ثومة وفوزي.. الحلم الذى ضاع ثلاث مرات
على خلاف علاقة الموسيقار محمد عبد الوهاب بمحمد فوزى كانت علاقة كوكب الشرق أم كلثوم به شديدة الصفاء والمواقف الإنسانية المتبادلة، لكن التشابه الوحيد فى الحالتين أنها بدأت من منطقة الإعجاب والانبهار، بل والاقتداء أيضا، فقد كان فوزى يغنى الكثير من أغنيات أم كلثوم فى بداية مشواره الفنى، كذلك كانت أغنيتها «ياما أمر الفراق» كما أغنية « كلنا نحب القمر» لعبد الوهاب طريقه للقبول بمعهد الموسيقى العربية، لكن ليست هناك معلومة يمكن الاطمئنان لها عن بداية التعارف الشخصى بين أم كلثوم ومحمد فوزى.
وإن كانت هناك رواية مصدرها الفنانة الراحلة وداد حمدى التى قالت لى فى حوار صحفى نشرته مجلة الكواكب عام 1989 أنها كانت تشاهد أم كلثوم ومحمد فوزى معا فى حضور المخرج أحمد بدرخان أثناء تصوير فيلم «قبلنى يا أبى» سنة 1947، وأن التفاهم كان واضحا بينهما بشأن تنسيق مواعيد تصوير فيلمى «فاطمة «لأم كلثوم» و»قبلنى يا أبى» لمحمد فوزى على اعتبار أن بدرخان هو مخرج الفيلمين، وهذا معناه أن علاقة طيبة كانت تجمع بين فوزى والست على الأقل منذ عام 1947.
وتشير الدلائل إلى أن العلاقة بين الطرفين ظلت على تميزها فى السنوات التالية حتى إذا ما أنشأ محمد فوزى شركة مصر فون للأسطوانات كانت أم كلثوم من أوائل الأصوات التى تعاقدت معها الشركة الوليدة الأمر الذى زاد من ثقة السوق المصرية فى اسم مصر فون، فتوالت الأصوات الغنائية التى اقتدت بسيدة الغناء العربى، وتحمست للتعاون مع مصر فون، وبدأ التعاقد بين ثومة ومصر فون بتاريخ العاشر من نوفمبر 1959 لمدة ثلاث سنوات تقدم خلالها تسع أغنيات بواقع ثلاث أغنيات كل سنة على ألا يقل زمنها عن 15 دقيقة وألا يزيد على ثلاثين دقيقة، لكن اللافت فى عقد أم كلثوم مع شركة محمد فوزى هو الإقرار لها - على غير المعتاد مع المطربين – بنسبة 27 ونصف بالمائة من إجمالى المبيعات بحد أدنى ألفى جنيه للأغنية الواحدة دون النظر للمكسب أو الخسارة، وتستثنى من ذلك الأغنيات الوطنية التى يكتفى فقط بالنسبة المتفق عليها فى مقابل أن تتعهد أم كلثوم بعدم تقديم أعمال أخرى لأى شركة بخلاف مصر فون.
وربما زاد هذا التعاون التجارى – إذا جاز التعبير– من أواصر العلاقة الإنسانية بين الطرفين لدرجة أن أم كلثوم كانت شاهدة على مراحل تطور علاقة فوزى بالسيدة كريمة التى أصبحت زوجته بعد ذلك، فقد كانت مقابلاتهما تتم فى حفلات سيدة الغناء العربى أو فى كواليسها، كما كانت أم كلثوم عنصرا مهدئا بين فوزى وكريمة حينما تثور الخلافات الزوجية المعتادة، وكثيرا ما كانت تكبح جماح رغبة كريمة فى العودة للحياة الفنية من جديد بحسب ما حكت فاتنة المعادى التى أكدت على متانة الصداقة بين فوزى وأم كلثوم، وأنها دائما ما كانت تستشيره فى أمورها الفنية والشخصية.
