استضافت قاعة«فكر وإبداع» بـبلازا 1، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ56، ندوة لمناقشة كتاب «الشعر والسرد.. تأصيل نظري ومداخل تأويلية»، للناقد الدكتور سامي سليمان أحمد، رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة القاهرة، والصادر عن سلسلة «الطبعة الثانية» بالهيئة العامة لقصور الثقافة.
وشارك في مناقشة الكتاب كل من الدكتور عادل ضرغام والدكتور علاء الجابري، وأدار الندوة الدكتور محمود عبد الباري، الذي استهلها بالترحيب بالحضور، معربًا عن تقديره لإدارة المعرض على تنظيم الفعالية، ومشيدًا بمحتوى الكتاب الذي يتناول إحدى القضايا الجوهرية في الأدب والنقد العربي المعاصر.
كما وصف الكتاب بأنه يمثل إضافة نوعية لمشروع الدكتور سامي سليمان النقدي، الذي يتميز بالعمق والاتساق المنهجي.
وفي مداخلته، أشار الدكتور علاء الجابري إلى أن أسلوب الدكتور سامي سليمان يمتاز بالجدية والعمق النقدي، قائلاً: «لا يكتب سامي سليمان بخفة، ولا يخاطب القارئ العادي، بل يقدم مشروعًا نقديًا متماسكًا يعكس تفكيرًا تحليليًا دقيقًا».
وأكد أن الكتاب يتجنب التوغل المفرط في التأصيل التاريخي، مفضلًا التركيز على آليات السرد وجماليات الشعر، وهو ما يعكس وعيًا نقديًا بالعلاقة المعقدة بين الشكلين الأدبيين.
أما الدكتور عادل ضرغام، فأشاد بالكتاب باعتباره إضافة مهمة لدراسة التداخل بين الشعر والسرد، موضحًا أنه يعتمد على نظريات النقد الثقافي والتلقي لإعادة طرح الأسئلة التي شغلت النقد العربي قديمًا وحديثًا.
وأضاف أن الكتاب يتميز بتفكيك المصطلحات النقدية وإعادة النظر في المفاهيم الراسخة، حيث استطاع الدكتور سامي سليمان أن يوفق بين التأصيل النظري والتطبيق النقدي بأسلوب منهجي متماسك.
وفي ختام الندوة، تحدث الدكتور سامي سليمان عن الدوافع التي دفعته إلى تأليف الكتاب، مشيرًا إلى أن فكرته بدأت منذ عام 2005 خلال إقامته في اليابان، حيث ظل منشغلًا بأسئلة العلاقة بين الشعر والسرد، خاصةً في سياق تطور الشعر الحديث وشعر التفعيلة.
وأضاف أنه يرى الكتاب بمثابة خطوة أولى في مشروع نقدي لا يزال يتطور، إذ يهدف إلى إعادة النظر في أسس النقد العربي الحديث وطرح رؤى جديدة تتجاوز ما كُتب سابقًا في هذا المجال.
واختتم حديثه بالتأكيد على أهمية الملاحظات النقدية والتفاعلات القرائية في تطوير العمل النقدي، معربًا عن سعادته بمناقشة أفكاره مع الجمهور، ومؤكدًا أن المشروع سيظل مفتوحًا للإضافات والتطوير المستمر.
معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025
ويقام معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه الهيئة العامة المصرية للكتاب، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وأعلن لأول مرة عن ضيفي شرف المعرض في الدورتين 2026، و2027، وهما رومانيا وقطر كما أعلن إطلاق مبادرة المليون كتاب ضمن فعاليات المعرض هذا العام.
ويشهد المعرض استحداثات جديدة لأول مرة ومن بينها جناح مجاني لاتحاد الناشرين الذي تشارك فيه دور النشر الناشئة وذلك بهدف دعم صناعة النشر، بالإضافة إلى استحداث قاعة جديدة لتكون عدد قاعات معرض الكتاب فى دورته الجديدة 6 قاعات بدلًا من 5 قاعات، بالإضافة إلى أجنحة للكتب المخفضة.
ووقع الاختيار على اسم العالم والمفكر الدكتور أحمد مستجير، ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، وجاء شعار المعرض هذا العام بعنوان «اقرأ.. في البدء كان الكلمة».
وتحل دولة سلطنة عمان ضيف شرف المعرض، وتشارك ببرنامج ثقافي متنوع يعكس التاريخ الثقافي والفكري للسلطنة، ويسلط الضوء على العديد من الجوانب التاريخية والتراثية والفكرية بها.
وتشهد الدورة الحالية نقلة نوعية تستحق التقدير، سواء من حيث التنظيم أو المُشاركة الدولية والمحلية، وتقام الدورة الحالية للمعرض على مساحة 55 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم 6 صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1345 دار نشر، من 80 دولة من مختلف دول العالم، كما يبلغ عدد العارضين 6150 عارضًا هذا العام، يعرضون تنوعًا ثريًا من الإصدارات الأدبية والفكرية.
ويضم البرنامج الثقافي للمعرض ما يقرب من الـ600 فعالية متنوعة تشمل ندوات أدبية وحوارات فكرية وعروضًا فنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.
ويُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وفي عام 2006 اعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، زار المعرض في دورته السابقة الـ55 4,785,539 زائر.
انطلق المعرض لأول مرة في عام 1969م، حينما كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة الراحلة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب في مصر.
وأوضح أن ريادة مصر تعتمد في جوهرها على العلم والمعرفة وموقعها المتميز كمركز للثقافة والفكر، ومن هنا تأتي الدعوة لكل فئات الشعب المصري لتوجيه طاقاتهم نحو القراءة والتعمق في المعرفة، لتنوير العقول والاستفادة من ثمار الفكر الإنساني.