكر الإنساني.