فى هذه الأثناء لعب محمد فوزى دوره التاريخى فى تقديم الموسيقار الشاب – فى ذلك الوقت – بليغ حمدى إلى أم كلثوم الذى أثمر تعاونهما الفنى الأول فى أغنية " حب إيه " من كلمات الشاعر عبد الوهاب محمد والتى تغنت بها للمرة الأولى فى ديسمبر 1960، وهنا تتعدد الروايات وتتداخل التفاصيل حول ظروف وملابسات تعارف بليغ على أم كلثوم، ودور محمد فوزى فى هذا الأمر، وأغلب الروايات المتداولة كان مصدرها أطرافا بعيدة عن المشهد الأصلى، لذلك فلا يمكن الاطمئنان إلا لرواية الموسيقار بليغ حمدى نفسه التى حكاها للإعلامى وجدى الحكيم فى أحد برامجه الإذاعية، وتوجد نسخة منه على موقع يوتيوب الشهير كما حكى جانبا منها أيضا للمذيعة سوزان حسن فى أحد برامجها التليفزيونية حيث تحدث بليغ عن فضل محمد فوزى عليه الذى آثره على نفسه فى مسألة تعاونه مع أم كلثوم، وقال إنه كان يحلم بالتلحين لكوكب الشرق رغم أنه كان قد تعاون مع أصوات غنائية كثيرة على رأسها عبد الحليم حافظ وفايزة أحمد، لكن العمل مع أم كلثوم شىء آخر مضيفا أنه بحكم تعاونه مع شركة مصر فون كان فوزى قد استمع لمطلع أغنية " حب إيه " وأعجب به جدا، فبادر فوزى ودون علم بليغ بالاتصال بأم كلثوم مؤكدا لها ضرورة الاستماع إلى هذا الملحن الشاب الذى سوف تغنى له مصر خلال الخمسين عاما المقبلة، فطلبت منه أن يصحبه معه فى اللقاء الذى كان يجمعهما بمنزل الدكتور زكى سويدان الجراح المصرى الشهير، فلما عرض فوزى على بليغ رغبة أم كلثوم فى الاستماع إليه ظن أولا أنها تريده كى يلحن لابن شقيقها "إبراهيم خالد" الذى كان ينوى الغناء فى ذلك الوقت، وبالفعل اصطحب محمد فوزى بليغ معه إلى منزل الجراح المعروف ومعهما عازف الكمان أنور منسى، وبدأ الملحن الشاب يغنى خجلا المذهب الخاص بأغنية حب إيه، فأخذت أم كلثوم تنصت إليه وتطلب منه إعادة الغناء، ثم طلبت منه أن يأتى إليها فى بيتها صباح اليوم التالى، كل هذا وبليغ يظن أنها تريده كى يلحن لابن شقيقها، ولذلك لم يتحمس كثيرا للمقابلة، وفى صباح اليوم التالى فوجئ بليغ بمحمد فوزى فوق رأسه فى غرفة نومه يوقظه ويذكره بموعده مع كوكب الشرق، بل ويذهب معه إلى بيتها فى الزمالك حيث قاموا باستدعاء مؤلف الأغنية الشاعر عبد الوهاب محمد الذى كان حتى ذلك الوقت موظفا فى شركة شل للبترول، لتولد على يدى محمد فوزى أغنية " حب إيه " أول لقاء جمع بين بليغ حمدى وأم كلثوم، وتقوم مصر فون بطبع الأغنية على أسطوانة حققت نجاحا كبيرا فاق كل التوقعات. وهناك رواية أخرى تشير إلى إيمان محمد فوزى ببليغ حمدى وإيثاره على نفسه كى يتعاون من جديد مع أم كلثوم، الواقعة هذه المرة تتعلق بأغنية " أنساك " التى كتبها الشاعر مأمون الشناوى.
