محمد العربي أحد أشهر عازفي الإيقاع في الموسيقى العربية، وقد ترك بصمة لا تُنسى في المشهد الموسيقي العربي من خلال أعماله المميزة ومشاركته في العديد من الأعمال الفنية الخالدة. عُرف بقدرته الفائقة على إضفاء روح جديدة على المقطوعات الموسيقية التي شارك فيها، خاصة تلك التي تميزت بالإيقاع العربي الأصيل.

المسيرة الفنية مع عمالقة الفن العربي شارك محمد العربي في العديد من الأعمال الخالدة مع كبار الفنانين، وكان من أبرزهم كوكب الشرق أم كلثوم. قدَّم معها مجموعة من أشهر أغانيها التي تُعتبر اليوم من روائع التراث الموسيقي العربي. من هذه الأعمال: أغداً ألقاك: التي تتميز بإيقاعاتها الرقيقة وتنوعها الموسيقي. فكروني: إحدى الأغاني التي جمعت بين الإيقاع الشرقي التقليدي والألحان العاطفية. الأطلال: الملحمة الغنائية التي تتطلب دقة عالية في الأداء الموسيقي، وهي من أكثر الأغاني التي أظهرت مهارات محمد العربي كعازف إيقاع.

الثلاثية المقدسة: التي تتطلب إيقاعات متميزة تناسب الروح الدينية للمقطوعة. هذه ليلتي: أغنية رومانسية ساحرة تتطلب أداء موسيقيًا فنيًا وإيقاعًا حساسًا. من أجل عينيك عشقت الهوى: من الأغاني العاطفية الشهيرة التي أضاف إليها العربي براعته الموسيقية. يا مسهرني: التي تُعتبر من أروع أغاني أم كلثوم، والتي أبدع العربي في تقديمها بأداء موسيقي متفرد.

كما تعاون محمد العربي مع العديد من عمالقة الموسيقى في العالم العربي، ومنهم محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ. وكان جزءاً لا يتجزأ من تشكيل الأسلوب الموسيقي لألحانهم. ساهم أيضًا في الأعمال الموسيقية للفنان رياض السنباطي، والذي كان يُعتبر أحد أعظم الملحنين في عصره. التعاون مع فرق موسيقية كبرى: لم يقتصر دور محمد العربي على المشاركة الفردية مع الفنانين الكبار، بل كان عضواً بارزاً في فرقة الموسيقى العربية تحت قيادة المايسترو عبدالحليم نويرة.

هذه الفرقة تعتبر من أهم الفرق الموسيقية في العالم العربي، حيث قدمت العديد من الحفلات الموسيقية الشهيرة التي كانت تروج للموسيقى العربية التراثية والمعاصرة على حد سواء. قربه من السلطة: كان محمد العربي قريبًا من دوائر السلطة السياسية في مصر، وتحديدًا من الرئيس أنور السادات والرئيس السابق محمد حسني مبارك. هذا القرب منح محمد العربي حضوراً قوياً في المناسبات الوطنية والرسمية الكبرى، حيث كان يتم دعوته للعزف في مناسبات خاصة وحفلات رسمية على أعلى مستوى.

إرثه الموسيقي: لا يمكن إنكار أن محمد العربي قد ساهم بشكل كبير في إثراء التراث الموسيقي العربي. إيقاعاته لم تكن مجرد أداة للإيقاع بل كانت تُعبر عن عمق المشاعر والحس الموسيقي الرفيع. يعتبر محمد العربي واحدًا من العازفين الذين تمكنوا من الارتقاء بالإيقاع ليصبح جزءاً لا يتجزأ من جمالية الأغنية العربية، وسيظل اسمه محفورًا في ذاكرة الموسيقى العربية لعقود طويلة.