رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


شعراء سيدة الغناء العربي

3-2-2025 | 13:32


د. مصطفى رجب

لم تحقق أم كلثوم شهرتها بصوتها وحده، بل كان اختيارها للقصائد والأغنيات التي تغنيها – بأدائها المتميز - أثراً واضحاً في شهرتها بين مطربات عصرها، فضلا عما كانت تتمتع به شخصيتها من تفرد وعذوبة وسعة أفق وخفة ظل وحلاوة أداء.

وقد غنت أم كلثوم قصائد وأغاني لعدد كبير من شعراء العرب قديما وحديثا قد يزيد عددهم على 28 شاعرا، وذلك منذ بدايتها عام 1923 وحتى وفاتها عام 1975، فقد غنت للشاعر أحمد رامي قصيدته (الصبُّ تفضحه عيونه) عام 1924، وغنت للشاعر العربي القديم أبي فراس الحمداني عام 1926 قصيدته الشهيرة:

أراك عصي الدمع شيمتك الصبر أما للهوى نهي عليك ولا أمر بلى أنا مشتاق وعندي لوعة ولكن مثلي لا يذاع له سر إذا الليل أضواني بسطت يد النوى وأذللتُ دمعاً من خلائقه الكبر تكاد تضيء النار بين جوانحي إذا هي أذكتها الصبابة والهجر معللتي بالوصل والموت دونه إذا مت عطشاناً فلا نزل القطر وكانت تغير بعض الكلمات بذوقها المعاصر، فقد غيرت كلمة ( عطشانا ) فجعلتها ( ظمآنا ) كما غنت للشاعر إبراهيم حسني ميرزا عام 1926 قصيدته : كم بعثنا مع النسيم سلاما ، وتقول القصيدة/ الأغنية:

كم بعثنا مع النســــــــيم سلاما للحبيب الجميل حيث أقاما وسمعنا الطيور في الروض تشدو فنقلنا عن الطيور كلاما نحن قوم مخلدون وإن كنا خلقنا لكي نموت غراما فإذا نامت العيون فـــهـذي يا حبيبي قلوبنا لن تناما خافقات تدق من ألم الوجد نشـــيدا فتحسن الأنغاما قد قنعنا بحبه ورضينا لو يفي ساعة ويهجر عاما ولكم زار في الكرى فوددنا لو قــــضينا هذه الحياة نياما مزقت قلبنا العيون اللواتي نمن من صحة الجمال سقاما فكأن القلوب كانت لواء وكأن العيون كانت ســـــــهاما وغنت للشاعر نصر الله الدجاجي عام 1926 قصيدته: لي لذة في ذلتي وخضوعي ومنها: لي لذة في ذلتي وخضوعي وأحب بين يديك سفك دموعي ما الذل للولهان في شرع الهوى عار، ولا جور الهوى ببديع فرضا أسأت فأين عفوك مهجتي عمن رجاك لقلبه المصدوع جودى رضاً من عفو لطفك واغنه بجمال وجهك عن سؤال شفيع وغنت عام 1926 للشاعر المملوكي الملقب ب "الشاب الظريف" أبياته خفيفة الظل التي يقول فيها:

مِثْلُ الغَزالِ نَظْرةً وَلفْتَةً مَنْ ذا رآه مُقْبِلاً ولا افْتَتَنْ ؟ أَحْسَنُ خَلْقِ اللَّه وَجْهاً وفماً إنْ لَمْ يَكُنْ أَحقَّ بالحُسْنِ فَمَنْ في جِسْمِه وَصُدْغِه وشَكْلِهِ الماءُ والخُضْرَةُ والوَجْهُ الحَسَنْ وفي عام 1928 غنت للشاعر المصري المملوكي ابن انبيه قصيدة رائعة منها: قل للبخيلة بالسلام تورعا كيف استبحت دمي ولم تتورعي وزعمت أن تصلي بعام مقبل هيهات أن أبقى إلي أن ترجعي أبديعة الحسن التي في وجهها دون الوجوه عناية للمبدع ما كان ضرك لو غمزت بحاجب يوم التفرق أو أشرت بإصبع وتيقني أني بحبك مغرم ثم اصنعي ما شئت بي أن تصنعي وفي الثالث من يناير عام 1965 أجرت أم كلثوم حوارا نادرا مع جريدة الأهرام قالت فيه :

" أهم شيء في الأغنية أنه يجب أن يكون لها هدف، وإطار، وخطوط. وأن تكون متكاملة من جميع النواحي، وليست فقط كلمات مرصوصة لا نخرج منها بشيء، إن الكلام في الأغنية هو الأساس الذي تُبْنَى عليه الأغنية، واللحن يجد أمامه المعاني التي تدفعه إلى الإجادة".

وقبل وفاتها بأربع سنوات، أجرت صحيفة الأهرام حوارا آخر معها يوم 9 أغسطس 1971 حمل عنوان "نظرة من القمة"، دار حول الألفاظ في الأغاني الشعبية قالت فيه أم كلثوم : "إحنا فلاحين نعرف إيه اللي يتقال في الريف وإيه اللي ما يتقالش..أنا فلاحة سمعت ومازلت أسمع أغاني الفلاحين، عمري ما سمعت كلمة نابية، النهارده باسمع كلاما بلا معنى يذاع في إذاعة مصر .. ممكن ده يكون في حفلات خاصة أو في استعراض .إنما إذاعته من الراديو: عمل لا يجوز".

رحم الله أم كلثوم