شهدت "القاعة الدولية"؛ "بلازا 2"؛ ضمن فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة "جائزة ابن بطوطة"، التي أقيمت ضمن محور "كتاب وجوائز"؛ وشارك فيها: الكاتبة حنان سليمان؛ الدكتور يحيى زكريا السودة، وأدارها الإعلامي حسام الدين حسين.
وفي بداية حديثه، قال الإعلامي حسام الدين حسين في تقديمه للندوة: "مصر، بدورها الثقافي العظيم، كانت دائمًا جسرًا بين الشرق والغرب، وهو ما يظهر بوضوح في العديد من الفنون، من بينها "أدب الرحلة"، وإذا عدنا إلى التاريخ، سنجد أن المصريين قد وثقوا رحلاتهم على جدران المعابد، ما يجعل "أدب الرحلة" شاهداً على تاريخ طويل يعود إلى أقدم العصور، كما استمر هذا الأدب حياً، وقد تجسد في أعمال العديد من الرحالة مثل "ابن بطوطة" و"ابن خلدون" و"ابن عياض"؛ وغيرهم".
ومن جهته قالت الكاتبة الصحفية والروائية حنان سليمان: "في كتابي -رحلة البوسنة والهرسك في زمن الحرب-، كان بداية المخطوط يتحدث عن متابعة نشرة الساعة التاسعة التي كانت تنقل أخبار المنطقة، ولم أكن أعي في ذلك الوقت سبب اهتمامنا بنقل أخبار هؤلاء، وعندما كبرت، قررت أن أزور -البوسنة والهرسك- لأعرف أكثر عما جرى في تلك الفترة؛ فكانت هذه التجربة مصدر إلهام لي، وعملت هناك لمدة أسبوع في مدرسة صيفية، وكان المسؤول عن المدرسة قد قرر مشاركتنا في مسيرة العودة على مدار 3 أيام سيراً على الأقدام لمسافة 70 كم؛ فكانت رحلتي إلى -البوسنة والهرسك- بمثابة رحلة استكشافية، ولم أكن مشغولة بكتابة كتاب، لكن الكتاب جاء ليحصل على "تنويه خاص" من "جائزة ابن بطوطة"، قبل الحرب، كانت المنطقة مشهورة جداً بالتدين، وهو ما يظهر بوضوح في المعابد والكنائس والمساجد، إضافة إلى معابد يهودية تشير إلى تاريخهم مع الهولوكست".
وأضافت سليمان: "زرت عددًا من المدن هناك، حيث وجدتها تحمل بصمة عثمانية مازالت قائمة في العديد من جوانب الحياة، بدءًا من الأطعمة وصولاً إلى الأزياء؛ على الرغم من تنوع الأديان والطوائف، فإن المجتمع هناك متماسك ويشبه المجتمعات الأوروبية إلى حد كبير".
ومن جهته، قال الدكتور يحيى زكريا السودة، الباحث بهيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف: "كل من كتب عن رحلات البحر المتوسط كان في الغالب من العلماء الجغرافيين أو الرحالة، ومنهم ا-لإدريسي- الذي كان أول من رسم صورة لكوكب الأرض، عندما بدأت دراستي للماجستير، كانت حول جزيرة كريت في العالم الإسلامي، وكان ذلك قريبًا من اهتمامي بأدب الرحلة في منطقة البحر المتوسط، وهو ما دفعني للبحث في كتاب بعنوان -سفير المرتاد ورائد المساعِد-، الذي يتحدث عن رحلة الشيخ -علي بن يحيى الكيلاني-، الذي عاش في الفترة من 1678 إلى 1679؛ وتتسم هذه الرحلة بأهمية خاصة كونها أول رحلة شامية- مكية؛ مفردة للحج، وهي رحلة نادرة من القرن الحادي عشر للهجرة، وكانت رحلة ذات طابع تاريخي توثق قافلة الحج الرسمية التي كانت تخرج من السلطنة العثمانية، لتصل إلى الحرمين الشريفين عبر دمشق، حيث ينضم إليها الحجاج من بلاد الشام، وتصف الرحلة التنظيمات والمخاطر التي كانت تواجهها القافلة، وتوثق محطات السفر والصعوبات التي مرت بها".
وأشار السودة؛ إلى أن عظمة الرحلة تكمن في كون صاحبها كان شاعرًا ومتصفًا بالطريقة الجيلانية، حيث وثق العلاقات العلمية التي ربطته بأهل الحجاز خلال رحلة الحج؛ حيث إن الرحلة تعد من أبرز الأعمال الأدبية التي نقلت تفاصيل الطريق، ووصفت الطقس والمناخات والأحوال النفسية للحجاج، فضلاً عن تسليط الضوء على الظواهر الطبيعية.
واختتم السودة؛ حديثه؛ قائلًا: "اعتمدنا على النسخة الخطية الوحيدة لهذه الرحلة، وهي محفوظة في الجامعة الأميركية ببيروت، وقد نالت -جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة-؛ عن جدارة".