وقيل أنها كانت من المفترض أن تكون باكورة ألحان فوزى لأم كلثوم، وواقع الأمر أن هناك مبالغات وتوابل كثيرة ارتبطت بظروف خروج هذه الأغنية للنور من قبيل أن فوزى كان قد بدأ فى تلحين الأغنية، وذات يوم زاره بليغ فى بيته فوجد أمامه كلمات الأغنية فى غياب فوزى الذى استأذنه للذهاب للحمام أو لإجراء مكالمة تليفونية، فأمسك بليغ بالعود والكلمات وبدأ فى تلحين "أنساك ده كلام، أنساك يا سلام" فلما دخل عليه فوزى أعجب جدا باللحن، وقال له "والله ما هو راجع" !! واتصل على الفور بأم كلثوم مؤكدا لها أن بليغ صاغ لحنا أجمل من ذلك الذى يمكن أن يلحنه هو، المدهش أن هذه الرواية ذائعة الصيت عن ملابسات الأغنية لم يأت لها أى ذكر لا من قريب ولا من بعيد على لسان أطرافها أو معاصريها وقت ظهور الأغنية، ولم تتحدث عنها صحافة تلك الفترة حتى وهى تتابع مشروع تعاون فوزى وأم كلثوم الفعلى بعد ذلك، لكن هناك معلومة لاحقة منسوبة إلى أحد أطراف الأغنية، وهى ما نقله الناقد طارق الشناوى عن عمه الشاعر مأمون الشناوى مؤلف الأغنية فى مقال له بمجلة الكواكب بتاريخ الحادى والعشرين من أكتوبر 2014 وهي أن اللحن كان فى الأساس للشيخ زكريا أحمد الذى وافته المنية قبل أن يبدأ فى التلحين، فرشحت أم كلثوم محمد فوزى لهذه المهمة بعد عدم تحمسها لمحاولات الشيخ سيد مكاوى اللحنية، وأن مقدمة الأغنية والمذهب هما من وضع محمد فوزى، وهنا تبدو عدة أسئلة مهمة إذا صحت هذه الروايات، منها كيف عرف بليغ بالمقام اللحنى الذى كان فوزى قد بدأ التلحين منه كى يكمل عليه ؟ وكيف قبل بليغ على نفسه، وفوزى صاحب فضل عليه أن يحل محل الرجل بهذه البساطة ؟ ولو أردتم الحقيقة فإنه إذا كان هناك أى تأثر من جانب بليغ وهو يلحن " أنساك " فإن الأغنية بأكملها تحمل روح الموسيقار زكريا أحمد الملحن الأول للأغنية بحسب الرواية الصحيحة المنقولة عن الشاعر مأمون الشناوى، غير أن بليغ حمدى نفسه يحسم كل هذه الروايات فى ذات الحوار الإذاعى المشار إليه والذى تم بالطبع بعد سنوات من رحيل كل من محمد فوزى وأم كلثوم حيث قال إن فوزى كان يعمل على أغنية "أنساك" لأم كلثوم قبل ظهور "حب إيه" ولم يكن هو يعلم ذلك، وحدث أن سهرة جمعته مع فوزى والشاعر مأمون الشناوى مؤلف الأغنية، فإذا بفوزى يطلب من مأمون أن يسمع بليغ كلمات أغنية "أنساك" وما أن سمعها حتى انفعل بالكلمات وأمسك بالعود وأخذ يلحن الأغنية، وفوزى يستمع بإعجاب ويطلب منه الاستمرار وسط دهشة مأمون الشناوى الذى التزم الصمت أمام تصرف فوزى، وبعد أن توقف بليغ قال فوزى لمأمون :
"مش قلت لك بليغ حيلحنها أحسن منى" وهنا فقط عرف الملحن الشاب الحقيقة، وأن الأغنية كان فوزى يعدها لأم كلثوم، فحاول بليغ التراجع والاعتذار بأنه لم يكن يعلم، لكن محمد فوزى أصر، وقال له "كمل نجاحك مع أم كلثوم الذى بدأته بأغنية حب إيه" ورفع سماعة الهاتف، وأبلغ كوكب الشرق بأن بليغ وضع لحنا رائعا للأغنية، ولم يكن أمام بليغ سوى الرضوخ لإلحاح محمد فوزى. وأيا كان الأمر، وبعد كل هذه الفرص الضائعة لإتمام التعاون بين فوزى وأم كلثوم كانت أكثر المحاولات جدية من خلال الأغنية التى صاغ كلماتها الشاعر عبد الفتاح مصطفى بعنوان "صعبان علي" والتى كان فوزى قد انتهى قبل دوامة مرضه من وضع المقدمة الموسيقية وتلحين الكوبليه الأول منها، وهناك بعض الاختلافات فى ظروف هذه الأغنية، فمثلا ينقل الصحفى صلاح درويش فى صحيفة الجمهورية بتاريخ الرابع من مارس 1967 عن مؤلف الأغنية عبد الفتاح مصطفى أنه كان قد أعطى الأغنية لأم كلثوم ظنا منه أن رياض السنباطى هو الذى سيتولى تلحينها، لكنه فوجئ بمحمد فوزى يتصل به بعد عودته من أمريكا ويخبره بأن أول ألحانه لأم كلثوم سوف تكون من كلماته، وأسمعه بالفعل مطلع الأغنية ملحنا، وبعد أربعة أيام ساءت حالة فوزى ودخل فى غيبوبة الموت، بينما يذكر حسين عثمان فى تحقيقه لمجلة الكواكب بعد عشرة أيام من الموضوع المنشور بصحيفة الجمهورية.
ويا للمصادفة - أن محمد فوزى اتصل به ذات يوم وقرأ عليه كلمات أغنية "صعبان علي" وأبلغه بأنه زار أم كلثوم وأسمعها المقدمة الموسيقية والكوبليه الذى كان انتهى من تلحينه، وأنها أبدت إعجابها باللحن والكلمات، وطلبت اختصار المقدمة الموسيقية وإجراء بعض التعديلات على كلمات الأغنية ما يعنى أنها لم تكن تعرف شيئا عن تلك الكلمات وأن فوزى هو الذى اقترح عليها الشاعر والكلمات وليس العكس، ووفقا لما نسبه التحقيق للشاعر عبدالفتاح مصطفى نفسه فإن فوزى اتصل به طالبا منه إجراء التعديلات المطلوبة، لكنه كان يدرك خطورة مرض صديقه، فلم يستطع زيارته ورؤيته على هذه الحال، ففضل أن يترك كلمات الأغنية بعد التعديل لدى بواب عمارة محمد فوزى تفاديا لمشاهدته على هذا الوضع.
وبصرف النظر عن هذا التعارض فإن الثابت من كل الروايات أن فوزى كان قد انتهى بالفعل من تلحين جانب من الأغنية، وطلب من زوجته كريمة تسجيله بصوتها على شريط، وأن أم كلثوم كانت تتابع ما وصلت إليه الأغنية، ودائما ما كانت تحفزه فى كل مرة تطمئن فيها على صحته بأنها فى انتظار انتهائه من اللحن، وكان فوزى يعدها دائما بذلك، لكن القدر حرمه من أن يفى بالوعد ويحقق واحدة من أغلى أمنياته، وهى التلحين لكوكب الشرق، وبعد رحيل فوزى، ونشر هذين الموضوعين فى توقيت متقارب جدا أبدى الموسيقار محمد الموجى استعداده لاستكمال اللحن بروح محمد فوزى دون أى مقابل مادى كى تقدمه أم كلثوم، غير أن شيئا من ذلك لم يحدث.
بقيت الإشارة فى ملف علاقة أم كلثوم بمحمد فوزى إلى أنها كانت أحد الساعين إلى استصدار قرار علاجه على نفقة الدولة، فبعد مماطلة الجهات المعنية وموافقتها على تحمل نصف النفقات فقط سعت أم كلثوم فى مرحلة لاحقة لدى الرئيس عبد الناصر شخصيا كى تتحمل الدولة كل تكاليف علاجه، وهو ما نجحت فيه بالفعل، ولكن بعد أن كان قد فات الأوان، وتفاصيل الواقعة حكتها لى الفنانة تحية كاريوكا حيث قالت إن الفريق المعالج لفوزى أثناء وجوده فى لندن عام 1965 أشار عليه بضرورة التوجه بنفسه إلى مستشفى البحرية الأمريكية فى نيويورك للتعرف على الحالة على الطبيعة، ولكن كيف يتم ذلك وقد نفدت الخمسين بالمائة التى حددتها الدولة له وكل جهود الملحق الطبى فى لندن باءت بالفشل، وأضافت أنها كانت فى ذلك الوقت هى والموسيقار فريد الأطرش فى حفل استقبال السفارة اليوجوزلافية فى القاهرة.
وتصادف وجود د. عبدالقادر حاتم وزير الإرشاد هناك وبعض المسئولين الآخرين، ففاتحا الوزير المسئول فى أمر ضرورة سفر فوزى إلى الولايات المتحدة، وأنهم يحاربون الوقت لإنقاذ حياته، فيرد د. حاتم بعبارة واحدة " ح نبقى نشوف " فيؤكدان له أن الرجل يموت، وهو يكتفى بالعبارة ذاتها، وهنا انفجرت تحية غاضبة وقالت له " أنتم ليه بتعملوا في فوزى كده ؟ هو كان قتل لكم قتيل ؟! " وتكمل تحية أنها وجدت فى هذه اللحظة يدا غليظة على كتفها اتضح أنه السيد شعراوى جمعة وزير الداخلية الشهير الذى قال لها بنبرة صارمة "يا تحية بلاش الكلام ده ما تجيبيش لنفسك مشاكل أنتى مش أدها".
وهنا تدخل فريد الأطرش ليقول للوزيرين إذا لم تحل الدولة أمر علاج فوزى حتى صباح اليوم التالى فإنه سوف يتحمل بنفسه كل نفقات علاجه، وعاد فريد الأطرش إلى بيته، واتصل بمحاميه محمود لطفى ليتخذ إجراءات تحويل المبلغ المطلوب إلى محمد فوزى كى يتجه إلى الولايات المتحدة، وحكى محمود لطفى كل ما جرى فى هذه الليلة إلى السيدة أم كلثوم التى توجهت بنفسها فى صباح اليوم التالى إلى مكتب الرئيس عبدالناصر لمقابلته شخصيا، فسألها السيد سامى شرف – والكلام ما زال لتحية كاريوكا – عن سبب المقابلة، فقالت له بخصوص مرض محمد فوزى، فاعتذر لها بأن الرئيس مشغول جدا، وحدد لها موعدا بعد يومين، لكن أم كلثوم أصرت على مقابلة عبد الناصر، وبدأت نبرتها تزداد حدة، وأنها سوف تخبر الرئيس بأن مدير مكتبه منعها من مقابلته، وهنا اضطر سامى شرف لإخبار عبدالناصر بوجود أم كلثوم، وبعد خمس دقائق ليس أكثر كانت كوكب الشرق قد حصلت على موافقة عبد الناصر على تحمل الدولة كل نفقات علاج محمد فوزى وسفره إلى الولايات المتحدة الأمريكية بمرافق، بل إنها خرجت لتهاتف الفنانة هدى سلطان من مكتب سامى شرف لتخبرها بالذهاب فورا لمكتب الوزير شعراوى جمعة لاستلام القرار الذى رفض مقابلتها مكتفيا بإبلاغها عن طريق مدير مكتبه بصدور القرار المنتظر بعد نصف ساعة عليها انتظارها، وهو ما حدث بالفعل بتاريخ التاسع من ديسمبر 1965 أى بعد نحو أربع سنوات من بداية خطوات تأميم كل ممتلكات محمد فوزى ودخوله فى دوامة المرض، والفضل فى ذلك يعود لتدخل السيدة أم كلثوم ، ويقال إنها هى التى تحملت مصاريف جنازة محمد فوزى أو على الأقل ساهمت فيها. كلمات أغنية صعبان علي دلوقتى أول ما افتكرت وجيت؟ لعذابى ولا للهوى حنيت؟.
خليتنى أكدب عينيه لما باشوفك وآجى ابتسم لك ألاقى روحى بكيت صعبان عليه من زمانى ومنك صعبان عليه أد ما حبيت نسيت ميعادى وخليتنى بين نارين يتلفت القلب يسأل فين حبيبى فين وان قلت له ينسى هواك يصعب وان قلت له يرضى الهوان أصعب وانا فى هواك حتى النسيم يجرحنى وأقل كلمة ود بتفرحنى وان كنت أعتب على الليالى شوية أعتب عليك أكتر بدمع عينيه هو الزمان يقدر يجور على قلبى لو كان حبيب القلب راضى عليه صعبان عليه من زمانى ومنك صعبان عليه أد ما حبيت.